استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإيرانيون يخشون على السعودية من التقسيم لكن النيران نفسها قد تصلهم أيضا

الاثنين 13 أبريل 2015 03:04 ص

من يتابع حرب التصريحات بين الجانبين السعودي والإيراني على أرضية الصراع بين البلدين عسكريا على أرض اليمن، يدرك أنهما يعيشان حالة من التأزم بسبب قناعتهما المترسخة بأنهما ينزلقان إلى مواجهات دموية يمكن أن تطول وتجر البلدين إلى دوامتها.

الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي دعا في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، الذي اختتم زيارة تضامنية إلى الرياض، إيران الى وقف دعمها للحوثيين، ووقف إمدادهم بالسلاح، وقال «لسنا في حال حرب مع إيران، وإنما نحارب الى جانب دولة طلبت منا أن نساعدها لكي نحافظ على الشرعية، وإيقاف الحرب التي شنها الحوثيون لاحتلال كل اليمن».

السيد حسين عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني قال في تصريحات مضادة «إن العدوان على اليمن بداية خطة تقسيم السعودية»، وأضاف «أعداء المنطقة يسعون لإضعاف السعودية وتقسيمها»

إنها «حرب نفسية» يشنها الطرفان ضد بعضهما البعض في محاولة لتبرير تدخلهما المباشر، أو بالإنابة في اليمن، ولكن هذه الحرب تفقد الكثير من مفعولها في كل يوم جديد تدخله الأزمة، لأن ذخيرتها من التوصيفات والاتهامات تتناقض، وتحمل طابع التكرار.

***

لا نتفق مع وزير الخارجية السعودي في قوله بأن بلاده لا تحارب إيران، وإنما إلى جانب دولة طلبت من السعودية مساندتها، فالتدخل السعودي جاء لوقف تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، ووصوله إلى ذيل الثوب السعودي، أو بالأحرى الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية.

فالدولة اليمنية لا تتعرض لغزو خارجي، على غرار ما حدث في الكويت على سبيل المثال، لكي تستنجد بالجيران والحلفاء لحمايتها، والتصدي لهذا الغزو، وإلا لبادر مجلس الأمن الدولي بالتجاوب مع الحاح التحالف السعودي الخليجي وأصدار قرار وفق المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة لتوفير الغطاء الشرعي الأممي لهذا التدخل.

نقطة أخرى تستدعي التوقف عندها، ووردت في المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية السعودي، قال فيها بأن تدخل بلاده جاء «لايقاف الحرب التي شنها الحوثيون لاحتلال كل اليمن».

فهل هذا يعني ان احتلال جزء من اليمن مشروع، ومحاولة احتلال الكل غير مشروع، ويستحق التدخل؟ وهناك سؤال آخر، وهو هل لو كان هذا الاحتلال من قوى يمنية غير مدعومة من إيران مثل تنظيم «القاعدة» مثلا، كان سيدفع بالسعودية الى التدخل بالطريقة نفسها؟

واذا انتقلنا إلى تصريحات السيد عبد اللهيان فإننا نقول إن خوفه على وحدة التراب السعودي يبدو غير مقنع أيضا، ولكننا نتفق معه في قوله «إن أعداء المنطقة يسعون إلى إضعاف السعودية وتقسيمها، وأن العدوان على اليمن بداية هذه الخطة».

السيد عبد اللهيان لم يحدد صراحة من هم «أعداء المنطقة»، لكننا لا نتردد في توجيه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تنخرط حاليا في تغذية حروب واضطرابات لتفتيت الدول العربية، وفقا لاعتبارات مذهبية وقبلية وعرقية في العراق وسورية وليبيا واليمن والسودان، وليس من الصعب أن تصل هذه المخططات إلى السعودية وإلى إيران نفسها، فمثلما بدأوا بالعراق، وانتقلوا إلى ليبيا وسورية بعده، فإن السيناريو نفسه سيصل إلى دول أخرى اعتقدت أنها محصنة تجاهه، مثل السعودية وإيران، وحتى تركيا نفسها أيضا.

ففي ذروة هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بدأت صحف ومجلات امريكية تتحدث بصوت عال عن ضرورة تقسيم المملكة العربية السعودية إلى أربع دول كرد على مشاركة 15 من مواطنيها في هذه الهجمات، وكانت مجلة «يو اس نيوز اند وورلد ريبورت» المحافظة هي أول من حمل هذا التهديد، على اعتبار أن الوحدة الجغرافية والديمغرافية السعودية لم تتحقق إلا قبل سبعين عاما فقط.

سمعنا بعض الأصوات الخليجية تردد قبل أسبوع ما قاله وأكده الأمير «بندر بن سلطان» رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق عندما هدد بتثوير عرب الأهواز والبلوش السنة، والعرق الأذري ضد الحكومة المركزية في طهران، كرد على دعمها للنظام في سورية، وتمدد نفوذها في اليمن.

***

الأزمة اليمنية، وفي ظل حرب التصريحات هذه، مرشحة للتطور بشكل أخطر مما يتصروه المتدخلون فيها، وهذا ما يفسر حرص حلفاء السعودية غير العرب، مثل تركيا وباكستان على النأي بنفسيهما عن هذه الأزمة، ورفض محاولات جرهما إليها، وتغليف هذه الاستراتيجة بالحديث عن الحل السياسي، مثلما جاء مؤخرا في ختام اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف جرى أمس.

وهذا الحياد الصادم للسعودية ودول الخليج، هو الذي دفع الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إلى إظهار استيائه ومرارته تجاهه، ولا نعتقد أنه يوجه هذا الهجوم من تلقاء نفسه، وإنما بناء على توجيهات صريحة من حكومته.

مسؤولون سعوديون وخليجيون آخرون انتقدوا محقين الاستخدام المفرط للنظام السوري للقوة ضد معارضيه، وعدم تطويق للمظاهرات التي انطلقت في درعا في بداية الازمة بطرق سلمية، مثلما انتقدوا الرئيس العراقي صدام حسين مرتين:

الأولى لأنه أرسل قواته لاحتلال الكويت، واعتبروا ذلك تعديا على سيادة دولة مستقلة،

والثانية عندما رفض الانسحاب بسرعة، وتصحيح خطئه الكارثي هذا.

ويأمل الكثيرون أن يطبقوا النصائح نفسها، ويتراجعون عن الحلول العسكرية تفضيلا للحلول السياسية قبل أن يتسع الخرق على الراقع، ولا نحتاج إلى المزيد من الشرح.

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية تركيا باكستان اليمن الحوثيين العلاقات السعودية الإيرانية

«سعود الفيصل»: لسنا في حرب مع إيران لكن عليها التوقف عن دعم الحوثيين

قائد القوات البرية الإيرانية يصف الجيش السعودي بـ«المستأجر» ويتوعد بهزيمته

«فورين بوليسي» تحذر من ”فيتنام جديدة“: الحرب في اليمن تسير في طريق خاطيء

«يوشكا فيشر» يكتب: السعودية وإيران تتنافسان لسد الفراغ الإقليمي

«ستراتفور»: الخيارات المعقدة للمملكة العربية السعودية في اليمن

نائب رئيس الوزراء التركي: الشرق الأوسط مقبل على «سايكس بيكو» جديد