كشفت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، أن احتكاكا وقع قبل أيام في مياه الخليج، بعد اقتراب طائرة مراقبة تابعة للجيش الإيراني إلى مسافة لا تزيد عن 10 الأمتار من مروحية قتالية أمريكية كانت تقوم بدورية روتينية، وهو ما دفع واشنطن إلى الإعراب عن قلقها لجهة إيرانية عن إمكانية عدم امتلاك الجيش الإيراني القدرة على ضبط عناصره في المنطقة.

وقال مسؤولون أمريكيون، وفقا لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية الإخبارية، إن طائرة مروحية مقاتلة تابعة للجيش الأمريكي من طراز «إم إتش - 60 آر»، كانت تقوم بدورية فوق المياه الدولية، بعدما انطلقت من السفينة الحربية الأمريكية «كارل فنسون»، وخلال تحليقها اقتربت منها لمرتين طائرة استطلاع إيرانية غير مسلحة من طراز «واي-12» إلى مسافة وصفتها بـ«الخطيرة»، تزيد عن 45 متر.

وكانت الطائرة ضمن مهمة تقوم بها البحرية الأمريكية في مياه الخليج، لمراقبة السفن الإيرانية التي قد تحمل شحنات أسلحة لدعم المسلحين الحوثيين في اليمن، والإبلاغ عنها للمملكة العربية السعودية التي تقوم بالحملة الجوية ضد الجماعة.

وقالت المصادر التي تحدثت حصريا لـ«سي إن إن» أن الحادثة كان يمكن أن تتطور إلى قضية خطيرة، وقد أثارت جديتها قلق القيادة العسكرية الأمريكية باعتبار أن القوات الإيرانية قامت خلال الأشهر الماضية بعدم تدريبات ومناورات بمياه الخليج دون حوادث تذكر، في حين يأتي هذا التطور ليعكس إمكانية أن تكون الأوامر الفردية هي المسيطرة فعليا على التطورات.

وذكر المسؤولون الأمريكيون أن المروحية الأمريكية غيرت مسارها وواصلت الاتصال بسفينتها دون حصول أي اتصال مع الطائرة الإيرانية، والتقط الطاقم صوراً للحادثة، ولكن البحرية الأمريكية لن تنشرها. 

وبحسب المصادر في واشنطن، فإن «طائرة الاستطلاع الإيرانية كانت تحلق بشكل دوري فوق مياه الخليج، ولكن بعد الحادثة امتنعت عن التحليق لأسبوعين متواصلين، ما دفع الأوساط الأمريكية للاعتقاد أن الحادث كان بقرار من قيادي إيراني محلي تعرض لاحقاً للمساءلة من قادته، ولكنه تطور يثير القلق حيال قدرة القيادة الإيرانية على ضبط عناصرها».