السقوط في مستنقع اليمن: لماذا ينبغي على «السيسي» أن يعي دروس التاريخ؟

الثلاثاء 7 أبريل 2015 07:04 ص

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أمس إن المصريين يعارضون إرسال أبنائهم للقتال في اليمن، برغم دعوات الرئيس «السيسي» لهم إلى عدم القلق، وأنها لن تكون مثل حرب الستينات، مشيره إلي أنه «على مدار سنوات حرب اليمن الخمس بين 1962 و1967 خسر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أكثر من 10 آلاف جندي مصري وأهدر مليارات الدولارات، ولكن بعد نصف قرن يفكر الرئيس عبد الفتاح السيسى في إرسال قوات برية إلى اليمن لدعم السعودية في مغامرة عسكرية يقول التاريخ إنها لن تنتهى بالنصر، وإذا كان السيسي يعرف التاريخ، فإنه يجب أن يكون متردداً في دخول تلك الحرب».

وتحت عنوان «اليمن فيتنام مصر»، أوردت «فورين بوليسي» الأمريكية في مقال للباحث «جيس فيريس»، ما قالت إنها «دروس يمكن استخلاصها من آخر حرب خاضتها القاهرة في اليمن»، طالبا من الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» تعلم التاريخ، كي لا يقع في نفس الشرك الذي هوى فيه الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر».

«فورين بوليسي» قالت أنه: «في ربيع عام 1967 عبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للسفير الأمريكي لدى القاهرة عن حزنه بأن الحرب في اليمن أضحت بمثابة فيتنام»، قبل أن يفسر لاحقا لمؤرخ مصري كيفية خروج الصراع عن نطاق السيطرة قائلا: «لقد أرسلت سرية إلى اليمن، وانتهى الأمر بتعزيزها بـ 70 ألفًا من القوات».

وقالت إنه «خلال حرب استمرت خمس سنوات(1962-1967)، فقد ناصر أكثر من 10000 رجل، وبدد مليارات الدولارات، وأدخل نفسه في مأزق دبلوماسي كان المخرج الوحيد منه الحرب مع إسرائيل، بينما تقول تقارير مصرية أخري أنها أدت لمقتل 26 ألف جندي».

ومع أن الحقيقة التي يجب استخلاصها بالنسبة للمصريين من هذه الحرب تمثلت في عبارات «لن يحدث ذلك مرة أخرى أبدا..لن نحارب أبدا في أرض بعيدة من أجل قضية مشكوك فيها..لن نهدر أبدا جيشنا الحديث لبناء دولة تفتقد وجودها، لن نطأ بأقدامنا مجددا في اليمن»، إلا أن كلمة «أبدا» لا تتناسب مع ما يفكر فيه الرئيس «عبد الفتاح السيسي» مجددا في إرسال قوات برية إلى اليمن، كنوع من الدعم هذه المرة للهجوم الذي تقوده المملكة السعودية على الحوثيين.

وأعلن السيسي بالفعل التزامه بإرسال قوات بحرية وجوية للانضمام للحملة العسكرية قائلا إن القوات الأرضية سترسل عند الضرورة.

دروس قاسية لتجربة اليمن

وسردت «فورين بوليسي» ما تقول إنه «تاريخ بعض الدروس القاسية للتحديات التي قد تعترض طريقهم إلى النصر»، ففي خريف 1962، «كان القائد العسكري المصري صلاح الدين المحرزي يحث رؤساءه في القيادة العليا بأن توقعات حرب سريعة وسهلة في اليمن تبدو بشدة خارج الهدف، ولكن الرئيس ناصر، الذي خاض صراعا شرسا ضد الملك سعود حول قيادة العالم العربي، وجدها فرصة لزرع بذور الثورة في شبه الجزيرة العربية، ولم يكن يرغب في تضييع الوقت».

وقالت إن مسؤولا بارزا بالمخابرات المصرية آنذاك قال إن الحملة العسكرية ستكون بمثابة نزهة، وزعم هذا المسؤول خلال اجتماع مع قادة بارزين بالقوات المسلحة، حينئذ بأن كل ما يلزم لإثارة الفزع في القبائل يتمثل في إرسال حفنة من رجال المظلات المسلحين بمكبرات صوت وألعاب نارية وقنابل الدخان.

ووفقًا للصحيفة، فأن هذا التقييم الاستخباري المصري أرضي «المحرزي» الذي قضى فترة كويلة من خدمته في اليمن على رأس الوفد العسكري المصري بصنعاء، وكان يري أنه لا توجد قوة يمنية قادرة على التصدي لمصر، ولكن رجال القبائل المولعون بالحرب في الشمال، والمسلحون بالسكاكين والبنادق، كانوا أكثر من ند بالنسبة لرجال المشاة المصريين، كما أن الدبابات المصرية كانت عديمة الفائدة في مرتفعات اليمن، بالإضافة إلى عدم فاعلية القوات الجوية المصرية.

