«معهد الأمن الصهيوني»: مواجهة حتمية مع «حماس» أو«حزب الله» خلال 2015

الاثنين 23 مارس 2015 09:03 ص

قال تقرير لـ«معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني INSS»، أن عام 2015 قد يشهد مواجهة حتمية بين الدولة الصهيونية وكل من حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» وحزب الله، في ظل الضغط المستمر علي غزة من جانب مصر، وفي ظل سعي «حزب الله» لتعزيز وجودة في هضبة الجولان السورية.

وقال المعهد في تقرير للباحثة «أوريت بارلوف» بعنوان: «إسرائيل وحماس وحزب الله على مسار تصادمي: المكروه بعد لا مفر منه»، أن الحرب القادمة بين إسرائيل و«حماس» في غزة أو بين إسرائيل وحزب الله في لبنان تبدو «حتمية تقريبًا، رغم أن الجهات الثلاث ليست معنية بذلك وعلى الرغم من ذلك، يبدو مُتوقعا نشوبها».

وأكد التقرير أنه وفقًا لتحليل خارطة المصالح الكلية، فإنه ليست هناك لدى أي من الجهات، (إسرائيل)، حماس وحزب الله، أية نية حاليا لخوض جولة حرب أخرى، «إلا أنه، وفقًا لمسح القوى الناشطة والمؤثرة على الاعتبارات الاستراتيجية للاعبين الثلاثة، وتحديدًا نتيجة الجو الجماهيري العام في غزة، مصر وسوريا، كما تنعكس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يتضح أنه في حال استمرت الظروف القائمة في الحلبتين فإن الصراع المستقبلي الواضح هو أمر حتمي في كلتيهما».

وأضاف التقرير: «تُشير تحليلات الأحداث والأهداف في غزة وفي جنوب سوريا إلى أنه ستكون هناك تحديدًا مواجهات عسكرية حتمية، في المنطقتين، في المستقبل المنظور، رغم أن هؤلاء اللاعبين الثلاثة يتشاركون مصلحة واحدة هي عدم الرغبة بخوض الحرب، ورغم هذا نراهم على بُعد خطوة منها».

”حلة الضغط“ الغزاوية

لفهم هذا الصراع القريب علي جبهة غزة، يشير تقرير المعهد الصهيوني إلى الواقع السياسي في غزة، المتأثر بشدة بعاملين، (الأول) هو السياسة المصرية، الآخذة بالتبلور في ظل نظام «عبد الفتاح السيسي»، حيث ترى مصر أن تنظيم الإخوان المسلمين وحركة «حماس» يشكلان تهديدًا عليها.

وأعلن «عبد الفتاح السيسي»، مع وصوله إلى الرئاسة في مصر إنه «لن يكون هناك شيء اسمه الإخوان المسلمين في عهده»، وتم البدء بتنفيذ هذه الخطوة، منذ لحظة اعتلائه سدة الحكم، بشكل متلاحق، وزادت وتيرة القمع بعد سلسلة العمليات المسلحة في سيناء في شهر يناير/كانون الثاني 2015، حيث قُتل أكثر من 30 جنديًا، وضابطًا على يد «ولاية سيناء» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وقد اتهم النظام المصري الإخوان المسلمين، على إثر سلسلة الأحداث في سيناء؛ وعلى الرغم من أنه ليست هناك علاقة واضحة بين الإخوان المسلمين،لا من ناحية أيديولوجية ولا تنظيمية، وبين التنظيم الذي أعلن ولاءه للدولة الإسلامية، إلا أن النظام ادعى بأن الجناح العسكري لحركة «حماس» شارك بالعملية وأن بعض الأسلحة التي وُجدت في المنطقة مصدرها من غزة.

وقد أصدرت، مؤخرًا، محكمة القاهرة حكما باعتبار الجناح العسكري لحركة «حماس» منظمة إرهابية، بينما تتم بالمقابل ممارسة ضغط إعلامي وجماهيري ضد الحركة، حتى أن القنوات التلفزيونية في مصر تُشجع «السيسي» على القضاء على «حماس» حتى وإن كان الثمن هو الدخول إلى غزة.

ويقول تقرير المعهد الصهيوني: «تُضاف كل هذه الأمور إلى مشاعر العداء المتبادلة بين القاهرة و غزة وتؤكد تلك التوقعات المُنتشرة على شبكات التواصل والتي تقول إن مصر، في ظل حكم السيسي، لا ترغب برؤية غزة تنهض ثانية تحت حكم حماس بعد عملية الجرف الصامد».

ويزعم التقرير أن مواقع التواصل المصرية تقول «أنه من ناحية مصر فإن إسرائيل "لم تنه العمل بعد" وهي معنية بأن تُدمر حركة حماس في غزة».

أما الأمر (الثاني) الذي يؤشر لاندلاع معركة اسرائيلية محتملة ضد «حماس»، فهو توازن القوى الداخلي أمام السلطة الفلسطينية، حيث لم يتم، حتى اللحظة، تطبيق اتفاق المصالحة بين الضفة الغربية وغزة، وواضح أن السلطة لم تملك بعد أي سيطرة على غزة، إلى جانب الخطوات التي اتخذها الجانب المصري، والتي من شأنها أن تُصعّب الأمور على «حماس» ومنها إنشاء شريط أمني على الحدود بين غزة وسيناء ورفح، إغلاق المعبر، إضافة إلى عدم تحويل الأموال من قبل السلطة إلى قطاع غزة وتجميد أموال الدعم من قبل الدول المانحة، الخاصة بإعادة الإعمار، وكبها عوامل تؤدي إلى إضعاف حكم «حماس» في غزة من جهة، ومن جهة أخرى تؤدي إلى غضب وغليان الشارع في غزة.

