صرح محلل أمني أمريكي، وعميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية «CIA»، إن ما يحصل اليوم في تكريت بعد دخول القوات العراقية مدعومة بالمليشيات الشيعية إليها يُعد «تمهيدا لتقسيم العراق إلى ثلاث دول للأكراد والسنة والشيعة»، محذرا من اندلاع حرب دينية أهلية في البلاد، خاصة مع الضغط الإيراني الذي يرغب في تطبيق أجندة شيعية بالعراق.
وقال «فيل مود»، العميل سابق بمكتب مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في مقابلة له مع شبكة «CNN» حول التقارير عن الانتهاكات التي حصلت في تكريت، قال: «قبل عشرة أو 15 عاما كان هناك ديكتاتور سني هو صدام حسين يحكم العراق المكون من غالبية شيعية، والآن هناك قيادة شيعية في بغداد تقاتل ضد داعش، وهي منظمة سنية».
وتابع بالقول إن «ما يشغل بال السنة من سكان تكريت الآن هو أن القيادة الشيعية في بغداد تتطلع إلى سحق الأقلية السنية بعد كل ما حصل في فترة حكم صدام، والآن ما نراه في تكريت هو دليل على صحة هذا الأمر، والأمر الخطير هو أن الأمور ستنتهي بانقسام العراق بين السنة والشيعة وباندلاع حرب دينية أهلية».
وبسؤاله عن رأيه حول دعوة رئيس الوزراء، «حيدر العبادي»، للقبض على من قام بأعمال نهب في تكريت ومدى واقعية ذلك، قال: «كلا، فالعبادي حليف لإيران، وإيران دولة شيعية وهي مهتمة ببقاء العراق دولة محكومة بعقيدة شيعية، وما يحدث هو أن القيادة العراقية تشعر بالقلق من إمكانية أن ينظر المجتمع الدولي إليها على أنها تسعى لإعادة فرض الهيمنة الشيعية على البلاد ككل والطلب في الوقت نفسه الحصول على الدعم الأمريكي، ونحن نعلم أنه في نهاية المطاف سيكون هناك قيادة شيعية في بغداد تقوم باضطهاد السنة».
اما عن مستقبل الأوضاع في العراق، قال: «سنرى العراق منقسما إلى ثلاث دول، لدينا الأكراد في الشمال، وهم باشروا بالفعل الانفصال، ولدينا الأكثرية الشيعية التي وصلت إلى الحكم عبر الانتخابات في بغداد، ولدينا الأقلية السنية التي نراها في مدن عراقية مثل تكريت وهي تشعر بالقلق حيال المسلحين الشيعة الذين يرتدون الزي الحكومي ولكنهم في الواقع عناصر شيعية وهم يشعرون بأنهم سيقوم باضطهاد السكان».
واختتم بالقول إن «العراق يتقسم ببطء إلى ثلاث دويلات، ويبدو أن النفوذ الإيراني سيسرع هذه العملية لأن المطالب الإيرانية واضحة، إيران دولة شيعية وهي تريد أن يبقى الشيعة في الحكم بالعراق».