كما واجهت القوات المصرية كمائن في كل مكان، وساهم طول المسافة التي تفصل مصر واليمن (1200 ميل) في صعوبة إعادة إمداد القوات المقاتلة وشكل «كابوسا لوجيستيا»، ولاحقا اقترح «المحرزي» ترك الدفاع عن اليمن لليمنيين، وأرسل رؤيته في خطاب لناصر ما أدي لتحديد إقامته بتهمة العصيان.

الغوص في وحل اليمن

تقرير «فورين بوليسي» قال إن «ناصر» لم يستمع إلى النصائح، ودفع المصريون بالكثير من العدة والعتاد إلى اليمن من خلال جسر جوي أنشيء بمساعدة الزعيم السوفيتي «نيكيتا خروتشوف»، وفي البداية جاءت كتيبة من الكوماندوز لحراسة العاصمة صنعاء، ثم سرب من المقاتلين لتوفير الدعم الجوي لهم، ثم كتيبة مدرعة لتأمين المناطق الريفية المحيطة بها.

ولكن لاحقا، صدقت تحذيرات «المحرزي» حيث لم تكن هناك أي قوة قادرة على تأمين الجمهورية، وسُحقت قضية الثوار، وخلال الفترة بين 1963 و1964 انتشر القتال في شمال اليمن، ما استلزم المزيد من القوات المصرية، ومزيد من الغوص في وحل اليمن.

3 عوامل

وساعد على هذا التورط المصري ثلاثة عوامل: (الأول): أن السعوديين كانوا قادريين على إرسال إمدادات إلى رجال الإمام البدر عبر الحدود اليمنية سهلة الاختراق أسرع من قدرة المصريين على اعتراضها.

ولمنع الإمدادات من الوصول إلى أنصار الملكيين، نشر المصريون قوة جوية معتبرة إلى اليمن، وشنوا ضربات جوية على الأراضي السعودية في الشمال، وعلى مستعمرة عدن، ذات السيطرة البريطانية في الجنوب.

أما العامل الثاني فهو أن الطرق الجبلية المتعرجة في اليمن توفر فرصا غير محدودة لنصب كمائن، كما أن جعل شرايين الاتصالات مفتوحة دوما يتطلب نشر قوات معتبرة بالمناطق الريفية المحيطة، والاعتماد على الإنزال الجوي لتوفير إمدادات للبؤر الاستيطانية البعيدة.

ثالثا، كان مجرد الإعلان عن جمهورية على أنقاض إمامة البدر بمثابة صرخة بعيدة عن تأسيس دولة مركزية قادرة على احتواء القوى المندفعة بعيدا عن المركز.

ووفقا لذلك، انحدر جيش من المديرين المصريين صوب اليمن حيث نجحوا في استنساخ دولة مصرية بوليسية أخرى.

ومنذ عام 1964 فصاعدا، سعى «ناصر» إلى طريقة للانسحاب من اليمن، دون أن يؤثر ذلك على سمعته.

وفي عام 1965، ذهب «عبد الناصر» إلى جدة على حساب كبريائه، مبرما اتفاق سلام مع الملك «فيصل»، لكن السلام لم يتحقق، بسبب رفض «الوكلاء» في اليمن بشكل عنيد لعب دور في اتفاق أبرم من خلف ظهورهم، على حسابهم.

ولاحقا، دخل «ناصر» والملك «فيصل» في خصومة مجددا، وسافر الملك «فيصل» إلى طهران عارضا على شاه إيران «اتفاقا إسلاميا» ضد «المصريين الملحدين».

المفارقة تكمن في محاولات السعوديين الراهنة تشكيل «محور سني» مع وجود مصر كحليف وليس كعدو، وذلك صديق قديم صار عدوًا هو إيران، بينما تشير التقديرات إلى ضرورة تجنب تصوير الصراع الحالي في اليمن وفقا لمنظور طائفي.

الدين هو الخيار الملائم

وعودة إلى الستينيات من القرن المنصرم، سعى الملك «فيصل» إلى مصدر شرعية يعينه في منافسته مع «ناصر» قائد القومية العربية صاحب الشعبية الهائلة.

وكان الدين خيارا ملائما، فالسعوديون يفرضون وصايتهم على الأماكن الإسلامية المقدسة، أما اشتراكية «السيسي» ففتحت عليه اتهامات بعدم التقوى، كما أن شاه إيران الحليف الأكثر احتمالا للملك «فيصل» يشارك العاهل السعودي العقيدة الإسلامية، رغم اختلاف المذهب.

