«نيويورك تايمز»: (إسرائيل) حصلت على تفاصيل المنظومة العسكرية لحزب الله

السبت 16 مايو 2015 12:05 م

يوم الثلاثاء الماضي 12 مايو/أيار  نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، تقريرا مزودا بالصور، يتناول تفاصيل تتعلق بالبنية العسكرية لحزب الله وكيفية انتشارها داخل القرى الشيعية في الجنوب اللبناني، وذلك بالاستناد إلى ما قالت إنه «ملخص حصلت عليه من ضباط في الجيش الإسرائيلي»، وألحقته بتعقيب من جانب أطراف على علاقة بحزب الله، لتخلص الصحيفة إلى أنها غير قادرة على أن تحسم، بتجرد، بخصوص مدى صحة الادعاءات الإسرائيلية.

الصحيفة أوردت في التقرير الذي كتبته «إيزابيل كيرشنر» مراسلة الصحيفة في إسرائيل، أرقاماً وخرائط وصوراً جوية، قالت إنها حصلت عليها من الجيش الإسرائيلي، لقريتين متجاورتين في القطاع الأوسط من الجنوب اللبناني، هما محيبيب وشقرا، وادعت أنه في القرية الأولى، كشفت الاستخبارات الإسرائيلية وجود تسعة مخازن للسلاح، وخمسة مواقع لإطلاق الصواريخ، وأربعة مواقع لسلاح المشاة، وثلاثة مواقع للصواريخ المضادة للمدرعات، وثلاثة أنفاق، بالإضافة إلى مقر قيادة لحزب الله.

وقالت الصحيفة إن هذا كله يقع في قرية لا يتجاوز عدد منازلها الـ 90 منزلاً، أما في القرية الثانية (شقرا)، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 4000 نسمة، زعم الجيش الإسرائيلي إنه نجح في كشف ما لا يقل عن 400 موقع عسكري على علاقة بحزب الله، وذكرت أن الأخيرة حددت الآلاف من الأهداف التابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني.

وبحسب «كريشنر»، تستعد إسرائيل لما تعتبره مواجهة مستقبلية «حتمية» مع حزب الله، الذي نجح، وفقاً للجيش الإسرائيلي، في تحسين وتطوير قوة النار والتدمير التي لديه وأنشأ منظومات عملياتية متشعبة في الجنوب اللبناني من خلال استخدام المدنيين اللبنانيين هناك كدروعً بشرية.

رسالة بضرب المدنيين اللبنانيين

وعلى الرغم من أن الإسرائيليين الذين حاورتهم المراسلة لا يعرفون متى ستنشب الحرب ونتيجة أي ظروف، فإنهم تحدثوا بصورة واضحة وجلية عن انعكاساتها المتوقعة، وقالوا إنه في حال نشبت الحرب، لن يتردد الجيش الإسرائيلي في مهاجمة أهداف وسط المدنيين، الأمر الذي سيؤدي إلى مقتل الكثيرين من اللبنانيين المدنيين.

ورأى ضابط في الجيش الإسرائيلي رفض الإفصاح عن اسمه، في مقابلة أجرتها معه الصحيفة، أن ما سيحدث لا يجب أن تتحمل مسؤوليته إسرائيل لأن هؤلاء «المدنيين يسكنون في منطقة عسكرية»، لافتاً إلى أن إسرائيل ستضرب حزب الله بشدة، وستبذل جهدها لعدم المس بالمدنيين اللبنانيين، وأضاف «لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الهجمات الصاروخية».

معلومات قديمة

وتضيف الصحيفة أن حزب الله، وفي إطار تطبيق دروس حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006، نقل «محمياته الطبيعية» ومواقعه العسكرية في الجنوب من المناطق الزراعية المفتوحة إلى قلب البلدات الشيعية بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وأن هذه المعلومات بحد ذاتها قديمة جداً، إذ بدأ الحزب بهذا التوجه فوراً بعد الحرب، وفقاً لتقرير نشرته «هآرتس» في يوليو/تموز 2007.

وفي يوليو/تموز 2010، عرضت إسرائيل معلومات مشابهة للغاية أمام وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية، تطرقت فيها إلى تفاصيل الانتشار العسكري لحزب الله في الجنوب اللبناني، وكان الهدف الذي جرى اختياره آنذاك هو قرية الخيام، وقالت إنه في كل مرة توضح إسرائيل أنها ستُضطر في حال اندلاع الحرب أن تهاجم في هذه القرى، الأمر الذي سيؤدي إلى إصابة مدنيين.

لماذا تسليط الأضواء على هذه المعلومات الآن؟

المحلل السياسي «عاموس هرئيل» بصحيفة «هآرتس»، علق أمس 15 مايو/أيار علي هذه المعلومات محاولا الإجابة على سؤال: لماذا تسليط الأضواء على هذه المعلومات الآن رغم أنها معلومات قديمة؟، زاعما أن «الجيش الإسرائيلي يحاول منع حرب في الشمال وفي الوقت عينه يجري تدريبات مكثفة لخوضها».

