أنباء حول إبعاد «قاسم سليماني» من إدارة الملف العراقي

الاثنين 23 مارس 2015 12:03 ص

كشف مصدر نيابي عراقي، الاثنين، النقاب عن أن الجنرال «قاسم سليماني»، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قد غادر العراق، بعد أنباء عن سحب يده من إدارة الملف العراقي.

وقال موقع «الخليج أونلاين» أن مصدرا رسميا تحدث له، طالباً عدم ذكر اسمه، كاشفًا أن «سليماني» غادر العراق يوم الخميس الماضي، ولم تكن هناك معلومات عن سبب المغادرة، فقد قالت بعض المصادر العسكرية إن «سليماني» في إجازة وسيعود بعد ذلك، إلا أن المعلومات الآن تشير إلى أن إيران سحبت الملف العراقي من يد «سليماني».

وحول الأسباب التي دعت إيران إلى ذلك، قال المصدر النيابي العراقي: «لا أحد يعرف الأسباب، ربما يكون بسبب فشل سليماني بإدارة معركة تكريت وتحريرها من سيطرة تنظيم الدولة، خاصة أن تلك العملية كان مقرراً لها أسبوع واحد فقط، غير أننا دخلنا اليوم بالأسبوع الثالث دون تحقيق نتائج، فصلاً عن حجم الخسائر البشرية الكبيرة التي تعرضت لها تلك القوات، وخاصة في صفوف الحشد الشعبي».

وقال المصدر أن هناك أنباء تشير إلى أن سبب سحب يد «سليماني» من إدارة الملف العراقي «تعود للمفاوضات حول النووي الإيراني، بين طهران وواشنطن، فقد تسربت أنباء عن طلب أمريكي مباشر من إيران، بمغادرة سليماني العراق؛ بعد ضغوط تعرضت لها واشنطن من قبل دول عربية، وقوى وأطراف سنية، بالإضافة إلى ضغوط مارسها جمهوريون في الكونغرس الأمريكي؛ لكون سليماني على لائحة الإرهابيين».

وشدد المصدر على أن مغادرة «سليماني» قد «ولدت ارتياحاً لدى أطراف سياسية مختلفة بالعراق، خاصة أن وجوده تحول إلى معضلة، حتى بالنسبة إلى الأطراف الداعمة لوجوده بالعراق»، موضحاً أن هناك نية إيرانية لـ«تعيين بديل عن سليماني لإدارة ملف العراق».

وكان أمين عام منظمة بدر، عضو مجلس النواب العراقي (البرلمان)، «هادي العامري»، أبرز القيادات الشيعية المقاتلة ضد «تنظيم الدولة»، قد أعلن، أمس الأحد، أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، «قاسم سليماني»، سوف يتواجد في العراق «متى ما نحتاجه».

وقال «العامري»: «إن سليماني كان يقدم الاستشارة الطيبة الجيدة، انتهت المعركة الآن، وعاد إلى مقر عمله»، مضيفا: «إن قاسم سليماني موجود متى ما نحتاجه».

وغادر «قاسم سليماني» إلى العراق في يناير/كانون الثاني الماضي للإشراف على العمليات العسكرية التي تقوم بها ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من الحكومة العراقية منذ يناير/كانون الثاني الماضي، هذا وقد بثت وكالات أنباء صورًا له بصحبة قادة وعناصر ميليشيات الحشد الشعبي.

وليست هذه هي هي المرة الأولى التي تثار فيها تكهنات بشأن استبعاد «سليماني» من ملف العراق، حيث سبق لصحيفة «الشرق الأوسط» السعوديّة قد نقلت في 26 آب/أغسطس عن مصدر مجهول في الائتلاف العراقيّ، الذي يضمّ أحزاباً شيعيّة فيها سياسيّون مقرّبون من طهران، أنّ قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ الإسلاميّ،«قاسم سليماني»، سيُستبدل بنائبه «حسين حمداني» بسبب «عجز سليماني عن تأمين ولاية ثالثة لرئيس الوزراء العراقيّ نوري المالكي».

واستشهدت مواقع إلكترونيّة إيرانيّة عدّة أيضاً بصحيفة «الرأي» الكويتيّة التي زعمت أنّها تحدّثت إلى مسؤول في الحرس الثوريّ أكّد أنّ «حمداني» سيحلّ محلّ «سليماني».

ونفى موقع «Nuclear Iran» القريب من المفاوض النوويّ المتشدّد السابق والأمين العامّ السابق للمجلس الأعلى للأمن القوميّ الإيرانيّ،«سعيد جليلي»، هذه التقارير في مقال بعنوان: «ما هي أكاذيب السعوديّين السخيفة بشأن الجنرال سليماني؟».

وجاء في المقال أنّ «بعض المصادر المقرّبة من المملكة العربيّة السعوديّة وإسرائيل نشرت في الأسابيع الأخيرة أخباراً عن استبعاد الجنرال سليمان من الملفّ العراقيّ وإحالة هذا الملفّ إلى شخص آخر».

وأضاف المقال: «على سبيل المثال، زعمت صحيفة الشرق الأوسط، وأيضاً صحيفة «العرب» اللندنية الأسبوعيّة المرتبطة بدورها باللوبي السعوديّ، أنّ الملفّ العراقيّ في إيران أحيل إلى الجنرال حسين حمداني وأمين عامّ مجلس الأمن القوميّ علي شمخاني».

ونقل موقع «Nuclear Iran» عن مصدر قوله إنّ «إميركا وإسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة تعرب عن أمنياتها على شكل خبر، وينبغي النظر إلى هذا الخبر بالاستناد إلى محاولاتها الفاشلة المتتالية ضدّ الجنرال سليماني واستراتيجيّة فليق القدس في المنطقة».

وقال محلّل آخر تحدّث إلى الموقع الإلكترونيّ نفسه وقتها، إنّ «سليماني» حقق خمسة ”نجاحات“ في العراق العام الماضي، وهي إدارة الأزمة في العراق، وحماية الائتلاف الشيعيّ الذي له علاقة بالمرجعيّة ووصول «حيدر العبادي» إلى الحكم كرئيس للوزراء، وتشكيل تحالف برلمانيّ جديد برئاسة «إبراهيم الجعفري»، وإشراك الأكراد في المعركة ضدّ تنظيم «الدولة الإسلاميّة»، وتحسين العلاقات بين الأكراد والحكومة المركزيّة الشيعيّة، وحماية «المالكي» كاستثمار سياسيّ في العراق.

  كلمات مفتاحية

قاسم سليماني إيران العراق الحرس الثوري

«قاسم سليماني» يوجه رسالة إلى عائلته من العراق: قضيت حياتي في الجهاد وأنتظر الشهادة

«قاسم سليماني» يسبق الأميركيين إلى تكريت

«قاسم سليماني» يقيم في بغداد تحت حراسة الحرس الثوري الإيراني

موقع إلكترونيّ إيرانيّ ينفي استبعاد قاسم سليماني من الملف العراقي

الجنرال «سليماني» أقوى مسؤول أمني بالشرق الأوسط

«سليماني» ينجح بمصالحة حكومة «العبادي» مع «الحشد الشعبي»