أشارت صحيفة «الأخبار اللبنانية» إلى تدخل إيراني رفيع المستوى عبر قائد فيلق القدس «قاسم سليماني»، الذي مارس ضغوطا على حكومة رئيس الوزراء العراقي «حدير العبادي» وفصائل من «الحشد الشعبي» العراقي للقبول ببعض «التنازلات»، ما أنتج مصالحة قسرية وعلى مضض بين الجانبين.
وكشف مصدر على صلة بإحدى فصائل «الحشد» عن ضغوط مارستها إيران على فصيلين في «الحشد الشعبي» (رفض الكشف عن اسمهما) من جهة وحكومة «العبادي» من جهة أخرى للقبول بـ«مصالحة مؤقتة والتفاهم مبدئيا على الملفات العالقة، فحصل تفاهم حول أبرز الملفات الخلافية مع وجود عدم ثقة بين الطرفين (العبادي والفصائل)، مؤكدا أن «قاسم سليماني» لعب دور الوساطة بعد تكليفه الأمر».
المصدر بيّن أن أبرز الملفات الخلافية بين «الحشد» و«العبادي» تتمثل بالحضور في ساحات المعركة من دون غطاء أميركي والانسحابات المفاجئة من قبل بعض الفصائل دون علم القيادات العسكرية، بالإضافة الى الضغط الأميركي لإبعاد قسم من الفصائل من «الحشد الشعبي»، خاصة تلك التي قاتلت الأميركيين والبريطانيين إبان فترة الاحتلال، فضلا عن قضايا أخرى تتعلق بالتمويل والتسليح.
ولفت المصدر إلى أنه ليست جميع الفصائل على خلاف مع «العبادي»، «وهو ما أدى إلى حدوث خلافات بين الفصائل المؤيدة للحكومة والمعارضة لها».
وكان زعيم «التيار الصدري»، السيد «مقتدى الصدر»، قد كشف عن خلافات داخلية «تعصف» بـ«الحشد الشعبي»، داعيا إلى وجوب العمل على تقويته «الحشد»، وإنهاء تلك الخلافات إضافة إلى العمل من أجل تقريبه إلى الحكومة العراقية بعدما حدثت بعض الخلافات مع بعض فصائله، وذلك في موقف لافت من «الصدر» الذي كان يهاجم بعض فصائل «الحشد» في بياناته الأخيرة ويصفهم بـ«المليشيات الوقحة»، فيما وصفهم هذه المرة بـ«التشكيلات الجهادية».
وعلق مصدر رفيع في رئاسة الوزراء مقرب من «حيدر العبادي» على بيان «الصدر» بالقول إن «المشكلة ليست مع رئيس الوزراء، ولكن مع الرافضين لدخول الحشد».
وبشأن وجود لقاءات واجتماعات بين «العبادي» لحلحلة الخلافات والاشكالات التي نشبت أخيرا والتدخل الإيراني، اكتفى المصدر خلال حديثه بالقول إن «الاجتماعات مستمرة بين رئيس مجلس الوزراء والحشد».