«هرئيل» أكد أيضا إن هذه الحجج تتكرر في النقاشات الراهنة، وفي كتابات مسؤولين سابقين كبار في المؤسسة الأمنية الصهيونية، حيث يقول اللواء (في الاحتياط) «عاموس يادلين»، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، «إن سكان القرى في الجنوب اللبناني لن تكون لديهم حصانة كاملة في حال كانوا يسكنون بالقرب من أهداف عسكرية»، كما أن اللواء الاحتياط «يعقوب عميدرور»، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، عرض، قبل بضعة أعوام وفي أثناء توليه منصبه، صوراً جوية وخرائط مشابهة عن لبنان أمام الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون».

أما لماذا العودة إلى تسليط الأضواء على هذه المعلومات الآن؟ يرجح الخبراء مزيجا من النقاط التالية:

أولا : نقل عن مصادر بالجيش الصهيوني أن كلام الضابط الكبير والمعلومات التي قُدمت إلى صحيفة نيويورك تايمز، «هدفها تشديد الرسائل الإسرائيلية الدورية الموجهة إلى حزب الله وإلى المجتمع الدولي، والتي تتضمن إن حزب الله يواصل خرق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وتهريب مزيدا من السلاح إلى لبنان، ونشر قواته جنوبي الليطاني».

ثانيا: إن المنظومة العسكرية للحزب مكشوفة أمام الاستخبارات الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي قادر على مهاجمتها بشدة عند الضرورة، ونظراً إلى أن الحزب اختار الاختباء وسط المدنيين فإن مهاجمة أهدافه العسكرية ستؤدي إلى قتل أبرياء بصورة غير مقصودة.

ثالثا: تسريب هذه المعلومات العسكرية لصحيفة أميركية «يرجع لرغبة رئيس الأركان الجديد غادي إيزنكوت في الإعداد الللحرب، وتجهيز الجيش للمواجهة المقبلة مقروناً بمسعى، على الصعيدين الإعلامي والسياسي، لمنع نشوب مثل هذه الحرب».

ودلل المحلل الصهيوني للاستعدادات الاسرائيلية لخوض حرب مع حزب الله بتأكيده أن «لأسابيع الأخيرة شهدت سلسلة من التدريبات نفذتها قوات البر، وستتواصل خلال الشهرين المقبلين».

ونوه إلى أن قادة الجيش الصهيوني «لتقليص مخاطر الحرب المقبلة وفي الوقت عينه، اظهار الجيش الإسرائيلي على درجة عالية من القدرة والتأهب بما يمكنه أن يساهم في ردع حزب الله، الذي يعتبر اليوم العدو الأخطر والأكثر تدريباً الذي تواجهه إسرائيل».

وأورد تصريحات صهيونية تؤكد السعي لإظهار أنها مضطرة لضرب لبنان، منها تحذير وزير الدفاع الصهيوني «موشيه يعالون»، الثلاثاء الماضي، من أن دولة إسرائيل »قادرة على توحيد جميع القوى في المنطقة ضدها إذا لم تتصرف بصورة صحيحة».

 ووصف التحرك الإسرائيلي بأنه عبارة عن «عملية جراحية تستند إلى خطين أحمرين، على كل من يتجاوزهما أن يعلم أننا سنتحرك، خرق السيادة في هضبة الجولان، ونقل سلاح من طراز معين إلى حزب الله»، مشيرا لأن «ما يقلق إسرائيل بصورة خاصة مساعي حزب الله لتحسين مستوى دقة الصواريخ التي يملكها».

«تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية لا تزال حتى الآن أكثر حذراً، وترى أن مصير المعركة في سورية لم يُحسم بعد، لكن في حال سقط النظام، فمن المتوقع أن يسرع حزب الله مساعيه لتهريب ما تبقى من منظومات السلاح المتطور التي بقيت في سورية، ومن شأن هذا السيناريو أن يزيد في خطر المواجهة مع الجيش الإسرائيلي».

وختم محلل «هآرتس» بقوله: «وحتى إذا لم تُحسم الحرب في سورية، فمن الواضح أن مواجهة ضخمة تدور هناك توظف فيها جميع الأطرف جهداً كبيراً»، وأن «صراع الكتل في العالم العربي بشأن سورية ولبنان واليمن يهمش قضايا أُخرى مثل المواجهة الإسرائيلية - الفلسطينية، التي لم تعد مركزية كما كانت في الماضي».

  كلمات مفتاحية

حزب الله إسرائيل لبنان سوريا

«معهد الأمن الصهيوني»: مواجهة حتمية مع «حماس» أو«حزب الله» خلال 2015

إسرائيل ليست وحدها في الجبهة بمواجهة حزب الله

هآرتس تكشف تفاصيل اغتيال «عماد مغنية» بجهود أمريكة - إسرائيلية مشتركة

«واشنطن بوست»: «سي آي إيه» و«الموساد» نفذا خطة اغتيال «عماد مغنية»

«حزب الله» يتلقى ضربة موجعة في سوريا: مقتل نجل «عماد مغنية» وقيادات ميدانية في غارة إسرائيلية

رئيس الموساد السابق: «حزب الله» يساهم يوميا في تعزيز أمن (إسرائيل)