وفي ذات السياق، لم تقف الاختلافات الطائفية عائقا في تحالف الرياض مع الشيعة الزيديين أكثر مناهضي التدخل المصري داخل اليمن.

واليوم بالطبع، يناهض السعوديون العديد من ذات القبائل، ليس بسبب مذهبها الشيعي، ولكن لتحالفها مع قوى معادية تهدد بالإخلال بتوازن القوى الإقليمية.

وبينما يدعم الإيرانيون الحوثيين المخلصين للنسخة الزيدية الشيعية، فإن الإيرانيين يدعمون أيضا عناصر سنية في اليمن آثرت التحالف مع الحوثيين، وموالية للرئيس المعزول «علي عبد الله صالح».

من المهم أيضا إدارك أن الماهية الدينية في اليمن أكثر مرونة من أجزاء أخرى في العالم العربي، كما أن الانقسامات بين الضفائر المختلفة للسنة والشيعة أقل حدة من العراق على سبيل المثال.

اعتماد «ناصر» العميق على الاتحاد السوفيتي وصراعه الحاد مع السعودية وبريطانيا وضع توترا متزايدا في علاقته مع الولايات المتحدة، وبينما كانت إدارة «جون كينيدي» ملتزمة بسياسة انفراجية مع «ناصر»، جعل استمرار الصراع في اليمن من تدهور العلاقات أمرا حتميا. وفي ظل إدارة الرئيس «ليندون جونسون» ، توقفت المساعدات الاقتصادية للقاهرة.

«الحرب في اليمن لم تسمم فقط موقف ناصر على المستوى الدولي، بل هددت استقراره محليا»، حبث انتقلت الظروف الاقتصادية المصرية من سيء إلى أسوأ، كما زادت مشاعر الاستياء المحلية إلى مستويات خطيرة، وتصاعدت حدة الانتقادات العربية التي بدأت في النيل من سمعة «ناصر».

وفي عام 1976، دخل ناصر مقامرة لحل كافة هذه المشاكل عبر تحويل أنظار العالم صوب الشمال، حيث زحف بجيشه في صحراء سيناء في وضح النهار، مثيرا أزمة دولية أسفرت عن حرب الأيام الستة مع إسرائيل (يونيو 67)، وكانت النتيجة هزيمة كارثية، أدت إلى انسحاب القوات المصرية من اليمن، وهكذا جعل من إسرائيل خادمة غير متوقعة للنصر السعودي.

ومع إفلاس مصر، أُجبر «ناصر» على الانسحاب من اليمن مقابل تعهدات بمساعدات مالية من الملك «فيصل»، في صفقة أبرمت في أغسطس 1967 في قمة الجامعة العربية بالخرطوم، والتي اشتهرت باللاءات الثلاثة لإسرائيل. وترمز القمة المذكورة إلى تغير ميزان القوة من القاهرة إلى الرياض، حيث باتت الناصرية قوة مستهلكة.

وفي نوفمبر 1967، غادر آخر جندي مصري اليمن، في نهاية لتهديد وجودي جابه المملكة السعودية على مدى جيل.

وعزل الرئيس «عبد الله السلال»، رجل مصر في اليمن، في انقلاب، بمجرد أن غادرت القوات المصرية صنعاء، ولم يبذل خلفاء السلال إلا القليل لتنفيذ الوعود العظيمة للثورة.

وتقول الصحيفة، إذا كان الرئيس «عبد الفتاح السيسي يعلم تاريخه»، فعليه أن يكون مترددا حيال توريط مصر في حرب برية جديدة باليمن، لكن الإغراءات باقتناص هذه الفرصة لاستعادة مكانة مصر التي تضاءلت في المنطقة لابد أنها عظيمة، وهي نفس الإغراءات الذي كان أمام «عبد الناصر» في 1962.

حل وسط

ربما يكون هناك حل وسط، ففي ذلك الوقت، قام عدد من مستشاري «عبد الناصر» الواعين بمناشدته بالاكتفاء بالدعم الجوي واللوجيستي للقوات اليمنية التي كانت تحارب لدعم الجمهورية اليمنية.

 بالتأكيد، هناك سيناريو مماثل يدور في أروقة القاهرة في الوقت الراهن، ومن أجل مصر، يمكننا أن نأمل في أن محرزيين جدد يحققون الانتصار.

وماذا إذا لم يتسن لهم ذلك؟ .. هذه ثلاثة دروس يمكن للقوى المتدخلة في اليمن تعلمها من تجربة مصر السابقة في هذا الصدد.

