جزر مارشال تطالب واشنطن بالدفاع عن السفينة المحتجزة والخارجية الأمريكية تهدد باستخدام القوة

الخميس 30 أبريل 2015 08:04 ص

أعلنت الخارجية الأمريكية أمس الأربعاء أن من حق الولايات المتحدة استخدام جميع الوسائل، بما فيها العسكرية لتحرير سفينة ترفع علم جزر المارشال واحتجزتها إيران في مضيق هرمز.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة «ماري هارف» إنه بناء على مبدأ الشراكة (بين الولايات المتحدة وجزر المارشال) فإن للولايات المتحدة كامل الحقوق والمسؤولية عن قضايا الأمن، بما في ذلك إزاء السفن التي ترفع علم جزر المارشال.

وأفادت «هارف» بأن واشنطن تلقت طلبا من سلطات جزر المارشال تطلب فيها المساعدة في تحرير السفينة، دون أن تفيد بما إذا كان الحديث يدور عن تقديم مساعدة عسكرية أم لا.

وأشارت «هارف» إلى أنه بحسب المعلومات الأمريكية، فإن السفينة لا تزال في المياه الإقليمية الإيرانية قرب جزيرة لوراك.

وأكد البيت الأبيض على لسان المتحدث باسمه «جوش إيرنست» مواصلة الإدارة الأمريكية في متابعة الوضع حول احتجاز السفينة من قبل إيران، وذلك من باب تمسك الولايات المتحدة بحرية الملاحة والتجارة.

من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» في كلمة ألقاها في جامعة نيويورك الأربعاء التزام طهران بحرية الملاحة في الخليج، قائلا: «الخليج الفارسي شريان حياتنا.. سنحترم الملاحة الدولية.. بالنسبة لنا فإن حرية الملاحة في الخليج الفارسي أمر محتم»، على حد قوله.

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن هناك حوالي 30 شخصا كانوا على متن سفينة الشحن التي أرغمتها البحرية الإيرانية على التوجه لمرفأ إيراني بينما كانت في مضيق هرمز ولكن لا يوجد أي أمريكي بين الطاقم.

وأكد الكولونيل «ستيف وارن» المتحدث باسم البنتاغون أن القوات الإيرانية صعدت على متن السفينة «مايرسك تيغريس» التي ترفع علم جزر مارشال بينما كانت تتحرك في مياه مضيق هرمز وأنه تم إرسال مدمرة أمريكية لمراقبة الوضع.

وأوضح أن عدة فيالق من بحرية الحرس الثوري الإيراني اقتربت من السفينة «مايرسك» بينما كانت في المياه الإيرانية لإخبار الطاقم بأن السفينة تبحر في المياه الإقليمية الإيرانية ولكن الربان رفض الاستجابة، وعلى الفور أطلقت إحدى السفن الإيرانية طلقات تحذيرية باتجاه سفينة الشحن وتم إرغامها على التوجه لجزيرة لاراك.

وأرسلت سفينة الشحن نداء استغاثة، وعلى الفور، طلبت القيادة المركزية لقوات البحرية الأمريكية من المدمرة «يو اس اس فيرغنت» التحرك بأقصى سرعة ممكنة لأقرب موقع بجوار السفينة، وقال «وارن»: «نحن مستمرون في مراقبة الوضع، مشيرا إلى انه من غير الواضح أين توجد السفينة في الوقت الحاضر».

وتعاملت وزارة الدفاع الأمريكية بحذر بالغ بشأن ما إذا كان هناك أي انتهاك قد حدث في الممرات الملاحية حيث قالت متحدثة باسم البحرية إن جزءا من عمق طريق سفينة الشحن كان في المياه الإقليمية الإيرانية ولكن «وارن» قال بأنها مسألة قانونية معقدة.

وأوضح أن هذا الجزء من مضيق هرمز يقع على ما يبدو في المياه الإقليمية الإيرانية في غضون 12ميلا من الساحل الإيراني ومع ذلك فإنه من المسلم به بأن المنطقة هي ممر ملاحي دولي أو ما يسمى «الممر البريء» ولذلك فان السفن تفترض بان لها الإذن للمرور عبر المضيق بما يتناسب مع قواعد البحر وفقا للمعايير الدولية.

