إسرائيل ليست وحدها في الجبهة بمواجهة حزب الله

الأربعاء 4 فبراير 2015 03:02 ص

 الأحداث الأخيرة في الشمال أثارت مجددا الخوف من التصعيد الشامل في الجبهة الشمالية. في مقاربة تمثيلية (محاكاة) أُجري مؤخرا في معهد بحوث الأمن القومي فحص تمت فيه دراسة أحداث مشابهة بهدف تقدير المصالح لكلا الطرفين في المنطقة، وفحص إلى أي مستوى يمكن لإحداث معينة أمنية أن تؤدي إلى التدهور الشامل.

 رؤية الخبراء الذين قاموا بتمثيل دور حكومة إسرائيل كانت أنه يوجد لإسرائيل هدفين استراتيجيين: الامتناع عن التصعيد وتعزيز قوة الردع الإسرائيلية. حيث يكون بين هذين الهدفين توترا مفهوما، ومن شأن عملية لتعزيز الردع أن تؤدي إلى تدهور.

أحداث الأيام الأخيرة تؤكد هذا الأمر، والآن فإن تبادل اللكمات بين إسرائيل وحزب الله منضبط ويهدف إلى منع التصعيد. من الجهة الأخرى فإن الخبراء الذين قاموا بتمثيل دور نشاطات حزب الله افترضوا أنه يكفي بسلسلة من العمليات المحكمة نقل رسالة وخلق معادلة ردع جديدة. حجم الرد الإسرائيلي عزز تقدير الخبراء بأن إسرائيل غير معنية بالتصعيد في الوقت الحالي.

 خلال المقاربة التمثيلية حاولت كل الأطراف أن ترى في الحادثة الأخيرة جولة قصيرة من اللكمات والامتناع عن التصعيد غير المدروس. أيضا كان يمكننا أن نرى أن التقديرات المنضبطة، سواء من جهة إيران، حزب الله وإسرائيل هي تقديرات قوية، يبدو أن إيران وحزب الله ليسا معنيين بفتح جبهة واسعة في هذه الفترة رغم قوة الضربة التي أصابتهم بتصفية القادة الكبار في سوريا.

 في المقابل علينا أن نتذكر دائما أنه في تمثيل كهذا هناك صعوبة مفهومة بالقدرة على معرفة المنطق الداخلي للخصم، حيث أنه في الساحة الشرق أوسطية يعمل إضافة للاعتبارات المنطقية اعتبارات عاطفية واعتبارات تتعلق بالشرف. يجب عدم الاستخفاف بهذه الاعتبارات. العملية الأخيرة في سوريا أدت الى تجاوز الخط غير المرئي، ذلك الخط الذي يمكن أن يكون تجاوزه أحيانا خارج السيطرة، ومن شأنه أن يتسبب بفقدان السيطرة والانجرار إلى الحرب حتى لو كانت غير مرغوب فيها من قبل الأطراف.

 إحدى الأفكار المهمة التي ظهرت خلال المقاربة التمثيلية كانت تتعلق بضعف المحور الشيعي في المنطقة مقابل رفع رأس المحور السني الراديكالي الذي ممثلوه، عناصر الجهاد وداعش، يستمرون في تحدي المحيط والمنطقة. فرض الخبراء كان أن إيران وحزب الله يمكنهما التقدير أن مواجهة شاملة مع إسرائيل يمكنها أن تؤدي إلى إضعاف آخر. هذه الفكرة مع الوضع الداخلي في لبنان من شأنها أن تحول إسرائيل إلى لاعبة ثانوية في أهميتها، سواء لحزب الله أو لإيران لأن الوضع يمكن أن يستمر كذلك في السنوات القادمة.

 يبدو أنه ليس هناك من يُقدر أن عملية الاغتيال في هضبة الجولان التي قتل فيها ضابط إيراني كبير وابن مغنية ونشطاء آخرين من حزب الله ستمر بدون رد هام. حتى لو أن إسرائيل لم تأخذ مسؤولية هذه العملية إلا أنه من وجهة نظر حزب الله وإيران إسرائيل هي المسؤولة بصورة واضحة عن ذلك، لهذا عندما قال لي صديق مقرب إنه يجب الرد بقوة على عملية حزب الله أجبته أن الرد قد تم.

حينما نريد مقارنة الأحداث الأخيرة يجب عدم التقليل من قوة الضربة التي أصابت حزب الله.

 

المصدر | د. غابي سيبوني، معاريف العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

إسرائيل حزب الله إيران المنظمات الجهادية داعش

مقتل وجرح جنود إسرائيليين في هجوم لـ«حزب الله» بمزارع شبعا المحتلة ردا على هجوم القنيطرة

الحرس الثوري الإيراني ينعي قتيله في القنيطرة ويصفه بـ”القائد الشجاع المتمرس“

«حزب الله» يتلقى ضربة موجعة في سوريا: مقتل نجل «عماد مغنية» وقيادات ميدانية في غارة إسرائيلية

«حزب الله» يواجه خيارات صعبة في لبنان وسوريا واليمن

«نيويورك تايمز»: (إسرائيل) حصلت على تفاصيل المنظومة العسكرية لحزب الله