كشفت مصادر عراقية رفيعة، في ديوان الرقابة المالية، عن شروع الحكومة العراقية في إجراء تحقيقات موسعة لمعرفة مصير أكثر من 2 مليار دولار، اختفت من الموازنة العراقية، وتحديدا من حسابات مجلس الوزراء في الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013 إلى 8 يوليو/تموز عام 2014، خلال فترة رئاسة «نوري المالكي» للحكومة.
وأكدت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، في تصريحات صحفية، أن «رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، أمر بتشكيل لجنة رفيعة ومنحها صلاحيات التحقيق مع أي مسؤول بالدولة لمعرفة مصير تلك الأموال، ومصادر صرفها وخروجها من الخزينة الاتحادية للدولة»، وفقا لصحيفة «العربي الجديد» اللندنية.
وأضافت المصادر أن المبلغ الإجمالي المختفي يبلغ 2.139 ملياري دولار تحديدا، مشيرة إلى أنه لا توجد مستندات أو أوراق حول أبواب إنفاقها، باستثناء قصاصات ورقية تحمل توقيع «المالكي» مع عبارة «يصرف له مبلغ كذا»، دون تحديد أوجه الصرف.
وأكدت المصادر في تصريحاتها للصحيفة أنه هناك تواطؤا من موظفين بالبنك المركزي ومصرف الرافدين والأمين العام السابق لمجلس الوزراء، «علي العلاق»، حيث كانوا يستقبلون أوامر «المالكي» وينفذونها دون سند قانوني. حيث تحوم الشكوك حول إنفاق «المالكي» تلك الأموال على المليشيات، التي لا تزال تدين له بالولاء، فيما يعتبر صهرا «المالكي» ونجله هما المنسقين الحاليين بين الطرفين، حسب المصدر.
ويأتي الحديث عن فقدان مبلغ جديد من موازنة العراق خلال عهد «المالكي»، تزامنا مع ما تناوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن شراء «المالكي» منزلا فخما في قلب العاصمة الإيرانية طهران، فضلا عن مجمع شقق سكنية مجاور للمقربين منه.
وسجلت الموازنة العراقية، البالغة 105 مليارات دولار هذا العام، أكبر عجز في تاريخ البلاد وصل إلى 21 مليار دولار، بسبب الاضطرابات الأمنية وانخفاض أسعار النفط عالميا، حيث تعتمد إيرادات البلاد بشكل رئيسي على عائدات تصدير النفط. ووفقا للمصدر ذاته فإن التحقيقات الجارية «مهنية بحثية صرفة ولن تُسَيَّس».
بدوره، أكد القيادي بجبهة الحراك الشعبي العراقي، الشيخ «محمد عبد الله»، اختفاء مبالغ ضخمة من موازنة الدولة في آخر ثلاثة أشهر من حكم المالكي، دون أن يحدد قيمتها.
وقال «عبد الله»، لذات الصحيفة، إن «المبلغ اختفى من موازنة الدولة ولا يوجد أي باب لإنفاقه» وأكد أنه من بين الشخصيات، التي تردد اسمها في القضية، رجل أعمال لبناني مقرب من «حزب الله» ويملك مطعما فاخرا في بغداد وعلى علاقة قوية بـ«المالكي»، على حد قوله.