خمسة مؤشرات حول ضغوط دولية لإنهاء «عاصفة الحزم» والوصول إلى حل سياسي

الاثنين 20 أبريل 2015 02:04 ص

يبدو أن الضغوط المكثفة على السعودية سواء من جانب بعض أنصارها العرب، أو من قبل الولايات المتحدة والغرب الذين عادوا للعب دور مكثف في اليمن بعد انتهائهم من توقيع الاتفاق النووي مع الحليف الإيراني الجديد، قد تسفر عن اتفاق قريب لوقف عملية «عاصفة الحزم» العسكرية وإطلاق مفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية.

هناك خمسة مؤشرات أو تطورات سريعة حدثت مؤخرا تشير لوجود اتصالات سرية جارية تجمع بين المبادرات المطروحة على الساحة الإقليمية، واحتمالات صرف النظر عن الخيار العسكري البري في اليمن نهائيا، وقرب إعلان حلول سياسية تضمن لكل طرف (السعودية والتحالف العربي) من جهة و(الحوثيين ومن خلفهم إيران) من جهة أخرى، جزءا من المكاسب، بحيث لا يظهر أي طرف كأنه خسر المعركة بالكامل.

أما حرب التصريحات الساخنة التي صدرت مؤخرا من مرشد الثورة الايرانية «على خامنئي» ثم زعيم حزب الله «حسن نصر الله»، وأخيرا خطاب «عبد الملك الحوثي» زعيم الحوثيين مساء الأحد 19 أبريل، وما واكبها من تصريحات سعودية بأن الحرب لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، بانسحاب الحوثيين والاعتراف بشرعية الرئيس «هادي»، فيبدو أنها تأتي في إطار محاولة كل طرف الحصول علي أكبر مكسب ممكن قبل اكتمال وإعلان هذه الخطة ربما بوساطة أمريكية وعمانية.

أما عن المؤشرات الخمسة المقصودة فهي:

أولا: اتصالات أمريكية سعودية

هناك اتصالات أمريكية سعودية مكثفة شهدت تحذيرات أمريكية  للرياض بأن الحرب البرية ستكون بركان يلتهم المنطقة ككل، وقد يحدث هجوم حوثي على حدود السعودية، وقد بدأت باتصال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» هاتفيا بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» يوم الجمعة الماضية، والاتفاق على أن «التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض ضروري لتحقيق استقرار دائم في اليمن»، مع «التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية».

ويري مراقبون أن الحل المطروح هنا أشبه بصيغة «لا غالب ولا مغلوب»، ما قد يضر بـ«عاصفة الحزم» ويظهرها بمظهر الفشل، ويقلص من نفوذ الملك «سلمان» الذي يتردد أن واشنطن ترغب في تحجيمه وعقابه لأنه تحرك في اليمن بدون انتظار للإذن الأمريكي، ولكن يجري إخراجه في صورة «حل سياسي»، هو تعبير دبلوماسي ملطف عن أجواء «الخلاف والاختلاف» بين الطرفين.

وكانت الولايات المتحدة قد انتقلت إلى المقعد الخلفي مع بدء «عاصفة الحزم»، بسبب رغبتها في عزل المفاوضات التي تجريها مع إيران في الشأن النووي عن الصعوبات الأخرى بغية التوصل إلى اتفاق، ولذلك أعلنت الإدارة بأنّها لن تطرح قضية الأحداث في اليمن والتدخّل الإيراني فيها أمام الإيرانيين خلال المحادثات النووية.

ولوحظ أن تدخّل إدارة «أوباما» بشأن ما يجري في اليمن بدا ضعيفا نسبيّا، وكان التدخّل العسكري الأمريكي واهنًا في صورة تقديم مساعدة استخباراتية ولوجستية (عمليات البحث والإنقاذ) للقوات العربية من خارج الأراضي اليمنية.

ولكن بعد توقيع الاتفاق النووي مع ايران، بدأت التدخلات الأمريكية والاتصالات المكثفة من أجل وضع حل سلمي وإنهاء الحرب، عبر معادلة تضمن «مكاسب وخسائر» لكلا الطرفين، السعودية وإيران.

