استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«التحالف السني».. ولادة متعسرة وأطرافه تتجنب التدخل العسكري بالحديث عن «الحل السياسي»

الخميس 9 أبريل 2015 04:04 ص

عندما يخف الحديث عن «تحالف سني» يضم الدول العربية والاسلامية الكبرى مثل المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين والعرب إلى جانب كل من باكستان وتركيا، ويتصاعد الحديث عن ضرورة الذهاب إلى مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار يجمع كل الاطراف على مائدة الحوار في دولة «محايدة» وينزع سلاح الحوثيين، فان هذا يعني فرص قيام هذا التحالف السني، وتدخله عسكريا في اليمن لمواجهة «التمدد» الإيراني باتت محدودة، ان لم تكن معدومة.

الضربات الجوية السعودية لمواقع الحوثيين ما زالت مستمرة، ولكنها لم تحقق حتى الآن معظم اهدافها، والدعوات للتدخل البري في إطار «عاصفة الحزم» لم تجد آذانا صاغيا رغم اقتراب الحرب في اليمن من دخول أسبوعها الثالث.

المنطقة باتت تشهد تحركا دبلوماسيا محموما لايجاد «حل سياسي» للازمة اليمنية يعفي اطراف «التحالف السني» الرئيسية من حرج التدخل البري الذي لا تتمناه معظمها، ان لم يكن جميعها، لاسباب متشابهة بل متطابقة.

***

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استقبل الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي عشية زيارته الى طهران، تحدث عن كل القضايا الاقليمية الساخنة في المنطقة في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره حسن روحاني في ختام مباحثاتهما باستثناء الملف اليمني، وبات واضحا أنه يفضل إبعاد كل الملفات الشائكة مثل سورية والعراق واليمن عن طموحاته في توسيع نطاق التبادل التجاري مع إيران، وأن لا يتخذ أي موقف يمكن ان يؤثر على دوره المستقبلي كوسيط في الازمة اليمنية خاصة.

السيد نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني يعيش حالة من الارتباك غير مسبوقة، ويبدو عاجزا عن تلبية طلب حليفه السعودي في ارسال قوات برية الى اليمن لخوفه من حرب اهلية، واضطرابات طائفية داخل بلاده بسبب وجود ما يزيد عن عشرين في المئة من الشيعة في الجيش الباكستاني، ولذلك طار الى تركيا للتشاور، فوجد السيد أردوغان أكثر ارتباكا وترددا منه، وللاسباب نفسها.

ففي تركيا اكثر من 16 مليون علوي، علاوة على معارضة يمينية قومية شرسة، واخرى اسلامية تثير له المشاكل، ممثلة في كتلة الداعية فتح الله كولن المقيم حاليا في الولايات المتحدة، ويحرك اتباعه ضد حزب العدالة والتنمية «بالريموت كونترول»، ويستخدم اجهزة التواصل الاجتماعي كسلاح فتاك في حربه ضد حليفه السابق.

ولعل خيبة الأمل السعودية الكبرى تتمثل في الحليف المصري. فالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دعمت السعودية نظامه بأكثر من 15 مليار دولار حتى الآن، لا يقل ترددا عن نظيريه الباكستاني والتركي، والفارق الاساسي ان السيد نواز شريف يملك برلمانا منتخبا يمكن أن «يتحجج به» لتجنب ارسال قوات برية، بينما لا يملك الرئيس السيسي مثل هذا "الترف" الديمقراطي.

تردد الرئيس السيسي ربما يفسر «جنوح» القيادة السعودية نحو تركيا وباكستان، وتراجع الدور للمصري في الازمة اليمنية بالتالي.

صحيح انه لا يوجد «عامل طائفي» في مصر بين السنة والشيعة، على غرار ما يحدث في باكستان وتركيا، يمكن أن يكبح جماح الرئيس السيسي، ويوفر له الذريعة لتجنب التدخل العسكري البري في اليمن، لكن يوجد هناك عامل أهم، وهو التجربة المصرية الدموية في اليمن التي كلفت البلاد اكثر من 15 الف قتيل عندما تدخلت في حرب برية لنصرة الثورة اليمنية عام 1962، وهزيمة حرب حزيران (يونيو) عام 1967 في مواجهة اسرائيل كنتيجة مباشرة للحرب الاولى، حتى ان مقولة «جيش مصر للدفاع عن ارض مصر فقط»، باتت بمثابة «عقيدة قتالية» ملزمة لكل الزعماء المصريين الذين جاءوا بعد الرئيس عبد الناصر. 

