المونيتور: ماذ يفعل الجنرال «قاسم سليماني» في لبنان؟!

الأربعاء 11 فبراير 2015 04:02 ص

أكد موقع «المونيتور»، بما وصفه معلومات موثوقة أن زيارة قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال «قاسم سليماني» الأخيرة لبيروت، ليست الأولى؛ حيث يقوم بزيارات شبه دورية للعاصمتين اللبنانية والسورية، يتشاور فيهما مع حلفاء طهران، ينسق في السياسة والعسكر والأمن، بين هذين البلدين وبلاده. 

ويشير «جان عزيز» في تحليل نشره الموقع، أن زيارة سليماني في 27 و28 يناير/كانون الثاني الماضي حملت بجانبها العملي، بعدا شخصيا خاصا، ألا وهو تقديم واجب التهنئة والتبريك إلى عائلة «مغنيّة»، باستشهاد ولدها «جهاد»، في الغارة الاسرائيليّة على القنيطرة السوريّة في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، إذ تقول المعلومات الموثوقة لموقعنا إن علاقة عائلية وصداقة شخصية كانت تربط «سليماني» بوالد جهاد، أيّ «عماد مغنية»، وهو القائد العسكري والأمني الراحل لـ«حزب الله»، الّذي اغتيل في انفجار في دمشق في 12 فبراير/شباط 2008.

والصداقة تلك استمرت مع عائلته، وبالتالي مع ابنه الثاني جهاد، ذلك أنّ هذا الشاب لم يكن ضمن الموكب الذي استهدفته الغارة الاسرائيليّة المذكورة، بصفته مجرد عنصر مواكبة أو مرافقة، فجهاد الذي كان في التاسعة عشرة من عمره عند اغتيال والده، وقع عليه اختيار عائلته، ليكمل نضالها في صفوف «حزب الله»، وليتابع الدور القيادي الّذي قام به والده في هذا السياق.

ورغم صغر سنه، كان جهاد منذ أعوام موضع إعداد لدور قيادي مميز ضمن صفوف هذا الحزب، وهو اعتبر مؤهلا لذلك إلى حدّ كبير، بحكم البيئة التي عاش فيها. فوالده عماد مغنيّة، الصورة الأسطورية لهذا التنظيم العسكري الصلب، وخاله هو «مصطفى بدر الدين»، اليدّ اليمنى لمغنيّة الرّاحل في قيادة الحزب العسكريّة والأمنيّة، والّذي يحكى في الهمس والسر أنّه تبوّأ المنصب نفسه بعد اغتيال مغنية الأب، علما أن بدر الدين هو الشخص نفسه الّذي أصدرت المحكمة الخاصّة بلبنان قراراً ظنيّا في حقّه مع أربعة أشخاص آخرين، للاشتباه في تورّطهم في جريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري، في 14 شباط من عام 2005.

هكذا يفهم وجود الشاب جهاد مغنيّة، ابن الأعوام الخمسة والعشرين، في ذلك الموكب الّذي استهدفته الغارة الاسرائيليّة، بجانب جنرال إيراني آخر، وهو محمد علي الله دادي، الّذي هو فعلياً نائب سليماني لشؤون العمليات السورية، كما تؤكّد المعلومات نفسها لموقعنا، إضافة إلى قيادي كبير آخر من «حزب الله»، هو محمد عيسى المعروف باسم «أبو عيسى».

وهذا ما يفتح البحث على الجانب الآخر من زيارة سليماني لبيروت، كما على السؤال عمّا كان يفعله الموكب المشترك بين جنرال من الحرس الثوري الإيراني وبين عناصر من «حزب الله»، على بعد نحو ستة كيلومترات من الحدود السوريّة - الإسرائيليّة. منذ أكثر من سنة، ومع سيطرة مسلّحي جبهة النّصرة على المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة من سوريا، وخصوصاً مع ظهور التّقارير الصحافيّة المتكرّرة عن قيام أشكال من التّعاون بين تلك المجموعات وبين الداخل الاسرائيليّ، صارت تلك المنطقة تحت المجهر المزدوج لكلّ من «حزب الله» والجهات الإيرانيّة المتابعة للوضع في سوريا، وذلك لثلاثة أسباب على الأقلّ:

