مستقبل اليمن ... الجميع ينتظر «هادي»

الثلاثاء 24 فبراير 2015 06:02 ص

لقد هرب الرئيس «عبد ربه منصور هادي» من العاصمة صنعاء ونزل حاليًا بغرفة في القصر الرئاسي في عدن بجنوب اليمن. وسواء أنجح بنفسه ومجهوده في الاختباء داخل شاحنة غذاء ليتمكن من الهرب أو ساعده أحد في ذلك - غير معروف تحديدًا - إلا إنه من المؤكد أنه كان تحت إقامة جبرية فرضها عليه الحوثيون في صنعاء. خطوته بالذهاب إلى عدن رمزية، ليس فقط لأنه في الأصل من الجنوب، ولكن أيضًا بسبب وجهات النظر الانفصالية الجنوبية والمعارضة الصريحة للحوثيين في الشمال. الناس في اليمن قلقون بشأن ما سيحدث بعد ذلك. ولا يزال الوضع متوترًا، وسوف تكون خطوات «هادي» المقبلة حاسمة. وتشير التوقعات إلى أن هناك أربع سيناريوهات مستقبلية لليمن.

السيناريو الأول: الاستقالة

 بحيث يصمم الرئيس «هادي» على الاستقالة لتسهيل الحوار الضروري الذي يبدو أنه تعثر بوجوده في السلطة. لقد وضعه الحوثيون تحت الإقامة الجبرية، ووقعوا اتفاقا مؤقتا مع الجماعات السياسية الأخرى التي اجتمعت بتنسيق ومجهودات مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن الدكتور «جمال بن عمر» في الآونة الأخيرة. وسوف يُشكّل الاتفاق مجلسًا وطنيًا يشمل البرلمان الحالي بالإضافة إلى لاعبين جدد باعتباره مجلسًا مُؤقتا على أن يضم الشباب وفصائل أخرى ناقمة وأيضًا الحوثيين.(الخليج الجديد: هذا الاحتمال مستبعد الآن، فالرئيس «هادي» أعلن فعليًا في رسالة إلى البرلمان تراجعه عن استقالته).

السيناريو الثاني: المواجهة

 إعلان التحدي والمواجهة؛ حيث يعلن الرئيس «هادي» سحب استقالته، ويؤكد حقه القانوني في رئاسة الجمهورية في إطار مبادرة التعاون الخليجي وآلية التنفيذ، ويقوم بتشكيل حكومة جديدة. وبهذه الطريقة يتم إعلان الشمال تحت الحصار وأن إجراءات الحوثيين غير قانونية، وبالتالي تتم الدعوة إلى التحرر من القمع الحوثي والتدخل العسكري على الرغم من إمكانية نشوب حرب أهلية.( الخليج الجديد: يبدو هذا السيناريو الأقرب إلى الآن، فبعد تراجع الرئيس «هادي» عن استقالته دعا أفراد حكومة رئيس الوزراء القابع تحت الإقامة الجبرية «خالد بحاح» إلى مواصلة أعمالهم من عدن لحين تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الميليشيات المسلحة، وهو سيناريو مرن يمكن تعديله بسهولة نحو السيناريو الرابع).

السيناريو الثالث: إعلان الاستقلال

إعلان الاستقلال؛ فقد يسير الرئيس «هادي» مع التطلعات الجنوبية ويعلن الانفصال عن الشمال ويخلق جنوبًا مستقلاً. وربما يكون هذا الانقسام سلميًا وتتم العودة إلى الوضع الذي سبق عام 1990 م. ومن المفترض أن يعلن الحوثيون طلاق الشمال من الجنوب، وسط تطلعات بأن يعيش جنوب اليمن وشماله في سلام خلال الفترة المقبلة.

السيناريو الرابع: الدعوة إلى الحوار

 الحفاظ على اليمن دون تقسيم؛ حيث يُمكن للرئيس «هادي» استخدام انتقاله إلى عدن للدعوة مُجددًا إلى جهد مُخلص وفاعل من أجل السلام وتشجيع الحوار لجميع الأطراف اليمنية تديره الأمم المتحدة  والدكتور «بن عمر». وهذا الموقف الحازم للحفاظ على وحدة اليمن على الأرجح أن يعزز الحوار الجاري وربما أيضًا يحث الأطراف على تبني اتفاق توافقي وحل يرضي الجميع. وسوف يكون السلام هشًا في أحسن الأحوال، لكنه قد يحافظ على وحدة اليمن.

ولا يزال الرئيس «هادي» يحظى باحترام الكثير من الناس في اليمن، ويمكنه حشد إجماع إذا شارك شخصيًا في إنهاء صفقة بمجرد وضع الدكتور «بن عمر» الشروط المناسبة.

وفي الوقت الذي قد تدفع فيه بعض الجهات الداخلية والإقليمية نحو الانفصال، فإن المناقشات الخاصة بشأن إبقاء اليمن موحدا مُقنعة على حد سواء. وهناك دور نشط للمجتمع الدولي ليلعبه ضمن هذه المعضلة من شأنه أن يساعد بشكل كبير في حالة أن الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية أرادت إرسال رسالة مباشرة تظهر رغبتها في يمنٍ مستقر وموحد.

إذا لم تكن هناك خطوات، فإن هذا التراخي سوف يتمخض عن تضارب بالغ الخطورة ومتسم بالعدوانية بين المصالح الوطنية والإقليمية والدولية، وتبارز بين رئيس في الجنوب ومجلس رئاسي في الشمال؛ حيث سيكون هناك حكومتان وبرلمانان وقوتان مسلحتان وعدد كبير من الجماعات المسلحة الغاضبة ومتطرفون يمارسون العنف.

نتمنى من الرئيس اتخاذ القرار الصحيح. نصلي من أجل الشعب اليمني وبدء حوار جادّ. الجميع ينتظر «هادي».

  كلمات مفتاحية

اليمن الرئيس هادي ميليشيات الحوثيين

«هادي» يتمسك بالشرعية ويدعو الجيش والأطراف الإقليمية والدولية لعدم شرعنة الانقلاب الحوثي

«هادي» يتمكن من الوصول إلي عدن .. والحوثيون ينهبون منزله في صنعاء

«واشنطن بوست»: ماذا وراء الأزمة السياسية الراهنة في اليمن؟

مجلس الأمن يشيد بعودة «الرئيس الشرعي» في اليمن إلى التحرك بحرية

السفير السعودي لدى اليمن يستأنف عمله من عدن

«لويا جيركا» لليمن

«مجلس العلاقات الخارجية»: خمسة أسئلة حول صعود الحوثيين في اليمن

«نيويورك تايمز»: المتمردون الحوثيون يتهمون السعودية بإشعال الفتنة لتقسيم اليمن

«ستراتفور»: حل الدولتين لن يُنهي مشكلات اليمن

أمين حزب العدالة والبناء اليمني: الدور الخليجي تسبب في سقوط اليمن بيد إيران

«فورين بوليسي»: هل تصبح اليمن سوريا ثانية؟

«هادي»: عودتي ليست تشبثا بالسلطة والشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية

الطريق الضيق للخروج من الحرب الأهلية أو الإقليمية في اليمن