صور الجنرال «سليماني» التي «تنتهك» سيادة العراق

السبت 18 أبريل 2015 04:04 ص

أعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن انزعاجه من انتشار صور لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني، الجنرال «قاسم سليماني» أثناء قيادته للمعارك في العراق، إلا أنه رحب بالمساعدة الإيرانية في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأشار العبادي في واشنطن إلى أن الصور في حد ذاتها «بعثت رسالة خاطئة» و«أنه يحاول معرفة من التقطها». واعتبر في حفل بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «هذه قضية شديدة الحساسية. سيادة العراق مهمة للغاية بالنسبة لنا». 

وأضاف «العراقيون يضحون لإنقاذ بلدهم. ولن يقبلوا أن يبدو الأمر كما لو كان الآخرون يفعلون هذا بالنيابة عنهم.» واعتبر أن هذا الظهور الواضح لسليماني «فكرة سيئة»، وأنه تحدث بشأن مسألة الصور مع طهران التي نفت أي دور لها في الأمر. 

وكان العبادي طالب طهران أثناء زيارته لواشنطن علانية، للمرة الأولى، باحترام «سيادة العراق»، وانضم إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عقب محادثاتهما الثلاثاء، مشددا على ضرورة «أن يحترم مقاتلوها سيادة العراق وأن يخضعوا لسلطة حكومة بغداد في المعارك». 

من الواضح هنا وجود ثمة اختلاف في تعريف « انتهاك السيادة» بين الجانبين، حيث تراه الحكومة العراقية في نشر صور سليماني، بينما تلمسه واشنطن في عدم خضوع الجنرال الايراني ومقاتليه أصلا لسلطة بغداد. 

إلا ان هذا الاختلاف لا يمكن أن يتجاوز المفارقة البديهية، في أن نشر الصور وليس وجود قائد غير عراقي أصلا على رأس قوات حكومية وميليشيات عراقية هو من ينتهك «سيادة العراق». كما أنه لا يسمح لأوباما أن يطالب طهران باحترام سيادة العراق في حضور رئيس حكومته. 

ومن الواضح أن رئيس الوزراء العراقي يدرك جيدا حجم الضرر الذي نشأ عن انتشار تلك الصور، حتى أنه قرر ان يبحث شخصيا عمن التقطها، مع أنها التقطت في مواقع عسكرية يفترض أنها خاضعة للجيش الذي يشغل منصب قائده العام، ثم كانت جزءا من مباحثاته مع طهران التي «نفت علاقتها» بهذه القضية(..). 

إلا أنه ليس من الواضح لماذا لم يكشف العبادي عن هذه القضية الخطيرة التي تمس «سيادة العراق» من بغداد بدلا من واشنطن؟ وإن كانت تصريحاته تعبر عن تغيير ما في علاقة حكومته مع طهران، أم أنه مجرد (Lip service) حسب التعبير الأمريكي، أو بالعربي (حكي فاضي)، بمناسبة حصوله من «الحليف» الأمريكي على صفقة طائرات اف 16؟  

الحقيقة التي تقف وراء هذا الجدال السياسي هي أن الإيرانيين، بخلاف كثير من العرب، يدركون أننا نعيش «عصر الصورة»، والأهم إنهم يجيدون استخدامها في «حرب إعلامية» أصبحت عاملا حاسما في أغلب الصراعات السياسية الإقليمية.  

ومن وجهة نظر طهران، فان المساعدات التي قدمتها للعراق والمتمثلة في «مستشارين» أو أسلحة كانت ضرورية لتحقيق انتصارات على تنظيم «الدولة»، وبالتالي فمن حقها أن «يصادف» جنرالها في العراق من يلتقط له صورة في المواقع العسكرية، ثم ينشرها في الانترنت دون أن يتعرف أحد عليه(..).  

أما أوباما فإن «غيرته» على «سيادة» العراق لا يمكن أن تكون أكبر من شعوره بالمرارة من حصد سليماني لثمار مئات الغارات التي شنتها طائرات التحالف في العراق، وما كانت تكريت أو غيرها لتتحرر بدونها، ناهيك عن الأضرار الاستراتيجية من التوسع الإيراني على الأرض. 

أما العبادي فربما سيكون عليه البحث بشكل أعمق فيما يهدد سيادة العراق حقا. وإذا ما كان وجود آلاف «المستشارين» الإيرانيين والأمريكيين والأوروبيين على أرضه لا يسيء إليها، فلماذا رفض في القمة االعربية مشروع انشاء «القوة العربية المشتركة» باعتبار أنها تمثل انتهاكا لسيادة الدول العربية؟ 

أما السؤال الاكثر صعوبة فحتما سيكون ما الذي حول العراق إلى بلد، يكفي لانتهاك سيادته، أن ينشر أحدهم صورة، أيا كان من فيها؟

 

  كلمات مفتاحية

العراق إيران قاسم سليماني حيدر العبادي

«ديبكا»: الجنرال «سليماني» ضيفا على الاستخبارات الأردنية في زيارة «تاريخية»

«قاسم سليماني» يسبق الأميركيين إلى تكريت

المونيتور: ماذ يفعل الجنرال «قاسم سليماني» في لبنان؟!

ذي ديلي بيست: إيران تصعب مهمة أمريكا في العراق .. و«سليماني» يشرف على عمليات تطهير طائفي

«قاسم سليماني» يقيم في بغداد تحت حراسة الحرس الثوري الإيراني

«سليماني» ينجح بمصالحة حكومة «العبادي» مع «الحشد الشعبي»

«سليماني» يصف الدولة الإسلامية بـ«الطاعون» والتحالف الدولي بـ«الكذبة الواضحة»

مصادر: «قاسم سليماني» أجري زيارة خاطفة إلى ريف حماة في سوريا

«سليماني» يتجول في كربلاء العراقية برفقة قيادات من «الحشد الشعبي»

قيادي كردي: مخطط إيراني للسيطرة على كركوك والموصل