ثانيا: تزايد الضغط الدولي

تزايد الضغوط من جانب الدول الغربية والأمم المتحدة، والتنسيق الأمريكي الإماراتي للضغط على المملكة للقبول بدور للرئيس السابق «علي صالح» ونجله في الحل السياسي، والتخلي عن الاعتماد على إخوان اليمن (حزب الاصلاح)، خشية إخلاء الساحة للإخوان ولتنظيم القاعدة الذي استفاد من الانقلاب الحوثي في تعظيم قواته على الأرض، لو استمرت الحرب وتطورت لحرب برية.

وضمن هذا الإطار، جاء تأكيد صحيفة «العرب اللندنية» المملوكة للإمارات يوم الأحد 19 أبريل/نيسان نقلا عن «مصادر» لم تسمها، أن الاتصالات التي أجراها رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا والصين بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» قد «تركزت حول وقف غارات عاصفة الحزم، وإعطاء موافقة سعودية على عودة فرقاء الأزمة في اليمن إلى الحوار على أساس المبادرة الخليجية».

وأكدت الصحيفة «إن اتصال رؤساء الدول الثلاث الكبرى بالعاهل السعودي يكشف رغبة دولية في الوصول إلى حل للأزمة اليمنية، مع مراعاة الموقف السعودي وموقف بقية دول تحالف عاصفة الحزم ذات الثقل السياسي والاقتصادي الإقليمي والدولي»، كما أكدت أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن ستعمل على وقف الحرب، سواء القصف الجوي لدول التحالف أو المعارك البرية بين الحوثيين واللجان الشعبية، وذلك «من خلال القرار الأخير لمجلس الأمن والمبادرة الخليجية كأرضية لأي انتقال سياسي».

ويلاحظ أن وكالة «رويترز» قد نشرت خبرا يوم 11 أبريل/ نيسان الحالي، يقول أن «الولايات المتحدة تعزز تبادل معلومات استخباراتية مع السعوديين بشأن اليمن»، وحرصت علي تأكيد أن «الدعم الأمريكي العسكري للسعودية يأتي عبر الإمارات»، وقيل أن تعزيز هذه المساعدة «يأتي بعد أن أخفقت إلى حد كبير الغارات الجوية التي تشنها السعودية وحلفاء آخرون، منذ أسبوعين، في وقف تقدم المقاتلين الحوثيين المرتبطين بإيران».

ولم تنس الوكالة أن تنقل عن «المسؤولين الأمريكيين» قولهم: «إن المساعدة الموسعة تتضمن بيانات استخباراتية حساسة ستسمح للسعودية بتحسين مراجعتها لأهدافها في القتال الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى، وتشريد عشرات الآلاف منذ مارس الماضي»، وهو ما يصب في خانة تأكيد ما تقوله منظمات حقوقية وإغاثية عن كارثة تسببها الضربات السعودية ومن ثم ضرورة وقفها.

ثالثا: اجتماع ثلاثي يتجاهل السعودية

إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الدكتور «بدر عبد العاطي»، أنه تم الاتفاق بين وزير الخارجية «سامح شكري» ووزيري خارجية الولايات المتحدة «جون كيري» والمملكة الأردنية الهاشمية، بعقد اجتماع ثلاثي مشترك بينهم في نيويورك يوم 27 أبريل/نيسان الجاري في إطار التنسيق والتشاور القائم بين الدول الثلاث حول الأوضاع في اليمن، وذلك في ضوء مشاركة كل من مصر والأردن في عملية «عاصفة الحزم».

الملفت للنظر أن هذا اللقاء الثلاثي العربي حول اليمن مع الولايات المتحدة لا يضم السعودية، صاحبة قرار الحرب، ما يشير لاحتمالات تنسيق حلفاء أمريكا الثلاثة، الذين توجد خلافات مكتومة بينهم وبين الرياض، لحل أمريكي يصب في خانة الضغط على الرياض لوقف الحرب وعدم تمددها لحرب برية وتقديم تنازلات للوصول لحلول سياسية.

هناك أيضا القمة الأميركية الخليجية المقررة في كامب ديفيد 13 مايو/أيار المقبل، والتي ينتظر أن تنظر في الحل السلمي، وسوف تتضح فيها للقادة الخليجيين سياسة «أوباما» تجاه إيران وأمن الخليج.

