تحليل من الصحافة العبرية: خامنئي ... ممَ يخاف؟

الاثنين 13 أبريل 2015 07:04 ص

من نصدق؟ الرئيس اوباما الذي يعد «نيويورك تايمز» بأن «في ولايتي لن يكون لإيران سلاح نووي»؟ أم آية الله خامنئي في طهران الذي يعلن: أولا، بدون رفع تام للعقوبات لن يكون اتفاق؛ وثانيا، إيران لن تسمح للمراقبين الاجانب بان يتجولوا عندها على نحو حر بين الاقدام؟ 

حتى 30 يونيو/حزيران سنقرأ ونسمع المزيد من التفاصيل المقلقة. اوباما سيتحدث إلى جمهوره، خامنئي وروحاني سيلعبان دوري «الشرير» و «الطيب» أمام العالم. الاول سيهدد، والثاني سيطلق الوعود. لا يحتاج هذان الرجلان إلى اقناع المواطن الصغير.

فهو شفاف في نظر الحكم، يحلم الاحلام، ولا يعيق. خامنئي غير معني باتفاق يخدم روحاني، الذي يسعى إلى أن يضمن لنفسه منذ الان، بفضل الاتفاق، ولاية رئاسية ثانية. الجمهور المستهدف من الحاكم والرئيس يتركز في آيات الله، مركز القوة الديني، وقادة الحرس الثوري الذين يمسكون بالحكم ويقومون عنه بالاعمال السوداء في سوريا، في لبنان، في العراق وفي اليمن. 

مع أو بدون اتفاق، فان السباق الاقتصادي انطلق على الدرب منذ الان. سجلوا أمامكم اسم الوزير الاكثر طلبا في طهران، بيجان نمدار، الذي يسيطر على حقول النفط. المفاتيح عنده، القرارات في مكتب خامنئي. وتبلغ مكاتب السفر بعدم وجود اماكن شاغرة في الرحلات الجوية من دبي إلى طهران.

ورجال الاعمال واصحاب الشركات الكبرى في اوروبا يبحثون عن رجال ارتباط في امارات الخليج، ليدخلوهم إلى السوق الإيرانية قبل الهجوم الكبير. من ينجح في التسلل، سيجمع المليارات. بسبب العقوبات، انخفض تصدير النفط إلى 700 الف برميل في اليوم. وتغمز إيران لشركات النفط بانها قادرة على انتاج 3 مليون برميل.

وبسبب العقوبات يحتاجون إلى الاجهزة الكهربائية، السيارات والشاحنات، وقطع الغيار للطائرات. على أن يأتي فقط المستثمرون ليطوروا السياحة: طرق، فنادق جديدة، مطاعم ومكاتب سفر. ويعترف اوباما نفسه بانه «سيكون صعبا ابقاء العقوبات، حتى لو لم يتحقق اتفاق». وفي خيال غير منفلت العقال، أرى ايضا رجال أعمال إسرائيليين يرزمون الحقائب. وهم غير ملزمين بان يدخلوا، فهم لا يحتاجون الا إلى ان يزقوا لهم القدم في مدخل الباب الذي فتح. 

منتج كبير من العالم العربي له مكاتب فاخرة في مدينة كبيرة في اوروبا حرص على ابقاء على علاقات تجارية في طهران حتى عندما اغلقت الولايات المتحدة النشاطات البنكية، ويحلم هذا المنتج وشريكه الإسرائيلي الان بقطف الثمار. بعد لحظة من بروز الالغاء التدريجي أو الكامل للعقوبات فانهما سيوقظان شركاءهما في الخليج ويبعثا بهم إلى طهران.

هذا لن يكون بسيطا، فينبغي معرفة كيف تعقد الصفقات في البازار الفارسي. كما ينبغي أيضا معرفة من ينبغي رشوته وماذا سيكون عليه نصيب الحرس الثوري. وتوجد للحرس مكاتب «مصالح» في امارات الخليج، ليجني أرباحا من كل صفقة. 

وأنا اصدق خامنئي بالتأكيد في أنه يفضل مواصلة العقوبات بلا اتفاق على أن يقدم التنازلات. وأنا لا الاحظ لديه حتى أقل بوادر الحماسة. وبالعكس، تطالب إيران بالانهاء التام للعقوبات، وفي نفس الوقت لا تستعد لتغيير حقيقي. ومن شأن وجهها أن يتغير مثل عملية جراحية لدى جراح تجميلي هاوٍ. ففتح البوابات بشكل غير مراقب واغراق السوق بالمستثمرين وبالمليارات من شأنه ان يكلف آيات الله هزة سلطوية. 

إيران تلقي في كل سنة إلى سوق العاطلين عن العمل بالاف الخريجين من الجامعات. وفجأة سيكون لهم عمل. فجأة سيكون لهم مال نقدي. جيل جديد سيسعى إلى محاسبة من قمعوه وخطفوه إلى السجون، حققوا معه بتعذيب عنيف وأعدموه في الساحات. شيء لا يشتعل ولا يلح على خامنئي. من ناحيته، فليركضوا وراءه وليتصببوا عرقا. لديه ما يخسره في ورديته. اذا ما سيخرج الهجوم الاقتصادي على إيران عن السيطرة.

 

  كلمات مفتاحية

إيران القوى الكبرى الاتفاق النووي العقوبات الاقتصادية خامنئي

«إيكونوميست»: الاتفاق النووي الإيراني قد يشعل الصراع السني الشيعي

«رويترز»: المؤسسة الإيرانية تواجه مخاطر إذا فشل الاتفاق النووي

«الجارديان»: إيران تشكك في «ورقة الوقائع» الأمريكية الخاصة بالاتفاق النووي

«فورين بوليسي»: اتفاق إيران النووي يهدد توازن القوة الدقيق في الشرق الأوسط

"نعم" ايرانية للصفقة النووية.. ولا للتطبيع مع "الشيطان الأكبر"

«خامنئي»: أمريكا هي المصدر الحقيقي لتهديد العالم وليست إيران

فيلم وثائقي يكشف «خفايا حياة خامنئي».. وجه آخر من البذخ والرفاهية

«علي مطهري» .. الرجل الذي وقف في وجه «خامنئي»