 الأول: عليهم ألا يتوقعوا دعما كاملا من الولايات المتحدة، فوجهة نظر القوة العظمى دائما ما تكون أكثر تعقيدا من وجهة نظر أي لاعب إقليمي، لكن وجهة نظر هذه الإدارة (الإدارة الأمريكية) حيال الشرق الأوسط تنحرف بشكل حاد عن الرأي السائد في القاهرة والرياض.

فالسعوديون، الذين انضم إليهم الآن خصومهم السابقون «المصريون»، سيبذلون قصارى جهدهم للإشارة إلى حماقة جهود الولايات المتحدة لاسترضاء إيران، بالضبط كما فعلوا في عام 1960 عندما كان خصمهم هو «عبد الناصر».

 وكما هو الحال الآن، من المشكوك فيه أن يسمع أحد (في الولايات المتحدة) لنداءاتهم.

الثاني: القوى المتدخلة سيكون عليها إعداد جيش ضخم إذا كانت تأمل في غزو اليمن والسيطرة عليه، ففي ستينات القرن الماضي، نشرت مصر 70 ألف جندي، وفقدت ما لا يقل عن عشرة آلاف منهم، وليس من قبل المصادفة أن اليمن معروف بـ«مقبرة الأتراك»، حيث كان ذلك بعد أن عانت القوات العثمانية خسائر فادحة إثر محاولتها السيطرة على عمليات تمرد قبلية متكررة خلال القرن التاسع عشر.

 وقد تؤدي القوى المتدخلة في اليمن حاليا بشكل أفضل للحد من أهدافهم، فإذا كانوا مستعدين للقبول باتفاقية لتقسيم السلطة تحفظ مكاسب الحوثيين لكن تحرمهم من الجوائز الإستراتيجية في عدن وباب المندب، فيمكن أن يكتفوا بقوات برية أقل عددا مدعومة بقوة جوية وبحرية.

 الثالث: ليس هناك ولاء دائم في اليمن، فقد تلقى السعوديون مؤخرا رسالة تذكير بهذه الحقيقة عندما أسقطهم رجلهم في اليمن، الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح»، في معقل سيطرة الحوثيين.

وفي المقابل، ليس لدى الحوثيين أي مشكلة في مد أيديهم لـ«صالح»، على الرغم من أن مؤسس حركتهم قتل في عام 2004 من قبل الجيش اليمني بأمر من «صالح »نفسه.

إن الاتجاهات الرامية نحو إلى تفتيت اليمن التي دائما ما تسود في هذا البلد لم تكتسب قوة إلا منذ أن وصل الربيع العربي لصنعاء في عام 2011، فاليمن اليوم بات دولة محطمة، حيث تسود الانتماءات القبلية، ويتم تشكيل التحالفات وحلها بطريقة متلونة.

 إن أي غزو جسور لركوب النمر القبلي في اليمن سيحتاج براعة فائقة للإبحار بين القبائل والدعم المالي غير المنتهي الذي يمطرهم.

يمكن للسعوديين الأثرياء تجنب نوعا من التمرد المضاد الطويل الأمد الذي تعثرت فيه أربع فصائل مصرية في الستينات، فعليهم أن يكونوا قادرين على الاستمرار في جهود الحرب باليمن بالتحديد.

والسؤال اﻷكبر هو: إلى متى يمكن للإيرانيين، بينما لا يزالون تحت عقوبات اقتصادية منهكة، استدامة المنافسة مع الثراء السعودي في العراق وسوريا واليمن؟

الإجابة على هذا السؤال ربما لا يعثر عليها في القاهرة أو صنعاء، لكنها تعتمد بدلا من ذلك على الناتج النهائي للمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

 الأمر مختلف

يبدو أن قرارًا رسميا اتُخذ على مستوي المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية خلال اجتماعهم بالرئيس «عبد الفتاح السيسي» الست الماضي، حسبما ألمح لهذا ضمنا «السيسي» في تصريحات رسمية للتلفزيون المصري، وأكده إعلاميون مقربون من السلطة رسميا.

وبرغم التخوفات والتحذيرات الشعبية من جانب سياسيين وخبراء عسكريين ومثقفين، من الغوص في مستنقع حرب ثانية في اليمن بعد الحرب الأولي عام 1962 التي أدت لمقتل 26 ألف مصري من بين 70 ألفا شاركوا في الحرب، فقد حرص الرئيس «السيسي» في تصريحاته للمصريين على القول إن «تدخل المصريين في اليمن بالستينيات يختلف عن الفترة الحالية»، ليقلق من مخاوف المصريين التي اعترف بوجودها، فيما بدأ إعلاميون مؤيدون للسلطة الترويج لاختلاف التدخل الحالي عن التدخل عام 1962.