البرلمان الباكستاني يدرس ومنذ ثلاثة أيام مسألة التدخل البري في اليمن، والرئيس أردوغان خرج من اجتماعه مع السيد علي خامنئي المرشد الاعلى للثورة الايرانية متحدثا عن فضائل الحل السياسي، والرئيس السيسي يتابع وجود سفن حربية ايرانية تتواجد في مضيق باب المندب الذي يتحكم بقناة السويس، ملتزما بفضيلة الصمت، ودراسة الموقف عن كثب.

طهران باتت «محجا» لدعاة الحوار والحلول السياسية، ووزير خارجيتها محمد جواد ظريف الذي فرغ لتوه من «ماراثون» المفاوضات مع الدول الست العظمى حول برنامج بلاده النووي، طار إلى سلطنة عمان، ومنها الى إسلام أباد لبحث الملف اليمني مع قادتها، بينما يتهيأ اللواء قاسم سليماني الذي قاد معركة استعادة مدينة تكريت من قبضة "الدولة الاسلامية" لـ"التمدد" في الانبار كمقدمة أو "بروفة" لمعركة الموصل الكبرى.

***

المملكة العربية السعودية ربما تكون راهنت على «تحالف سني» .. «غير متحمس» في أزمتها الحالية التي تزداد تأزما، سواء من خلال ما يتسرب من انباء حول اشتباكات حدودية مع حوثيين قرب الحدود اليمنية، او حادثة اطلاق النار في قلب عاصمتها الرياض أدت لمقتل شرطيين برصاص مجهولين، أو الاخرى المماثلة التي وقعت في بلدة العوامية الشيعية في شرقها.

لا نعرف ما اذا كان مجلس الأمن الدولي سيتجاوب مع طلب دول التحالف العربي الخليجي في إصدار قرار يؤكد على الحل السياسي السلمي للازمة اليمنية عبر الحوار بين جميع الاطراف في عاصمة محايدة مثلما ذكر الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الامارات في مؤتمره الصحافي أمس مع نظيره اليمني رياض ياسين في أبو ظبي، لكن ما نعرفه أن مجلس الامن لم يعد على الدرجة نفسها من المرونة التي كان عليها أيام الازمة الليبية، لان الروس والصينيين باتوا حذرين جدا من الوقوع في الخديعة نفسها (أيام ازمة ليبيا) التي أوقعتهم فيها المراوغة الامريكية، وبات «الفيتو» جاهزا لعرقلة اي قرار لا يرضون عنه او يعارضه حلفائهم الايرانيون.

لا نستطيع ان نقرأ الغيب او نتكهن بالطريقة التي يمكن ان تنتهي عليها هذه الازمة، فهذه مهمة السحرة والمنجمين ولسنا منهم، لكن ما يمكن ان نقوله أن الازمة اليمنية بدأت تدخل حالة من «الجمود والتكرار» على غرار نظيرتها السورية والليبية، حيث لا يجد المتحدثون، عسكريين كانوا او سياسيين، اي جديد يمكن ان يتحدثوا عنه ويكسر حالة الملل بالنسبة الى رجال الصحافة على الاقل.

هناك مثل يمني يقول «لا بد من صنعاء وإن طال السفر»، ويمكن تعديله قليلا والقول «لا بد من مسقط وإن طال القصف الجوي وتعثر الحل السياسي»، ولن نستغرب اذا ما كانت مائدة الحوار قد جرى تجهيزها للأطراف اليمنية وغير اليمنية المتورطة في الأزمة، والأيام بيننا.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية دول الخليج عاصفة الحزم الحلف السني الحوثيون إيران أردوغان نواز شريف السيسي

صحيفة: استقبال الملك «سلمان» لـ«مشعل» إعلان بانضمام «حماس» للتحالف السني

من «6+2» إلى «5+2»

الجبهة «السُنيّة» الغائبة

خبراء: إيران تواصل تهديد الاستقرار الإقليمي

مصادر: الرياض طورت علاقتها بأنقرة رغم احتجاجات القاهرة

التحالف السني يشترط تنفيذ 7 مطالب لتشكيل جبهة واحدة مع «العبادي»