كشفت مصادر استخباراتية وعسكرية تابعة لموقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي عن زيارة ”سرية“ قام بها الجنرال «قاسم سليماني» - قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني - للعاصمة الأردنية عمّان؛ حيث حل ضيفا على رئيس الاستخبارات العامة الأردنية الجنرال «فيصل الشوبكي» في الخامس من مارس/آذار الجاري.
وتشير هذه الزيارة - التي تمت بغطاء وتشجيع من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما - إلى أن زعيما عربيا سنيا جديدا من أقدم حلفاء الولايات المتحدة - هو الملك الأردني «عبد الله» - قرر الاعتراف بالواقع الجديد بالشرق الأوسط، وأن يعبر الحدود تجاه طهران. ومن الآن فصاعدا لم تعد دائرة التأثير أو التدخل الإيراني تقتصر على أربع عواصم في منطقة الشرق الأوسط - بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت - بل باتت خمسة بإضافة عَمّان إليها.
وأفادت مصادرنا أن مقاتلات سلاح الجو الملكي الأردني رافقت موكب الجنرال الإيراني الذي أتى من بغداد إلى عَمّان من خلال الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الأردن بالعراق. ومن غير المعروف ما إذا كان الملك «عبدالله» قد تحدث إلى «سليماني» أم لا، لكنه من المرجح أن ذلك لم يحدث. ولم يصدر من جانب الحكومة الأردنية ما يؤكد أو ينفي زيارة الجنرال «سليماني».
وتركزت مباحثات «سليماني» مع القيادة العسكرية والاستخبارية في الأردن حول أوضاع الحرب في العراق وسوريا، والحرب ضد «الدولة الإسلامية». وهذا يشير إلى الأردن قد اتخذ الخطوة الأولى نحو تنسيق سياساته وعملياته العسكرية مع طهران بعد أن اقتصر هذا التنسيق حتى الآن على واشنطن.
ويتواجد على الآراضي الأردنية أكثر من 12000 جندي أمريكي، معظمهم من نخبة الوحدات المقاتلة بالجيش الأمريكي، هدفهم الأول الدفاع عن نظام الملك «عبد الله» وحمايته من أي تهديدات، خاصة السورية وتلك التي يمثلها تنظيم القاعدة.
وتم الترتيب بعناية لتأتي زيارة «سليماني» إلى العاصمة الأردنية عمان قبل يوم واحد فقط من وصول قائد الأركان الأمريكي الجنرال «مارتن ديمبسي» إلى بغداد. وفي يوم 6 مارس/آذار عندما حطت طائرة «ديمبسي» في بغداد، كان «سليماني» - الذي يرأس قوات بلاده في الحرب ضد الدولة الإسلامية - في طريق العودة من عمّان إلى بغداد.
وأضافت مصادرنا أنه في الوقت الذي يقدم فيه الملك الأردني «عبد الله» نفسه كصديق مُخلص لإدارة «أوباما»، فإنه بدأ منذ بداية فبراير/شباط الماضي تغيير مواقفه. وفي لقاءات مُغلقة مع أعضاء مجلس شيوخ أمريكيين بالقصر الملكي بعمان أعرب لهم «عبد الله» عن خيبة أمله الشديدة من ردة الفعل الفاترة للرئيس «أوباما» وإدارته على حرق «الدولة الإسلامية» للطيار الأردني «معاذ الكساسبة» حيا. وبثّ التنظيم الفيديو المريع لإعدام الكساسبة في 3 فبراير/شباط عندما كان الملك في زيارة إلى البيت الأبيض.
وتحدث الملك الأردني أيضا عن الشراكة العسكرية الأمريكية المحتملة مع إيران، واصفا إياها بأنها ستكون بمثابة درع إضافي لنظام «الأسد»، ومتوقعا أنها لن تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة؛ لأن العالم العربي السنّي لن يقبل بذلك ولن تقنعه المبررات.
وبرز نجم قائد قوات فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في العمليات العسكرية في العراق؛ حيث يتواجد في الوقت الحالي بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق لقيادة مليشيات عراقية وشيعية تحاول استعادة مدينة تكريت من مسلحي «الدولة الإسلامية». وبات الرجل - الذي لم يكن يعرفه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب - المادة الرئيسية للأفلام الوثائقية ونشرات الأخبار.