حيث أكد «ياسر رزق»، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، المقرب من «السيسي» أن «السيسي» اجتمع بالمجلس العسكري السبت «لاتخاذ قرار بشأن التدخل البري في اليمن حال فشل الضربات الجوية والمساعي الدولية وسيطرة الحوثيين».

وللأسبوع الثاني على التوالي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لقوات موالية للرئيس اليمني السابق، «علي عبد الله صالح»، ومسلحي جماعة «الحوثي» ضمن إطار عملية «عاصفة الحزم»، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لدعوة الرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، بالتدخل عسكرياً لـ«حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية»، دون أن تحقق نجاحا علي الارض.

وكشف «رزق»، خلال مداخلة مع برنامج «الحياة اليوم» على قناة الحياة الخاصة أن «السيسي» أكد خلال خطابه عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن هناك فرقا بين حرب اليمن في الستينيات والآن، لافتا أن الحرب في اليمن الآن من أجل مصلحة الأمن القومي المصري، على عكس حرب الستينيات التي جاءت دعما لثورة اليمن فقط.

وشدد «رزق» أن مصر لن تسمح بسيطرة إيران على باب المندب، وأن الرئيس «السيسي» وجه رسالة مباشرة للرأي العام العربي والمصري بشأن ذلك.

وقال الكاتب الصحفي، «عبد الله السناوي»، المقرب أيضا من السلطة، إنه يتوقع بشكل كبير أن «قرار التدخل البري في اليمن قد اتخذ»، لافتًا إلى اجتماع الرئيس «عبد الفتاح السيسي» مع القوات المسلحة أمس «هو الإجراء الدستوري لإرسال القوات المسلحة للخارج في ظل غياب البرلمان».

وأضاف «السناوي» خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «هنا العاصمة» المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، السبت، أن من يدعم توقعه هو اجتماع رؤساء الأركان في الرياض اليوم، بعد ساعات من اجتماع «السيسي» بالقوات المسلحة.

وأشار إلى بدء عمليات الإنزال لقوات التحالف في اليمن، تمهيدًا للتدخل البري هناك، متابعًا: «مصر تتحرك مع التحالف العربي، وما يقلق السيسي فقط هو تجربة اليمن في فترة الستينات».

وتجنبًا لما حدث للقوات المسلحة في اليمن في فترة الستينات، أكد «السناوي» على وجود خيارين للجيش المصري في حال قرر التدخل البري، أولهما التحرك وفق خطط تحافظ على تكوينات الجيش هناك، والاختيار الآخر هو عدم الدخول في المناطق الجبلية التي تعيق تحركات الجيوش النظامية على الأرض.

«السيسي»: جاهزون وسنتجنب الخسائر

وقال الرئيس «عبد الفتاح السيسي» في تصريحات للصحفيين، عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يضم كبار قادة الجيش، إن «مصر لن تتخلى عن أشقائها في الخليج، وسنقوم بحمايتهم إذا تتطلب الأمر ذلك»، مضيفا أن «مصر تعمل على التحرك في إطار سياسي يٌجنب الجميع الخسائر».

وأشار «السيسي» إلى أن «الأمن القومي العربي لن يُحمى إلا بالدول العربية مجتمعة»، مضيفا أن «مضيق باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي».

وقال «السيسي» إنه شعر بتخوفات من الرأي العام المصري للتدخل في اليمن، مضيفًا: «إحنا هنتخلى عن أشقائنا ولا إيه؟، استقرار اليمن والخليج جزء من أمننا القومي».

وخاطب «السيسي»، في تصريحات للتليفزيون المصري، عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، السبت، المصريين قائلًا: «متنسوش في 3 يوليو مساعدات الدول لينا، والمصريون لو تطلب الأمر أن يساعدوا أشقاءنا فهيساعدوهم من غير تردد، ومش متخيل أن المصري يستطيع أن يتخلى عن شقيقه».

وأردف: «تدخل المصريين في اليمن بالستينيات يختلف عن الفترة الحالية، وتدخلنا في اليمن خضع لحسابات شديدة الدقة، ونحن نسعى أيضًا لحل المشكلة في إطار سياسي، لتجنب أي خسائر ليس لها داعٍ».

