«ذا إيكونوميست»: إيران تواصل تمددها في المنطقة رغم ضعفها

السبت 28 مارس 2015 01:03 ص

ذكرت مجلة «ذا إيكونوميست»، أنه قبل عقد من الزمان أبدى العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، مخاوفه من أن تؤدي الإطاحة بالرئيس العراقي «صدام حسين» إلى زيادة التأثير الإيراني، ونشوء «هلال شيعي»، يمتد من لبنان إلى السعودية، وقد تم التقليل من أهمية كلماته، واعتبرت مبالغة في التحذير. 

وترى المجلة في مقال حديث لها أن رؤية العاهل الأردني قد تحققت؛ فقد تفككت الدول العربية بالفعل، ولم يملأ الفراغ الجهاديون السنة من تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط، بل من القوة الشيعية العابرة للحدود، والمدعومة من إيران أيضا، بحسب الصحيفة.

وتقول المجلة أن «حلفاء إيران يقومون بدعم بشار الأسد في سوريا، ويوفقون زحف تنظيم الدولة في العراق، وينشرون التأثير الإيراني في اليمن. وما هو مهم أكثر هو أن هذه الجماعات المتفرقة تتواصل اليوم، وتقاتل جنبا إلى جنب، ما يعطي انطباعا أننا أمام حركة عابرة للحدود وبنكهة شيعية».

وتضيف «ذا إيكونوميست» أن «أهم ملمح بارز لظهور القوة الشيعية في العالم العربي هو العراق، حيث تقود تشكيلة من المليشيات الشيعية المعركة ضد تنظيم الدولة. ويدور القتال الآن بشكل رئيس في قلب المناطق السنية في مدينة تكريت، وهو المركز القبلي ومسقط رأس الديكتاتور السابق صدام حسين»

ويشير التقرير إلى أن «حزب الله يعد المليشيا الأقوى في لبنان، وقد كسب معجبين كثرا؛ لكونه العدو الأكثر فعالية ضد إسرائيل. ولكنه نقل أعدادا كبيرة من مقاتليه إلى الجارة سوريا، لرد القوى السنية التي تحاول الإطاحة بنظام بشار الأسد. وتم نشر بعض قواته قرب مرتفعات الجولان، ما يعني توسيع الجبهة ضد إسرائيل. ويتوسع حزب الله أيضا في العراق، حيث قدم خبراء في المتفجرات للمساعدة في تدريب المليشيات الشيعية المحلية»

وتبين المجلة أن «القتال في العراق ينسقه بشكل رئيس الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وفي سوريا ساعد الإيرانيون على تدريب مليشيات قوة الدفاع الوطني، التي يبلغ عدد أفرادها 100 ألف شخص من مختلف الطوائف. كما وشكلوا مليشيا شيعية خاصة مكونة من مقاتلين أجانب، وأقاموا قيادة موحدة في العراق وسوريا. وتبدو الصلات بين المليشيات سلسة، حيث يتنقل المقاتلون من فصيل إلى آخر. ففصيل أبي الفضل العباس في سوريا يقوده أوس الخفاجي، وهو عراقي انتقل إلى سوريا بعد الإطاحة بصدام حسين».

ويفيد التقرير بأن «معظم المليشيات تدعي ببساطة أنها تقوم بالدفاع عن المقدسات الشيعية. ويزعم الخفاجي من مكتبه في حي الكرادة في بغداد أن رجاله في سوريا لا يقاتلون من أجل الأسد، لكن دور المليشيات يذهب أبعد من المزارات. ولا يخفي حزب الله خططه للسيطرة على جنوب سوريا، ويلمح إلى أنه لن يعيد المناطق التي يسيطر عليها للأسد. ويقول قائد عسكري في الحزب إن حزبه هو الذي يتخذ القرارات في سوريا. ويقول: (كل بلد له عمليته الخاصة، ولكن الهدف واحد). ويأمل الخفاجي بتشكيل قوة (حرس الثورة الشيعية)، التي تنتقل من منطقة إلى أخرى»

كما وضحت المجلة أن هذا قد يكون «مجرد أحلام»؛ لأن مقاتلي حزب الله ينظرون بـ«دونية» للمقاتلين الشيعة في أماكن أخرى. ويقول قيادي في الحزب: «رجالنا يتبعون القرآن، ولرجالنا دور وأساليب وخطط وتكتيكات». ويصف المليشيات الشيعية العراقية بـ«التطرف»، وينتقد وحشيتها.

وفي السياق ذاته، يشير التقرير إلى أن «غياب الثقة بين المليشيات الشيعية وحلفائها منتشر؛ نظرا للخلافات الطائفية. ففي بعض الحالات يقول حزب الله إن طياري الأسد السنة قاموا بقصف مواقع حلفائهم الشيعة. وعادة ما تنظر الحكومات الغربية إلى المليشيات الشيعية بدرجة أقل قلقا من نظرتها  للمليشيات السنية، مع أنها لا تختلف في دمويتها. والسبب وراء هذا الموقف هو أن المليشيات الشيعية لم تقم باستهداف المصالح الغربية. ومع ذلك تقوم المليشيات الشيعية بمفاقمة العنف في أنحاء المنطقة كلها. رغم أن إيران تدعم جماعات غير شيعية أو مختلطة، مثل الأكراد العراقيين وحركة حماس وقوة الدفاع الوطني، ولكن أفعالها أصبحت بشكل عام طائفية»

واعتبر أن «غموض الجماعات الشيعية الوكيلة عن إيران في الشرق الأوسط تضع الولايات المتحدة في موقف محرج، ففي العراق تقوم غاراتها الجوية بدعم المليشيات الشيعية التي تهاجم تكريت، وفي اليمن، يقدم الأمريكيون الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعملية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين».

وتختتم «ذا إيكونوميست» تقريرها بالتحذير من «تمدد إيران ووكلائها في المنطقة بالرغم من ضعفهم، فعدد السنة يتفوق على الشيعة بنسبة 9 -1. ويتزايد السخط ليس بين السنة فقط، ولكن رجل الدين الشيعي آية الله علي السيستاني حذر في 13 مارس/آذار إيران، وذكّرها بأن العراق دولة مستقلة».

  كلمات مفتاحية

إيران الشيعة اليمن الحوثيين العراق السنة

القصة الكاملة لقضية خط أنابيب النفط بين (إسرائيل) وإيران كما ترويها «هآرتس»

«هآرتس»: التحالف العربي في اليمن يخوض صراعه الحقيقي ضد إيران

خبراء يستبعدون تدخل إيران لدعم «الحوثيين» ضد تحالف «عاصفة الحزم»

الصفقة الإيرانية الأمريكية تُطبخ على ”نار يمنية“ حامية

هل استعد العرب للحرب الطائفية وأخطارها؟ وكيف سيكون رد فعل إيران "العدو الاكبر"؟

هل كبدت إيران نفسها الهزيمة في اليمن؟

اللعبة الطائفية في اليمن

ناشيونال إنترست: لماذا تسعى إيران للسيطرة على الشرق الأوسط؟

مصادر عسكرية أمريكية: أسطول إيراني من 9 سفن حربية يتجه حاليا إلى اليمن

وزير الدفاع الأمريكي يعرب عن قلقه من احتمالية نقل سفن إيرانية أسلحة إلى اليمن

ممثل «خامنئي» في الحرس الثوري: البحرين واليمن ضمن عمقنا الاستراتيجي