نشرت شبكة TRT التركية صورا جديدة تظهر الدقائق الأخيرة قبل دخول الصحفي والكاتب السعودي "جمال خاشقجي" القنصلية السعودية في إسطنبول، قبل أن يقتل داخلها، في الثاني من الشهر الجاري.

وأظهرت الصور، التي كان مصدرها كاميرات مراقبة تركية، "خاشقجي" وهو يقف أمام الحواجز الخارجية للقنصلية، قبل أن يتجه إلى خطيبته التركية "خديجة جنكيز"، ليودعها.

بعد ذلك، وبحسب الصور، خضع "خاشقجي" إلى تفتيش ذاتي من أحد حراس القنصلية السعوديين، قبل أن يسمح له بالدخول.

وظهر "خاشقجي" في الصور، يرتدي بزة سوداء، وسروالا رماديا، وقميصا داكنا.

وبعد اختفاء "خاشقجي" بأيام، وزعم المسؤولين السعوديين بأنه خرج من القنصلية، سربت تركيا صورة تظهر دخول الصحفي السعودية إلى مقر القنصلية، عبر بابها الداخلي، وأتبعتها بمقطع فيديو لنفس اللقطة، وهو ما تم تداوله على نطاق واسع، ليُطلب من السعودية إثبات أنه قد خرج بصورة، كما دخل.

لكن القنصل السعودي بإسطنبول "محمد العتيبي" زعم أن الكاميرات التابعة للقنصلية لم تسجل شيئا، ما قوبل بموجة سخرية وتندر، وحينها قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن كاميرات القنصلية السعودية متطورة، وتصور حتى الذباب والبعوض.

ومثلت تلك الصورة، حينئذ، أداة ضغط فاعلة على المسؤولين السعوديين، دفعت الرياض إلى الصمت، بعد أيام من الإنكار ومحاولة تحميل مسؤولية اختفاء "خاشقجي" للأتراك، ثم الإقرار بالتعاون مع أنقرة لكشف غموض ما حدث، وصولا إلى الاعتراف برواية قتله داخل القنصلية، في ساعة مبكرة من صباح السبت.

واجتهد الاعتراف السعودي في إبعاد المسؤولية عن ولي العهد "محمد بن سلمان"، حيث زعم الادعاء العام في الرياض أن العملية تمت دون علم المسؤولين أو تصريحهم، وأن جملة توقيفات لـ18 شخصا داخل المملكة تمت بسبب هذا الأمر، علاوة على قرارات ملكية بإعفاء كل من نائب رئيس جهاز الاستخبارات "أحمد عسيري"، والمستشار بالديوان الملكي والمقرب من ولي العهد، "سعود القحطاني" من مناصبهما.

ولم تلق الرواية السعودية قبولا، في أوساط الكونغرس الأمريكي، علاوة على عدة عواصم غربية.

وعلق نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم "نعمان قورتولموش" على رواية الرياض، قائلا إن هدفها تحميل بعض الأشخاص المسؤولية في محاولة لتبرئة ساحة العائلة الحاكمة.