لماذا عدل «السيسي» موقفه؟

ولكن لماذا عدل «السيسي» عن موقفه الرافض لإرسال الجيش خارج الحدود، وقوله قبل يومين فقط أن «الجيش المصري للمصريين فقط»؟ ما اعتبره مراقبون رسالة للسعودية برفض التدخل البري معها في اليمن، هل بسبب غضب السعودية أم لضمان الدعم المالي؟

التفسيرات اختلفت بشأن أسباب هذا التراجع السريع من «السيسي» عن تصريحاته، وتشديداته المثيرة عن أهمية حماية أمن الخليج وطمأنة المصريين أن الحرب البرية لن تكون ضارة كما حدث في التدخل الاول عام 1962، تنوعت بين من يرى أنها محاولة لتطيب خاطر الخليجيين، بعد الغضب السعودي والذين باتوا يتشككون في مدى دعم «السيسي» لهم، وما بين من يرى أنها محاولة للإبقاء على الدعم المالي لمصر من دول الخليج وحصد مكاسب كما فعلت مصر حينما تدخلت عام 1991 ونجحت في خفض ديونها قرابة 20 مليار دولار.

وكان «السيسي» قد كرر أكثر من مرة خلال الندوة التثقيفية السادسة التي نظمتها القوات المسلحة في إطار الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، جملة: «الجيش المصري للمصريين» مضيفا: «الجيش هيبقى بس لمصر وأولادها بس، ولو كان الجيش ده بتاع حد غير المصريين، كان هيبقى فيه كلام تاني».

خسائر كبيرة وفقدان مكاسب الضربة الجوية

وحذر أكثر من خبير عسكري ومحلل مصري وأجنبي من أن التدخل البري المصري والعربي في اليمن سوف تكون «عواقبه كارثية» وخسائر وربما فقدان مكاسب عاصفة الحزم الجوية.

حيث أكد اللواء «محمود زاهر»، الخبير الأمني والاستراتيجي المصري، أن «الخسائر البشرية والمادية ستكون كبيرة في حال دخول الجنود المصريين إلى الأراضي اليمنية»، مؤكدا رفضه دخول القوات المسلحة المصرية في حرب برية في اليمن مهما كانت الأسباب حتى ولو كان الغرض تأمين جنوب السعودية من جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وأضاف «زاهر» في تصريح لمراسل وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن: «الدخول في حرب برية من قبل القوات المصرية أو قوات التحالف قد يكون له أثرا سلبيا على نتائج عاصفة الحزم وقد تنقلب الطاولة، وأن مؤيدي عاصفة الحزم من اليمنين قد يصبحون معارضين لها، لأن الدخول البري لن يقبل بسهولة لدى الشعب اليمني مهما كانت الأسباب، هذا بالإضافة إلى الطبيعة الجبلية في اليمن والتي يصعب معها قيام القوات المصرية خاصة بعمليات عسكرية ولدينا تجربة عام 1962 عندما تدخلت مصر بريا في اليمن وخسرت الألاف الأرواح من الجنود، وهذا السيناريو قابل للتكرار».

ولفت إلى أن«الدخول في الحرب البرية ممكن لكن الانتهاء منها معقد للغاية»، مطالبا مصر بألا تسمح بدخول جندي مصري الحدود اليمنية وإذا قررت قيادة «عاصفة الحزم» ذلك فعلى القوات المسلحة المصرية «ألا تدخل الحدود اليمنية وأن تقف في موقف دفاعي على الحدود السعودية لحمايتها».

وقال اللواء «سامح سيف اليزل»، رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، والمقرب من «السيسي» ورئيس قائمة (في حب مصر) الانتخابية التي تدعم «السيسي»، إنه لا يميل إلى تدخل القوات العربية بريًا في اليمن، مشيرًا إلى أن «قرار التدخل البري يحتاج إلى حرص شديد».

وأضاف «اليزل» خلال مداخلة هاتفية لبرنامج (الحياة الآن) المذاع عبر فضائية لحياة، مساء السبت، أن «الوقت الحالي غير مناسب للتدخل البري في اليمن، وأنه يجب الاستمرار في توجيه الضربات الجوية ضد مواقع الحوثيين».

وأكد أن قوات الحوثيين بالتأكيد يسيطرون على وحدات للجيش اليمني، بالإضافة للمساعدات التي يقدمها لهم أنصار الرئيس السابق «علي عبد الله صالح»، مما يصعب عملية الغزو البري قبل السيطرة على كل هذا من خلال الضربات الجوية.

كما ذكرت وكالة «تنسيم» الإيرانية أن الدكتور «محمد البرادعي»، نائب رئيس الجمهورية السابق، حذر الرئيس «عبد الفتاح السيسي» من المشاركة في حرب اليمن ضمن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

وقالت إن «البرادعي» قال: «لقد اتصلت بعبد الفتاح السیسی وحذرته من مؤامرة عالمية لجر مصر لحرب لا ناقة لها بها ولا جمل»، بحسب الوكالة.

