بعد الإعلان رسميا عن وفاة السيناتور الأمريكي الجمهوري "جون ماكين" عن عمر يناهز 81 عاما بعد صراع مع مرض سرطان المخ، سارع رؤساء الولايات المتحدة السابقون وسياسيون كبار إلى نعي الراحل، وتعديد مآثره، باعتباره واحدا من الأبطال الأمريكيين الذين خدموا الولايات المتحدة بإخلاص، على حد قول معظمهم.
في المقابل، اكتفى الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" بتعزية رسمية مقتضبة عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر"، لم يتطرق فيها إلى مدح "ماكين" من قريب أو من بعيد، حيث اقتصرت كلماته على توجيه العزاء لأسرة "ماكين" بألفاظ بروتوكولية مختصرة.
وقال "ترامب" في تغريدته: "أقدم تعازيّ وأصدق احترامي لعائلة السيناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم!".
وكان الراحل من أبرز معارضي الرئيس الأمريكي الحالي، وأوصى بألا يحضر "ترامب" جنازته، وأن يحضر بدلا منه نائب الرئيس "مايك بنس".
يذكر أن العلاقة بين "ماكين" و"ترامب" شهدت توتراً لا سيما خلال الانتخابات التمهيدية في 2016 عندما قال الأخير إن "ماكين" الذي ظل أسير حرب في فيتنام لسنوات "ليس بطل حرب لأنه أسر".
والصيف الماضي غضب "ترامب" عندما رفض "ماكين" تأييد قانون جديد يقضي بإلغاء نظام "أوباما كير" للرعاية الصحية.
وتمكن "ماكين" من الحفاظ على صورته القوية في النقاشات الرئيسية للسياسة الخارجية والعسكرية بمجلس الشيوخ، كما انتقد الرئيس "دونالد ترامب" بشدة بعد لقائه مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الذي يعده "ماكين" عدوا قديما له.
وعبر حسابه بـ"تويتر"، نعى الرئيس السابق "باراك أوباما"، "ماكين" قائلا: "جون وأنا كنا ننتمي إلى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماماً، وتواجَهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاءَ لما هو أسمى، للمُثل التي ناضلت وضحّت من أجلها أجيال كاملة من الأمريكيين والمهاجرين".
وكان "أوباما" قد هزم "ماكين" في الانتخابات الرئاسية عام 2008.
بدوره، أشاد الرئيس الأمريكي الأسبق، الجمهوري "جورج بوش الابن" بـ"ماكين"، معتبرا أنه "رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة".
ووصف الرئيس الأسبق "بيل كلينتون"، "ماكين" بأنه "عاش لعقيدته كل يوم".
وكتب الرئيس الأسبق الديمقراطي "جيمي كارتر" قائلا، إن السيناتور الراحل "كان رجل شرف، وطنيا حقيقيا بالمعنى الأفضل للكلمة"، مضيفا: "سيشعر الأمريكيون بالامتنان إلى الأبد لخدمته العسكرية البطولية ولنزاهته الثابتة".
ونعت المرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية ووزيرة الخارجية السابقة أيضا "هيلاري كلينتون"، "ماكين" قائلة إنه عاش حياته لخدمة لبلاده، بداية من بطولته في البحرية إلى ممارسة السياسة لمدة 35 سنة في الكونغرس.
وأضافت: "لقد كان سياسيا صلبا وزميلا موثوقا به، ولن يكون هناك أبداً مثله. صلواتي مع زوجته وعائلته بأكملها".
من جهته دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ "تشاك شومر" إلى إطلاق اسم "جون ماكين" على مبنى تابع للكونغرس كان فيه مكتب السيناتور الراحل.
وكان مكتب "ماكين" قد أصدر بيانا لنعيه، صباح الأحد، جاء فيه إن "السيناتور جون سيدني ماكين الثالث توفي في الساعة الرابعة والدقيقة 28 من بعد ظهر الخامس والعشرين من أغسطس/آب 2018، وعندما فارق الحياة كان محاطاً بزوجته سيندي وعائلتهما".
وأضاف البيان أن بطل الحرب السابق الذي يحظى باحترام كبير في بلاده "خدم الولايات المتحدة بإخلاص لمدة 60 عاما".
واستسلم "ماكين" لمرض سرطان المخ الذي هاجمه بضراوة، وأعلن، قبل ساعات، توقفه عن علاجه الكيماوي والإشعاعي.
وقالت عائلة السيناتور الجمهوري، في بيان نشرته الصحف الأمريكية، الجمعة: "في الصيف الماضي، شارك السيناتور جون ماكين مع الأمريكيين الأخبار التي تعرفها عائلتنا بالفعل: لقد تم تشخيص حالته بوجود ورم شرس في المخ.. في السنة التالية، تجاوز جون التوقعات ببقائه (حيا)".
وأضافت: "تقدم المرض، والتقدم الحتمي للعمر، يصدران حكمهما في النهاية، بقوة إرادته المعتادة، اختار (ماكين) أن يوقف العلاج الطبي الآن".
وكان "ماكين" (81 عاما) يخضع للعلاج الكيماوي والإشعاعي منذ يوليو/تموز 2017، وتغيب عن واشنطن حيث تنعقد جلسات مجلس الشيوخ في الكابيتول، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.