«فورين بوليسي» تحذر من ”فيتنام جديدة“: الحرب في اليمن تسير في طريق خاطيء

السبت 11 أبريل 2015 01:04 ص

الولايات المتحدة تبدو بالفعل أنها في حالة حرب في بلاد اليمن الفقيرة التي تشغل الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية، من خلال دعمها لتدخل السعودية العسكري في اليمن، بالقنابل والاستخبارات والتزويد بالوقود وقدرات البحث والإنقاذ، لكن تلك الحرب تسير بشكل مذهل في طريقها الخاطيء.

قبل أسبوعين، تدخلت الرياض وتحالف من دول الخليج في اليمن عسكريا بالضربات الجوية التي تستهدف وقف زحف المتمردين الحوثيين وإعادة الرئيس «عبد ربه منصور هادي» إلى السلطة.

ولا يبدو أن أيا من تلك الأهداف قابل للتحقيق، فبدلا من وقف زحفهم، يسيطر الحوثيون الذين تقول السعودية أن إيران تدعمهم على المزيد من الأراضي. يوم الخميس، سيطر الحوثيون على مدينة عتق، أحد معاقل السنة. وقال سكان محليون لوكالة «رويترز» إن قوات الأمن في المدينة وزعماء القبائل ساعدوا الحوثيين على دخول المدينة.

وفي الوقت نفسه، يستمر القتال في مدينة عدن، مدينة على شفا كارثة إنسانية يقطنها نحو 800 ألف نسمة، حيث باتت المدينة، وهي ميناء على الساحل الجنوبي، مسرحا لقتال الشوارع، في الوقت الذي تواجه فيه الوكالات الإنسانية صعوبات في إيصال المساعدات، فيما تبتعد شركات النقل البحري الدولية عن الموانئ اليمنية، وهي بالتأكيد أخبار سيئة لمكان يستورد نحو 90 في المئة من احتياجاته الغذائية والذي يواجه أزمة مياه تلوح في الأفق. تقول «ماري كلير فغالي»، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، لـ«رويترز»: «الأوضاع على وشك أن تصبح كارثية».

وفي خضم هذا القتال، يحقق تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مكاسب على الأرض. يوم الخميس، سيطرت الجماعة على المكاتب الحكومية في حي السيدة، الذي سبق وأن سيطر عليه الحوثيون. في الأسبوع الماضي، سيطرت القاعدة في جزيرة العرب، والتي تعتبرها الاستخبارات الأمريكية الولايات أخطر فرع لتنظيم القاعدة، على ميناء المكلا.

ومع وجود «هادي»، الرئيس المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية، خارج السلطة، فإن جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية في اليمن عرقلت بشدة. تم إجلاء القوات الخاصة الأمريكية من البلاد، وتقوم الطائرات بدون طيار الأميركية الآن بمهمات استخباراتية لدعم الحملة الجوية السعودية.

وفي الوقت نفسه، فإن تقدم الحوثيين يؤدي إلى مواجهات بينهم وبين القاعدة. ويعارض الحوثيون بشدة تنظيم القاعدة، ولكن خطابهم المناهض للولايات المتحدة ودعمهم المزعوم من إيران يجعل من تحالف حوثي أمريكي ضد القاعدة لا معنى له.

في الواقع، تعتبر المملكة العربية السعودية هذه الحرب بمثابة مواجهة مع إيران. وفي حين أن إيران تربطها بعض الروابط بحركة الحوثي وقدمت لها بعض الدعم والأسلحة، إلا أن مزاعم الدعم الإيراني مبالغ فيها من قبل السعودية لتبرير التدخل في اليمن كجزء من صراع إقليمي وطائفي أوسع بين البلدين الكبيرين. الحوثيون من الشيعة الزيدية، لكن مذهبهم أقرب إلى الإسلام السني.

في خطاب له يوم الخميس، وصف الزعيم الايراني الأعلى، «آية الله علي خامنئي»، التدخل السعودي كعمل من أعمال الإبادة الجماعية التي يمكن مقاضاتها أمام المحاكم الدولية، وشبهه بما تفعل إسرائيل بالفلسطينيين. وبالرغم من تصاعد عدد الضحايا المدنيين، تقول منظمة الصحة العالمية إن 643 شخصا على الأقل قتلوا  في أحدث جولة من القتال، إلا أن الادعاء الإيراني هو على الأرجح مبالغة أخرى في الحرب الكلامية بشأن اليمن.

انتقد «خامنئي» السعوديين واعتبر هذه الحملة العسكرية كمنتج للجيل الجديد من حكام المملكة، واصفا العاهل السعودي الملك «سلما»ن البالغ من العمر 79 عاما بأنه جزء من كادر من «الشباب عديم الخبرة».

وقال خامنشي في تصريحاته: «بالرغم من الخلافات، اعتاد السعوديون اظهار رباطة الجأش معنا ولكن الآن جاء إلى السلطة شباب عديمو الخبرة واستبدلوا رباطة الجأش بالهمجية».

وتوقع «خامنئي» حملة عسكرية طويلة للسعوديي، مؤكدًا أن «الجيش الاسرائيلي أكبر من السعودي، وغزة منطقة صغيرة، لكنه فشل. اليمن بلد كبير فيه عشرات الملايين».

حول هذه النقطة على الأقل، أعرب بعض المحللين المستقلين عن اتفاقهم مع «آية الله». قال «فارع المسلمي»، باحث زائر في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، لصحيفة واشنطون بوست: «ولت أيام اليمن التي يمكن أن تدار من قبل شخص واحد يمكن التعامل معه والتعويل عليه». وأضاف:«ستصبح اليمن فيتنام السعودية».

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الولايات المتحدة عاصفة الحزم

«عاصفة الحزم» في السياق الأميركي

السقوط في مستنقع اليمن: لماذا ينبغي على «السيسي» أن يعي دروس التاريخ؟

«فورين بوليسي»: لا ينبغي أن نخطئ .. الولايات المتحدة تخوض حربا في اليمن

عاصفة الحزم .. السياق والأهداف والتداعيات

«أردوغان» يوسع المواجهة: قد ندعم «عاصفة الحزم» لوجيستيا .. وعلى إيران الانسحاب من المنطقة

«عاصفة الحزم» في السياق الأميركي

الإيرانيون يخشون على السعودية من التقسيم لكن النيران نفسها قد تصلهم أيضا

«عاصفة الحزم» بين الحسم العسكري والحل الدبلوماسي

اليمن .. هذه البئر المخيفة

«معهد الأمن القومي الصهيوني»: حرب اليمن اختبار قاس للسعودية والإجماع العربي

خمسة مؤشرات حول ضغوط دولية لإنهاء «عاصفة الحزم» والوصول إلى حل سياسي

الحرب في اليمن .. مآسي طالت البشر والحجر

موسكو وواشنطن.. «الأفغنة» و«الفتنمة»

«فيسبوك» يتراجع عن حظر صورة الطفلة الفيتنامية الشهيرة.. والنرويج ترحب بالقرار