وأضاف: «إن عملية عاصفة الحزم لن تحقق أيا من الأهداف التي أطلقت من أجلها، فلا اللجان الثورية ستنسحب من مواقعها ولا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيحكم اليمن من جديد»، حسب التعبير الذي أوردته الوكالة الإيرانية، وهو ما لم تؤكده أي مصادر مصرية محايدة.

بالمقابل قال اللواء «علاء عز الدين»، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة: «إن الهدف من العمليات العسكرية الجوية في اليمن هو إجبار الحوثيين على الجلوس على مائدة المفاوضات، دون القضاء عليهم نهائيًا لأنهم فصيل في المجتمع اليمني».

وأضاف «عز الدين»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «غرفة الأخبار» المُذاع على فضائية «سي بي سي» المصرية الخاصة أن «العمليات البرية في اليمن ليست مستبعدة»، مشيرًا إلى أن «قوات التحالف العربي ستكون مجبرة على التدخل البري في حال فشلت العمليات الجوية في تحقيق أهدافها».

وتابع : «إذا أتت العمليات الجوية بنتائج جيدة فبها ونعم،وإذا لم يحدث فلابد أن ندخل اليمن بالقوات البرية، لأن من غير المسموح أن ننهي عملية قبل تحقيق أهدافها».

عواقب كارثية لـ«فيتنام مصر»

وقال «جريجوري جونسون»، المحلل السياسي الأمريكي، إن التدخل البري في اليمن سيكون خطئا كارثيًا على السعودية ومصر وغيرها من دول التحالف، لافتًا إلى أن الحوثيين جماعة مدربة إلى جانب كونها تقاتل على أرضها.

وشبه «جونسون»، في تصريح لـ«سي إن إن»، تحدي التدخل البري في اليمن بالتحديات التي واجهتها الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، مؤكدا أنها «ستكون شبيهة بما سيكون في اليمن إن لم يكن تحديًا أكبر وأصعب»، مضيفًا أن الحوثيين مدربون جيدًا إلى جانب كونهم يدافعون عن أراضٍ يعرفونها.

كذلك حذرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الحكومة المصرية من التدخل البري باليمن، مؤكدة أنه سيعرضها لمواجهة شرسة مع الحوثيين، كما أنه سيحول اليمن إلى «فيتنام» مصر، على حد وصفها.

وقالت الصحيفة إن التدخل البري لقوات مصرية في اليمن يورطها في صراع طويل الأمد، لأن المعركة على الأرض ستكون شرسة جدًا، مؤكدة أن قوات الحوثيين تمتلك قدرات قتالية عالية.

وأضافت أن مشاركة مصر في حرب اليمن يعيد تجربة الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» باليمن في الستينيات، والتي أرسل خلالها قوات مصرية للحفاظ على النظام الجمهوري مما أسفر عن خسائر مادية وبشرية كبيرة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن مصر ترغب في استعراض قوتها العسكرية أمام العالم، وكونها القوة العربية الوحيدة القادرة على التدخل في الدول العربية التي تعاني من مشكلات عديدة، وهو ما ظهر في القصف المصري لمواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا بعد ذبحهم 21 قبطيًا مصريًا.

وتهدف القوات المصرية، بحسب «واشنطن بوست»، أيضًا إلى منع الحوثيين من الوصول لمضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن مما سيمثل خطرًا عليه.

3  حروب في 3 عقود خارج الحدود

ويشير تاريخ التدخلات العسكرية الخارجية للجيش المصري إلي خوضه 3 حروب في 3 عقود خارج الحدود، في اليمن عام 1962، والحرب الأهلية النيجيرية أغسطس 1967، وحرب الخليج 1991.

ففي عام 1962، تدخلت مصر لحماية «ثورة اليمن»، فيما دعمها الاتحاد السوفيتي، فأرسلت بقوات عسكرية لقتال رجال الإمام المخلوع، وقد شارك في الحرب من مصر قرابة 70 ألف جنديًا، واستمر القتال لسنوات تكبدت فيها مصر خسائر كبيرة في أرواح أبنائها، حيث قتل 26 ألف مصري، بينما تكبدت القوات السعودية التي حاربت بجانب الإمام المخلوع فقط قرابة ألف قتيل، ورغم نجاح القوات الجمهورية في حسم المعارك في الأخير عام 1970، إلا أن مصر كانت أكبر الخاسرين، فقد استنزفت الحرب القوات المصرية والتي كانت من أهم أسباب حدوث نكسة يونيو عام 1967.

وفي نيجيريا أغسطس 1967 وبعد شهرين فقط من الهزيمة أمام الدولة الصهيونية وتدمير الطيران المصري واحتلال سيناء، وبعدما أعلن الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجيريا، الجنرال «أوجوكو»، الانفصال عن الدولة والاستقلال في أخر مايو من نفس العام، وأطلق على الإقليم «جمهورية بيافرا»، واستعانة نيجيريا بـ«عبد الناصر» لنجدتهم.