أوّلا، لأنّ المنطقة الّتي يسيطر عليها مسلحو النصرة في الجنوب السوري، لا تبعد أكثر من عشرين كيلومترا عن طريق بيروت دمشق، في بعض نقاطها داخل الأراضي السورية. كما أنّها تشكّل خاصرة رخوة للعاصمة السورية نفسها، ذلك أن أيّ توغل أو خرق عسكريّ ينجح هؤلاء المسلّحون في تنفيذه من جهة القنيطرة السوريّة، في اتّجاه الشمال أو الشمال الشرقي ، لناحية غوطة ، يمكن أن يؤدّي إلى انهيار كبير في موازين القوى العسكريّة، على صعيد الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو أربعة أعوام، إذ يمكن لأيّ خطوة ميدانية من هذا النوع، أن تسمح لمسلحي النصرة أو غيرها، بتحقيق هدفين كبيرين: أولا، قطع الطريق بين بيروت ودمشق، بما يعنيه من خطّ إمداد لوجستي كامل لـ«حزب الله»في سوريا، كما للجيش السوريّ. وثانياً، تهديد دمشق جديا، للمرّة الأولى، منذ اندلاع الحرب هناك، وهذان هدفان يمثّلان بالنّسبة إلى «حزب الله» خطرين كبيرين، لا يمكنه التّساهل حيالهما أو الاستخفاف بإمكان تحقّقهما.

ثانياً، لأنّ منطقة الحدود السورية - الاسرائيلية نفسها، تشكل امتدادا جغرافيّا طبيعيا لجهة الغرب والجنوب الغربي منها، لمنطقة الحدود الاسرائيلية - اللبنانية. وبالتالي، فإن أي سيطرة لمسلحي المجموعات السنية المعادية لـ«حزب الله»، على تلك المنطقة، ستعني عمليا إضافة جبهة جديدة بالنّسبة إلى مقاتلي الحزب في جنوب لبنان، لا بل بداية حصار لمواقع الحزب تلك، بجعلها بين كماشة الاسرائيلي جنوبا وإرهابيي المجموعات المسلحة شرقا، وهو ما لا يمكن لـ«حزب الله» أيضاً تحمّله أو السكوت عن تشكّله كواقع ميداني على الأرض. فكيف في ظل التقارير المتكررة عن التعاون القائم بين هذين العدوّين، الاسرائيلي والنّصرة، في تلك المنطقة بالذات.

ثالثاً، لأنّ المنطقة نفسها، تحمل بعدا رمزيّا بالنسبة إلى «حزب الله»، كما إلى إيران نفسها، ألا وهو بعد توسيع رقعة المواجهة مع اسرائيل بالذات، بحيث لا يمكن استبعاد هذا الحلم لدى الجهتين، لجهة محاولة نقل تجربة «حزب الله» من جنوب لبنان إلى جنوب سوريا، وبالتّالي محاولة قلب اللّعبة على تل أبيب، وبدل أن يكون «حزب الله» محاصراً من جهتين اثنتين، السعي إلى فرض الحصار المزدوج على إسرائيل نفسها، على طول جبهتها الشماليّة من البحر المتوسّط حتّى الجولان.

هكذا يفهم وجود الجنرال الإيراني محمد علي الله دادي في ذلك الموكب الّذي استهدفه الاسرائيليّون بصواريخهم في 18 يناير/كانون الثاني الماضي. وفي ضوء ما سبق، تُفهم زيارة قاسم سليماني لبيروت بعد أيّام، وقبل ردّ «حزب الله» بقصف موكب للجيش الإسرائيلي في منطقة شبعا اللبنانية المحتلة، في 28 من الشهر نفسه.

المصدر | جان عزيز، المونيتور

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل جهاد عماد مغنية عماد مغنية قاسم سليماني عملية القنيطرة الحرس الثوري محمد علي الله دادي

هآرتس تكشف تفاصيل اغتيال «عماد مغنية» بجهود أمريكة - إسرائيلية مشتركة

الحرس الثوري الإيراني ينعي قتيله في القنيطرة ويصفه بـ”القائد الشجاع المتمرس“

«حزب الله» يتلقى ضربة موجعة في سوريا: مقتل نجل «عماد مغنية» وقيادات ميدانية في غارة إسرائيلية

معركة إيران في جنوب سوريا ودلالاتها

مقتل 13 مقاتلا في درعا بينهم الأفغاني «توسلي» مساعد الجنرال «قاسم سليماني»

«ديبكا»: الجنرال «سليماني» ضيفا على الاستخبارات الأردنية في زيارة «تاريخية»

«قاسم سليماني» يوجه رسالة إلى عائلته من العراق: قضيت حياتي في الجهاد وأنتظر الشهادة

«رويترز»: إيران توسع نفوذها في المنطقة قبل اتفاق نووي مرتقب

«ديبكا»: «قاسم سليماني» في صنعاء لتنظيم هجوم حوثي مضاد على السعودية

صور الجنرال «سليماني» التي «تنتهك» سيادة العراق

«ديبكا»: إيران تنفق 8 مليار دولار سنويا لتمويل 6 جيوش تقاتل في 4 حروب بالمنطقة

«أتلانتيك كاونسل»: لماذا تفشل الخطة (ب) الإيرانية في سوريا؟

واشنطن ستحتج لدى الأمم المتحدة على زيارة «قاسم سليماني» لروسيا