ويساهم الجيش الأمريكي في الدفاع عن جزر مارشال وهو ملزم تلقائيا بالدفاع عن السفينة ولكن وزارة الدفاع قالت بحذر إنها تعمل من خلال هذه المعطيات في الوقت الراهن لأن لديها التزامات معينة مع الجزر ولكنها من غير الواضح من هو الذي يملك السفينة أو طبيعة البضائع.

وقال «بارد لارشان»، الرئيس التنفيذي الدولي لشركة الملكية الفكرية «الباستيل» إن الأمر خطير للغاية إذا تم التأكد من أنه تم تسجيل السفينة في جزر المارشال مضيفا بالنيابة عن حكومة جزر المارشال أن الجمهورية دولة ذات سيادة وأن الولايات المتحدة لديها السلطة الكاملة والمسؤولية عن الأمن والدفاع في جزر مارشال.

وتابع انه سيكون من المثير للاهتمام رؤية طريقة تفاعل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع القضية وما إذا كانت حكومة الولايات المتحدة ستحترم التزامها بموجب المعاهدة.

وقال «جونيور العيني»، القائم بأعمال سفارة جزر مارشال في واشنطن، إن بلاده لا تملك وسيلة أخرى لإنقاذ سفينة الشحن غير مساعدة الولايات المتحدة، مؤكدا أن الولايات المتحدة لديها المسؤولية الأمنية الكاملة على الجزر والدفاع عنها بموجب اتفاقية تم التوقيع عليها في عام 1986.

وإلى ذلك، شدد قائد البحرية التابعة للجيش الإيراني، العميد «حبيب الله سياري»، أن الرد سيكون بالرصاص على أي طلب لتفتيش القدرات الدفاعية والعسكرية التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقال الفريق الأول البحري «حبيب الله سياري»، في تصريح أدلى به أمس الأربعاء، في الإشارة إلى حضور البحرية الإيرانية في المياه الدولية وخليج عدن، أن معظم القوات البحرية التابعة للبلدان الأخرى المتواجدة في خليج عدن تمارس نشاطاتها بإشراف حلف الناتو إلا أن القوات والسفن الحربية لإيران والصين وروسيا تعمل بصورة مستقلة.

وأشار قائد البحرية التابعة للجيش الإيراني إلى أن السبب الرئيسي من وراء الإثارات التي مارستها وسائل الإعلام الغربية والعربية حول إيفاد هذه المجموعة يعود إلى الحملات الإعلامية المناهضة لإيران.

ولفت «سياري» إلى أن تواجد القوة البحرية الإيرانية في خليج عدن ليس شيئا جديدا، وإنما يعود إلى عام 2006 إلا أن وسائل الإعلام الأجنبية تطبل له اليوم بهدف إثارة الأجواء ضد إيران، على حد قوله.

وأوضح قائد البحرية التابعة للجيش الإيراني أنه بسبب نشاطات القرصنة البحرية في خليج عدن طلبت منظمة الملاحة العالمية من إيران منذ ذلك الوقت إيفاد قطعها البحرية لإرساء الأمن في هذه المنطقة، حيث كانت إيران الأولى في إعلان جهوزيتها وإيفاد سفنها الحربية لإرساء الأمن في هذه المنطقة البحرية.

ونفى قائد البحرية الإيرانية إرسال أي أسلحة إلى اليمن وقال إن إيران تتبع القوانين الدولية ولم تدخل في المياه الإقليمية لأي بلد، وكذلك تتم عمليات الملاحقة التي تقوم بها للقراصنة فإن بحريتهم لم تدخل في المياه الإقليمية لبلد آخر رغم امتلاكها الإذن بملاحقتهم في سواحل وموانئ البلدان الأخرى، لكنها لم تفعل ذلك مطلقا وإنما اكتفت بإرغام القراصنة على الفرار والانسحاب من المنطقة.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة إيران باراك أوباما محمد جواد ظريف مضيق هرمز

«ديفينس وان»: استيلاء إيران على سفينة شحن أمريكية أمر غريب ومثير للقلق

البحرية الأمريكية تعزز وجودها قبالة السواحل اليمنية بعد انسحاب سفينة إيرانية

ضبط سفينة إيرانية تحمل أسلحة إلى اليمن في أحد موانئ الصومال

تحرش إيراني بحري بـ«مضيق هرمز» ردا على أمريكي بـ«باب المندب» وآخر سعودي جوي بمطار صنعاء

البحرية الأمريكية تنشر بارجات حربية في مضيق هرمز

إيران تفرج عن السفينة «مايرسك» التابعة لجزر المارشال