«هادي»: عودتي ليست تشبثا بالسلطة والشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية

السبت 21 مارس 2015 04:03 ص

أكد الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» أن عودته للقيام بمهامه ليس تشبثا بسلطة ولكن اضطلاعا بمسؤوليته في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وأوضح أن انتقاله إلى عدن ليس إيذانا بالانفصال، مجددا دعوته إلى «لم الشمل ومشاركة كافة القوى والمكونات السياسية بما في ذلك منفذي الانقلاب على الشرعية الدستورية».

وألقى «هادي» اليوم السبت خطاباً مسجلا بثه تلفزيون عدن تطرق فيه لمختلف القضايا المتعلقة بالوضع اليمني. وتعتبر هذه هي أول كلمة يلقيها «هادي» عقب مغادرته العاصمة صنعاء في 21 فبراير/شباط المادي الماض هاربًا من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي.

ووجه «هادي» في مستهل كلمته الشكر إلى جميع أبناء الشعب اليمني، قائلاً: «أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل أبناء الشعب اليمني العظيم المكافح والصابر في كل شبر من يمننا الحبيب»، مثمنًا موقف الشعب الرافض لما وصفه بـ«المؤامرة الانقلابية على الشرعية الدستورية»، منالاحتجاجات السلمية التي عمت شوارع العاصمة صنعاء المحافظات.

وأكد «هادي» أنه غادر العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن قامت ميليشيات الحوثيين باستهداف منزله، ضمن منشآت الدولة اليمنية التي استهدفتها «بعد التنصل من كافة التفاهمات السياسية مع مختلف الأطراف»، وأكد هادي أن موقف الشعب الرافض للانقلاب الحوثي «دفعه للاستمرار في القيام بمهامه وقيادة السفينة لإنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وصولاً الى إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة زمنية محددة، سعياً إلى بناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة».

وأكد «هادي» أن عودته للقيام بمهامه ليس تشبثا بسلطة ولكن اضطلاعًا بمسئوليته في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وعملًا على «نزع الفرقة ونبذ العنف والوقوف ضد الدعوات الطائفية والجهوية والمذهبية والعمل على الحفاظ على الوضع الاقتصادي من الانهيار بسبب الممارسات اللا مسئولة التي قامت وتقوم بها مليشيات الحوثي المسلحة». مضيفا أن انتقاله إلى عدن ليس إيذانا بالانفصال كما يروج الحوثيون، «وهو ما سبق وأن روجوا له حتى قبل الاستقالة وقبل الخروج الى عدن»، مؤكدًا أن انتقاله إلى عدن باعتبارها العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد وجعلها عاصمة مؤقتة إنما هو «للدفاع عن حق المؤسسات والهيئات الشرعية التي أوكلت إليها مسئولية استكمال مهام المرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني».

وشدد «هادي» على محورية القضية الجنوبية، وأعلى أهمية «وضع معالجات حقيقية لكافة مضامينها وكذلك إعادة صياغة أسس الوحدة وبناء الدولة على أسس الدولة الاتحادية والتي تعتبر خطوة هامة في كسر مركزية الدولة وخطوة متقدمة على طريق تحقيق الشراكة لكل محافظات اليمن»

وجدد «هادي» دعوته إلى «لم الشمل ومشاركة كافة القوى والمكونات السياسية بما في ذلك منفذي الانقلاب على الشرعية الدستورية إلى الاتفاق على ما يحقق تطلعات أبناء الشعب اليمني ويجنبه ويلات الاقتتال والحروب»، كما حذر من أن «استمرار هذا الوضع سوف يؤدي الى كارثة اقتصادية ستفقد المواطنين قدرتهم على العيش والبقاء».

ودعا الرئيس اليمني جماعة الحوثي إلى سحب عناصرها المسلحة من كافة الوزرات والمباني الحكومية، والانسحاب من صنعاء وكافة المدن اليمنية الأخرى، وإعادة الأسلحة المتوسطة والثقيلة المنهوبة من معسكرات الأمن، إضافة إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي وإعادة الأوضاع إلى ما قبل 21 سبتمبر/أيلول، من أجل «البدء الفوري بتنفيذ المرجعيات الخاصة بخارطة طريق العملية السياسية المتمثلة بما تبقى من استحقاقات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها كافة المكونات أثناء الحوار الوطني وأيدتها الدول العشر الراعية للمبادرة والأمم المتحدة».

وأدان هادي ما وصفها بـ«التفجيرات الإرهابية الشنيعة التي استهدفت مسجدي بدر والحشوش في صنعاء يوم أمس الجمعة والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب»، موجهًا التعازي لأسر الضحايا والأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، كما أدان استهداف ميليشيات الحوثي لمطار عدن الدولي، الخميس، والتي وصفها بأنها استمرارا للانقلاب على الشرعية.

كما أدان «هادي» قيام الطائرات بغارات جوية على منطقة المعاشيق، ووصفه بأنه «عدوان همجي ارعن لميليشيات مسلحة انقلابية سيقف الشعب اليمني بكل قواه ومكوناته سداً منيعاً أمامه»، كما وجه انتقادات لاذعة إلى إيران مؤكدًا أن «علم الجمهورية اليمنية سوف يرتفع على جبال مران في صعدة بدلا عن العلم الايراني»، لأنني اومن أن التجربة الإيرانية الاثنا عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثيين ومن يساندهم لن يقبلها شعب اليمن زيدي وشافعي».

ووجه «هادي» دعوته لجميع القوى السياسية للمشاركة في حوار مرتقب حول مستقبل اليمن في الرياض، موجهًا «الشكر والتقدير لدول مجلس التعاون الخليجي كافة وفي المقدمة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الدعم والمساندة للشعب اليمني سياسياً واقتصادياً وأمنياً في مختلف المراحل وكافة الظروف»، كما وجه «هادي» الشكر إلى «كافة الدول الرعاية للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته على دعمهم السياسي والاقتصادي لليمن»، كما وجه الشكر إلى  كافة الدول العربية وعلى رأسها مصر لوقوفها بجوار الشعب اليمني على حد قوله.

  كلمات مفتاحية

اليمن عبدربه منصور هادي الحوثيين جنوب اليمن عدن

«هادي» يتهم ”عملاء إيران“ وأركان النظام السابق بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري في عدن

«ستراتفور»: اليمن يتجه نحو الانفصال والأزمة الإنسانية تزداد تفاقما

«الزياني» يؤكد استمرار الدعم الخليجي لـ«هادي» وسفراء «التعاون» سيمارسون مهامهم من عدن

مستقبل اليمن ... الجميع ينتظر «هادي»

«هادي» يتمكن من الوصول إلي عدن .. والحوثيون ينهبون منزله في صنعاء

مجلس الأمن يصوت على مشروع بيان بشأن اليمن ويؤكد دعمه للرئيس «هادي»

الحوثيون على باب المندب: الميليشيات تسيطر على مطار تعز وأجزاء من المدينة

«هادي» يتهم الحوثيين بمحاولة فرض المذهب الإثنى عشري في اليمن بقوة السلاح