رابعا: تصريحات مجتهد

تأكيد المغرد السعودي «مجتهد» الذي يعتقد أنه قريب من دوائر صنع القرار إن: اتصالات سرية تجري بالفعل بين السعودية والحوثيين للتوصل إلى حل يحفظ مكاسبها في اليمن، وبما يُبقي للحوثيين مكاسبهم من دون أن يظهروا بمظهر المنتصر، وأن الترتيب يقضي بإنشاء مجلس رئاسي برئاسة رئيس الوزراء ونائب الرئيس اليمني «خالد بحاح» يضم كل القوي السياسية بما فيهم الحوثيين، وبقاء قوات الحوثيين في الأماكن التي تمدّدوا لها في الشمال فقط (دون الجنوب) ومشاركتهم في إدارتها.

وأشار «مجتهد» إلى أن «ترشيح بحاح يأتي كبادرة حسن نية من السعودية لتسهيل التفاهم لأنه مقبول للحوثيين وكان مرشّحهم في المراحل الأولى بعد دخولهم صنعاء».

وأكد أنه يجري حالياً ترتيب الأمور مع الولايات المتحدة لتوجيه مجلس الأمن باتخاذ قرار بدعم الحل السلمي في اليمن بنفس الخطوط المذكورة أعلاه لإعطائه شرعية دولية، بعدما أبدت القيادة السعودية ليونة فرضتها طول مدة القصف (الأسبوع الرابع) من دون إيقاف تمدّد الحوثيين، ورفض الباكستانيين المساعدة، وبعدما تبيّن أن القوة الوحيدة القادرة على مواجهتهم (الحوثيين) هي تنظيم «القاعدة»، ما يعني ان استمرار الحرب يعني تمدد القاعدة.

خامسا: ضغوط المنظمات الإنسانية 

صدور تقارير من منظمات دولية وإنسانية، بهدف الضغط علي المملكة، تتحدث عن كارثة إنسانية تتهدد اليمنيين جراء الحرب، وتؤكد أن الحصار الذي تفرضه السعودية يؤدي لكارثة إنسانية، منها قيام 18 خبيرا وباحثا من أمريكا وبريطانيا يعملون بجامعات هارفارد واكسفورد وكولومبيا، بتوجيه رسالة للعالم يحذرون فيها مما قالوا إنه «احتمالية وقوع كارثة إنسانية، في اليمن» لأن أهداف العملية «عاصفة الحزم» تشمل المدارس والمنازل ومخيمات اللاجئين وشبكات المياه ومخازن الحبوب والصناعات الغذائية، محذرين في خطابهم من أن «هذا يتسبب على الأرجح في أضرار بالغة للمواطنين العاديين في اليمن مع عدم إمكانية دخول الأغذية والدواء بالقدر الكافي».

كما أن هذه التقارير تزامنت مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) أن توقف جميع الأطراف في اليمن إطلاق النار فورا، وهي المرة الأولى التي يوجه فيها نداء من هذا النوع منذ بدأت حملة القصف الجوي التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران قبل ثلاثة أسابيع، وسط أنباء عن رفض دول الخليج لهذه الدعوة.

  كلمات مفتاحية

عاصفة الحزم السعودية اليمن الحوثيين أمريكا حل سياسي

18 أكاديميا من جامعات بريطانيا وأمريكا يطالبون مجلس الأمن بوقف «عاصفة الحزم»

«مجتهد»: اتصالات سرية بين السعودية و«الحوثيين» للتوصل إلى حل يحفظ مكاسبهم

المناورة المصرية السعودية… أبعد من الحرب

«بحاح»: لن نقبل بأي مبادرة إلا بعد وقف الحرب في عدن

ضوء في نفق الحرب المظلم

«فورين بوليسي» تحذر من ”فيتنام جديدة“: الحرب في اليمن تسير في طريق خاطيء

وزير خارجية اليمن: آلاف من الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح قتلوا في «عاصفة الحزم»

«لوس أنجلوس تايمز»: السعودية باتت تعتمد على نفسها لحماية مصالحها

الخارجية الروسية تحذر السعودية من انعكاسات أي تدخل بري في اليمن

الأطراف اليمنية منقسمة حول شروط محادثات السلام

سؤال المليون

صوت العقل في زمن الفتنة

«عسيري»: الملك «سلمان» هو من سمي «عاصفة الحزم» .. والإمارات الأكثر طلعات بعد السعودية

على الاتحاد الأوروبي أداء دور في إنقاذ اليمن

الخسارة الجماعية في «عاصفة الحزم»

أما آن لهذه الحرب أن تضع أوزارها؟

وفد حوثي يبحث مشروع حل سياسي للأزمة اليمنية في مسقط