فرغم الوضع الصعب الذي كانت تعيشه الدولة المصرية، رفض «عبد الناصر» التخلي عن الدولة الإفريقية المستغيثة، كما قيل حينئذ، وأصدر أوامره بالمساعدة عن طريق إرسال طيارين مصريين إلى نيجيريا، فقط بشرط أن يكونوا من الطيارين المتقاعدين، وقد تم ذلك بالفعل، وبعد أيام من الرسالة، وصل وفد الطيارين إلى لاجوس وسط حفاوة من الشعب النيجيري، وسرعان ما أثبتوا كفاءتهم واحتلوا السماء النيجيرية فيما اختفت طائرات «أوجوكو» وانتهت غاراتهم.

ولاحقا نقل الطيارون المصريون المعركة إلى «بيافرا»، فقاموا بقصف المطار الرئيسي للجمهورية الحديثة، فانقطعت المساعدات عن قوات «أوجوكو»، لكن الحرب استمرت، واستمر إمداد نيجيريا بالطيارين المصريين الذين أنشئوا كلية طيران في لاجوس لتدريب النيجيريين، واستمر ضباط سلاح الجو المصري في معركتهم حتى انهزمت قوات «أوجوكو» عام 1970، ورغم مساندة العديد من الدول للدولة النيجيرية بمساعدات كبريطانيا والاتحاد السوفيتي والسودان وتشاد وسوريا والسعودية، إلا أن مصر كانت الوحيدة المشاركة بقوات عسكرية، فيما كانت فرنسا الداعم الأساسي لـ«أوجوكو».

أما في حرب الخليج 1991، فقد قررت مصر المشاركة مع عدة دول ضمن تشكيل تحالف عسكري لمواجهة العراق وتحرير الكويت، وقد أعطيت مهلة حتى منتصف يناير 1991 لتنسحب العراق من الكويت، فلم يحدث، فتدخلت القوات العسكرية المؤلفة من 34 دولة في الأراضي الكويتية، وقد تضمنت هذه القوات فرق من الجيش المصري، وشاركت مصر في «حرب تحرير الكويت» تحت قيادة اللواء أركان حرب «محمد علي بلال»، ثم اللواء «صلاح حلبى»، وكان تعداد المشاركين من الجيش المصري 35 ألف مقاتلًا، تقسمت بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة.

وكان تمركز القوات المصرية في يسار الحدود الكويتية، لحماية يمين القوات الأمريكية، وقامت القوات المصرية بالالتفاف تجاه الحدود بهدف عزل جنوب الكويت عن شمالها، حين كان الاشتباك مع القوات العراقية التي كانت تتوقع أن تكون الهجمة الكاملة من قوات التحالف من الاتجاه الذي أتى منه الجيش المصري فاستعدوا بكامل عتادهم العسكري في هذا الاتجاه، فيما لم يعملوا حسابًا لعملية التطويق التي اتبعها الأمريكان، فكان الاشتباك الأعنف بين القوات العراقية وقوات التحالف مع الجانب المصري.

وقد انهزمت القوات العراقية أخر فبراير 1991، وكان المكسب المصري من المشاركة في تحرير الكويت هو إسقاط بعض ديونها لدى العديد من الدول منها الولايات المتحدة واليابان وقطر، فيما حصلت مصر على منح من دول كالكويت والإمارات وألمانيا والسعودية، بالإضافة إلى الجماعة الأوروبية، بعدما قال الرئيس المصري حينها، «حسني مبارك»، أن خسائر مصر من حرب الخليج وصلت لـ20 مليار دولار.

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي اليمن الجيش المصري عاصفة الحزم

الطريق الضيق للخروج من الحرب الأهلية أو الإقليمية في اليمن

خاص لـ«الخليج الجديد»: مصر لم تشارك في التجهيز لـ«عاصفة الحزم» و«السيسي» أُبلغ بعد بدء العملية

هل شاركت مصر في «عاصفة الحزم» ”مضطرة“؟!

مصر تؤكد مشاركتها في «عاصفة الحزم» وتوجّه قطعا بحرية مقاتلة لتأمين خليج عدن

«فورين بوليسي»: هل تصبح اليمن سوريا ثانية؟

«ديبكا»: قوات مصرية وسعودية تشتبك مع «الحوثيين» في باب المندب

«السيسي» والسعودية .. هل انتهى «شهر العسل»؟

«فورين بوليسي» تحذر من ”فيتنام جديدة“: الحرب في اليمن تسير في طريق خاطيء

المناورة المصرية السعودية… أبعد من الحرب