ويظهر، من خلال الأحاديث المتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عن أن عزة صارت على شفير الانهيار، وأنها أشبه الآن بقنبلة يدوية نُزع منها صمام الأمان، بحسب التقرير الصهيوني، لذلك، «على الرغم من أن حماس ليست معنية بحرب، لأنها في ضائقة وعلى منحدر زلق جدًا، فقد تختار بالنهاية أن تخوض مواجهة مع إسرائيل لتتخلص من الضائقة التنظيمية ومن النقد الجماهيري في غزة».

المعادلة الشمالية 

وعلى جبهة حزب الله، يري تقرير الأمن القومي الصهيوني أنه تتصدر جدول مهام حزب الله ثلاثة تحديات، وأن المواجهة المباشرة مع إسرائيل ليست واحدة منها، وهي:

(1) منذ مايو/أيار 2014 تعاني لبنان فراغًا في موقع رئيس البلاد، وعلى خلفية ذلك، فإن حزب الله غارق في حوار مع تيار المستقبل، الذي يهدف إلى بلورة تفاهمات من شأنها تنظيم موضوع الرئاسة وتثبيت مكانة التنظيم في الدولة.

(2) يحاول تنظيم حزب الله القضاء على التمدد المتنامي للتيار السني «المتطرف»، بقيادة جبهة النصرة و«الدولة الإسلامية»، داخل لبنان.

(3) تتطلب الحرب التي يخوضها حزب الله في سوريا، لحماية نظام «بشار الأسد» ولإضعاف خصومه، بذل الكثير من الموارد، كالكوادر البشري والوسائل القتالية، وهذا يُكلف الحزب ثمنًا عسكريًا وسياسيًا.

ولهذا يري التقرير الإسرائيلي أن «حزب الله يقف مع بداية العام الخامس للحرب الأهلية في سوريا، أمام مأزق استراتيجي جدي، حيث قام المتمردون، بقيادة جبهة النُصرة، بتثبيت سيطرتهم على هضبة الجولان من القنيطرة جنوبًا، بينما تعزز وجود حزب الله في شمال البلاد».

وأضاف التقرير: «يُشكل تقدم المتمردين (المقاومة السورية) شمالاً، باتجاه دمشق والحدود السورية اللبنانية، تهديدًا استراتيجيًا ضد نظام الأسد وضد محور (إيران -سوريا -حزب الله)، وعلى حزب الله العمل من أجل وقف تقدم المتمردين وطردهم من المناطق التي سيطروا عليها، وبالفعل بدأ الحزب بعملية عسكرية، بالتعاون مع فيلق القدس الإيراني، في منطقة درعا».

ويشير التقرير إلي أن «إسرائيل تُراقب بقلق بالغ عملية تثبيت تشكيل بنى تحتية لحزب الله في منطقة الجولان بدعم إيراني، حيث تحمل كل سيطرة لحزب الله على منطقة ما في الجولان في طياتها تهديدات ضد إسرائيل».

ويقول: «إن وجدت إسرائيل أن ذلك الخطر هو خطر فعلي فهناك احتمال كبير بأن تعمل على القضاء عليه. لذا، إذا عمل حزب الله على تحقيق غايته بالسيطرة على هضبة الجولان فمن المتوقع أن يُلاقي مواجهة من قبل إسرائيل».

الخلاصة

يروج التقريرالصهيوني للرواية المصرية حول أن تنظيم «ولاية سيناء»، في شبه جزيرة سيناء، يعمل ضد النظام المصري ، من خلال أمور كثيرة من ضمنها العلاقات مع حركة «حماس» في غزةوأنه من شأن تصعيد العمليات من قبل التنظيم وردة فعل من قبل النظام المصري، التي ستتضمن المزيد من الضغط على «حماس»، أن يؤديا إلى تفجر الأوضاع في غزة، والذي سيؤدي إلى توجيه ذلك الغضب ضد إسرائيل.

كما يُهدد وجود قوات جبهة النصرة في هضبة الجولان مصالح «نظام الأسد» وحزب الله فيما يتعلق بتأثيرهما على المناطق الممتدة من جنوب دمشق وإلى بيروت، وأي عمل عسكري يقوم به حزب الله في المناطق الحدودية من شأنه أن يقود إلى مواجهة بينه وبين إسرائيل.

ويبدو أن وقوع هذين الأمرين، المواجهة بين إسرائيل و«حماس» في غزة وبين حزب الله وإسرائيل في جنوب سوريا، «محتمل في المستقبل المنظور»، وتُشير التقديرات إلى أنه من شأن تغيير استراتيجي في الواقع في غزة وجنوب سوريا، الذي يأتي نتيجة حل سياسي أن يحيد ابللاعبين الثلاثة عن مسار المواجهة.

  كلمات مفتاحية

إسرائبل السيسي حماس حزب الله غزة الجولان

«حزب الله» يعرقل زيارة «خالد مشعل» إلى طهران وموقع إيراني يشن هجوماً على «حماس»

تداعيات الغارة الإسرائيلة في هضبة الجولان – هل نحن بانتظار مواجهة بين اسرائيل و"المحور"؟

«حماس» تستنكر استمرار حصارغزة .. وتؤكد: «لن نعترف بالاحتلال ولن نسلم سلاحنا»

استراتيجية صهيونية جديدة لمواجهة التحولات في سوريا

الهجوم الاستباقي ضد «حزب الله».. مُغرٍ ولكن..!

«نيويورك تايمز»: (إسرائيل) حصلت على تفاصيل المنظومة العسكرية لحزب الله

رئيس الموساد السابق: «حزب الله» يساهم يوميا في تعزيز أمن (إسرائيل)