«أنقذوا اليرموك» .. حملة لفك حصار ثلاثة أعوام من مأساة المخيم الفلسطيني بسوريا

الأحد 5 أبريل 2015 06:04 ص

دشن نشطاء عبر موقع الفيس بوك صفحة تحت عنوان «أنقذوا اليرموك» - Save yarmouk - لإنقاذ المخيم مما يعانيه من حصار ودمار وموت وهجوم وحشي من الموالين لتنظيم «الدولة الإسلامية» - داعش - ضدّه وضدّ أبنائه.

ويتوقع أبناء المخيم أن يؤدي هذا الهجوم إلى مزيد من معاناة ساكنيه بعدما بدا أنصار التنظيم بخطف الكثير من سكان المخيم بذرائع شتى.

 الحملة ستنطلق يوم الأحد 5 أبريل/نيسان وموجهة للرأي العام الفلسطيني والعربي، وللقوى السياسية، لمدة أسبوع وتهدف إلى:

1-  إنقاذ مخيم اليرموك من الحصار والحرب والفتنة.

2-  الضغط باتجاه حماية المدنيين وتحييد المخيم.

3-  الدعوة لفكّ الحصار عن المخيم، وتنظيم عمليات إغاثة عاجلة.

4-  إظهار المعاناة الإنسانية والاجتماعية.

 

5-  الدعوة لإيجاد حلّ سياسي يُبعد الخراب والدمار عن المخيم ويعيده لحياته الطبيعية.

تحت الحصار

وترجع القصة إلى صيف عام 2012 عندما بدأ حصار جزئي للمخيم من خلال وضع حواجز عند أطراف المخيم ومداخله، وتعرض خلالها إلى قصف مباشر بتاريخ ديسمبر /كانون الأول 2012، حيث استهدف مسجد عبد القادر الحسيني بعد ذلك بثلاثة أيام، ومن هذه اللحظة بدأت فصول مأساة مخيم اليرموك ودخلت كتائب معارضة للنظام السوري إلى المخيم وطردت ما يسمى «اللجان الشعبية» وعناصر «القيادة العامة».

تلك الأحداث أدت إلى نزوح العدد الأكبر من فلسطيني مخيم اليرموك، وبقي عدد قليل لا يتجاوز العشرين ألفا، غالبيتهم الساحقة من الفقراء الذين لم يستطيعوا مغادرة المخيم، وتعرض المخيم إلى حصار جزئي مع السماح بين الحين والآخر بإدخال بعض المساعدات.

في تموز/يوليو 2013 بدأ الحصار الكامل لمخيم اليرموك، وشمل منع إدخال الطحين وكذللك منع دخول الغاز والمازوت والأدوية والمواد الطبية إلى المستشفيات، وتوقفت المسشتفيات الأربع عن العمل وهي: مستشفى الشهيد فايز حلاوة، ويتبع لجيش التحرير الفلسطيني، ومستشفى الباسر التابع للجمعية الخيرية الفلسطينية، وقد تم استهدافه بالقصف أكثر من مرة، ومستشفى الرحمة الخاص الواقع عند مدخل المخيم، وهناك مستشفى فلسطين التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطييني، وهو المستشفى الوحيد الذي يعمل بشكل جزئي.

خلال الربع الأخير من عام 2014، بدأت فصول جديدة من معاناة أهالي مخيم اليرموك مع نقص المياه فيه تتفاقم وذلك بسبب إيقاف تغذية المخيم عبر شبكة المياه القادمة من المناطق المجاورة منذ يوم 9 سبتمبر/أيلول 2014، ما جعله على شفا كارثة إنسانية جديدة، خاصة أن أزمة شحّ المياه بدأت مع مطلع الصيف الماضي، وأدت إلى انتشار الأمراض فيه، وقد أجبر الأهالي على قضاء عشرات الساعات بانتظار الحصول على بعض لترات الماء من المناطق المجاورة للمخيم، حيث يضطرون إلى المسير والمخاطرة بحياتهم في سبيل توفير المياه لأطفالهم.

ورغم الحصار والقصف وما تعرضت له مدارس المخيم، إلا أن إرادة الحياة والتعلم لدى أبناء مخيم اليرموك ذللت بعض المصاعب التي وقفت أمام متابعة العملية التعليمية فيه؛ فبدأت الهيئات العاملة على أرض المخيم حملة لتنظيف المدارس وإزالة الركام منها، وافتتاح عدد من المدارس البديلة، وذلك بغية متابعة التعليم ضمن الإمكانات المتاحة، وبجهود أساتذة من أبناء المخيم.

يفيد الأطباء من داخل المخيم بأن هناك انتشارا للأمراض يعود، في جزء منه، إلى الاعتماد على مياه الآبار الملوثة، وتناول الأهالي للخضر القادمة من بساتين يلدا الملوثة، محذرين من ارتفاع عدد الوفيات في ظل غياب العلاج واستمرار حصار المخيم.

أدى الحصار إلى ارتقاء 157 شهيدا، فيما يشكو الأهالي من استمرار انقطاع المياه والكهرباء وخدمة الإنترنت عنه، وعدم توافر المواد الطبية والأدوية والمحروقات فيه، ما دفع الأهالي والهيئات العاملة على أرض المخيم إلى توجيه نداء إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة للتدخل من أجل فك الحصار عنه وتوفير جميع مقومات الحياة الأساسية فيه.

