قال الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» أمس الاثنين إنه قلق بشأن ما تردد عن انتهاكات ارتكبتها قوات موالية للحكومة العراقية في قتالها لتنظيم «الدولة الإسلامية» ودعا إلى إجراء تحقيق في أي مخالفات.
وتمثل تصريحات «بان» التي أدلى بها خلال زيارة للعراق لمدة يوم واحد أقوى تحذير حتى الآن من زعيم دولي بخصوص سلوك الميليشيات الشيعية المسلحة التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية».
ودعا «بان» الذي كان يتحدث وهو يقف بجوار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى «وضع مجموعات المتطوعين المسلحة» المختلفة تحت سيطرة الحكومة. ويشير مصطلح «مجموعات المتطوعين المسلحة» إلى الفصائل الشيعية شبه العسكرية.
وأضاف بعد اجتماع مع المسؤولين العراقيين «أنا ... قلق بشأن مزاعم عمليات إعدام خارج القانون واختطافات وتدمير ممتلكات ارتكبتها قوات وجماعات مسلحة تحارب مع القوات المسلحة العراقية».
وأضاف «لا بد من التحقيق في الانتهاكات أو الإساءات المزعومة لحقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها».
وقال «بان» إن الأفعال التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية ضد الأغلبية الشيعية والأقليات الدينية بما في ذلك ذبح جنود وإعدام مدنيين لا تبرر أي اجراء مماثل يقوم به المقاتلون الموالون للحكومة.
وأضاف: «المدنيون الذين تحرروا من وحشية داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) يجب ألا يخشوا من حرروهم».
وتابع «يجب ألا يحل شكل من أشكال العنف محل آخر» مشيرا إلى التقارير التي أفادت بحدوث انتهاكات ضد السنة العاديين عندما تحررت مناطقهم من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. ونفت الفصائل المسلحة الشيعية اتهامات بارتكاب انتهاكات. وتقود هذه الفصائل القتال ضد الجهاديين السنة منذ الانهيار شبه التام للجيش العراقي الصيف الماضي.
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يرغب في إقامة خلافة إسلامية في أنحاء الشرق الأوسط قد استولى تقريبا على كل المناطق السنية في العراق عام 2014.
وعبر «بان» للصحفيين عن قلقه أيضا من عدم قدرة الحكومة العراقية والمجتمع الدولي على رعاية أكثر من 2.5 مليون عراقي نزحوا بسبب الصراع.
وأضاف أن «خطر عمليات نزوح إضافية وثانوية خلال العمليات العسكرية الجارية قد يطغي على القدرات المحلية والدولية».
وقال «العبادي» الذي تحدث قبل «بان» إن أي شخص ارتكب انتهاكات لحقوق الانسان سيحال للقضاء.
وتولى «العبادي» رئاسة الوزراء بعد الصعود العسكري لتنظيم «الدولة الإسلامية» الصيف الماضي. وزعم أن غالبية الجرائم ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية» لكن القوات التي تقاتل الجهاديين السنة ارتكبت أيضا بعض الانتهاكات.
ويشكو المدنيون السنة من استمرار الانتهاكات إلى الآن.