استطاعت بعض الهيئات الدولية في حزيران/يونيو 2014 إدخال بعض المواد الإغاثية إلى المخيم، وكان على رأسها «حملة الوفاء» الأوروبية، ثم بعد ذلك كان دخول «أونروا»، إلا أن هذه المواد لم تكن كافية لتنهي مأساة المخيم ومعاناته، فالحاجة كانت ولا تزال ماسة إلى رفع الحصار، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

تجربة غنية

مخيم اليرموك يعد أكبر تجمع فلسطيني في سوريا، ويقع إلى الجنوب من مدينة دمشق، حيث يبعد عن مركز المدينة 8 كلم. وكان يسكنه قبل الأزمة السورية حوالى 200 ألف لاجئ فلسطيني،و لا تعترف الأونروا بمخيم اليرموك كمخيم.

تجربة المخيم غنية من كل النواحي؛ الإنسانية والتجارية والاجتماعية والسياسية، وقد يكون المخيم الذي يضم العدد الأكبر من الشهداء، قياساً بالمخيمات الأخرى، وفيه العمل الثقافي والسياسي مزدهر إلى حدّ بعيد.

باشرت الأونروا مهامها في مخيم اليرموك منذ نشأته وهي تدير 28 مدرسة منها 20 مدرسة ابتدائية و8 مدارس إعدادية، إضافة إلى 3 مجمعات طبية تضم عددا من العيادات التخصصية.

في أواخر الستينيات وكل عقد السبعينات دفع تزايد عدد السكان في المخيم إلى تنامي القدرة الاقتصادية للاجئيين الفلسطينيين في سوريا، وفي عقد الثمانينات والتسعينات شهد المخيم توسعا في النشاط الاقتصادي مرتبطا بحركة البناء أو في زحف رأس المال الدمشقي إلى المخيم.

وقد تبلورت في المخيم ظاهرة الحضرنة، وتمخض ذلك من تراجع نفوذ الوجيه والزعيم العشائري التقليدي، وبرزت ظاهرة ”محدثي النعمة“، وهؤلاء في الأساس مغتربون إلى دول النفط عادوا ومعهم ثروات، أو تجار أراضٍ أو من موظفي الأونروا الذين استطاعوا تنمية مدخراتهم.

كان المخيم يشهد نشاطات ثقافية عالية المستوى مقارنة مع التجمعات السكنية المجاورة، و تلعب الدور الرئيسي في هذا المجال المنتديات الثقافية التابعة لفصائل الثورة الفلسطينية. 

ونتج عن ذلك بروز عدة منتديات ثقافية وكذلك عدد من قاعات المحاضرات، إضافة إلى أربع مكتبات عامة، وكذلك خمسة دور نشر.

بالمقارنة مع المخيمات الفلسطينية الأخرى يمكن القول إن الخدمات الصحية في مخيم اليرموك لا بأس بها إن لم تكن جيدة، و يوجد في المخيم ثلاثة مستوصفات تابعة للأونروا يضاف إليها أربع مستشفيات تتبع جهات أخرى، كما يوجد 350 عيادة طبية خاصة من مختلف الاختصاصات و65 صيدلية ونحو 20 مختبراً.

زخر مخيم اليرموك بمئات من الشهداء، وهناك مقبرة خاصة في مخيم اليرموك لشهداء الثورة الفلسطينية تضم الكثير من المناضلين والشهداء والقادة الذين استشهدوا أثناء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وما زال مخيم اليرموك اليوم يحيي المناسبات الوطنية، رغم الجراح التي تملأ جسده، وهو يتطلع إلى نصرة إخوانه، وإنقاذهم له، بعدما قدّم الكثير من أجلهم.

  كلمات مفتاحية

مخيم اليرموك سوريا الدولة الإسلامية اللاجئون الفلسطينيون

«حماس» تعلن اغتيال أحد قادتها في مخيم «اليرموك» في سوريا

تقرير حقوقي: نظام «الأسد» أعدم 82 شخصا حرقا بينهم 18 طفلا منذ حصار مخيم اليرموك

قصص لم تُذكر عن اللاجئين المستضعفين في سوريا

منظمة العفو الدولية تحث حكومات الدول على توطين 5% من اللاجئين الفارين من سورية بحلول نهاية العام 2015

«الدولة الإسلامية» يسيطر على 90% من مخيم «اليرموك» وسط حصار من قوات «الأسد»

«جبهة النصرة» تعلن وقوفها على الحياد في معارك «مخيم اليرموك»

منظمة حقوقية: مقتل 13 مدنيا علي الأقل من سكان «مخيم اليرموك» قرب دمشق

منظمة العفو الدولية: سقوط 18 قتيلا بمخيم اليرموك قرب دمشق

قطر تقرض السلطة الفلسطينية 100 مليون دولار

واشنطن تطالب بممر آمن لإجلاء المدنيين من مخيم اليرموك

بدء تطبيق اتفاق حي الوعر بين المعارضة ونظام «الأسد» في حمص

نصف مليون سوري في 11 مدينة يستقبلون رمضان بلا طعام