«ديلي تليجراف»: «الأسد» يحتجز رئيس المخابرات لقلقه من انقلابه عليه

الثلاثاء 12 مايو 2015 08:05 ص

كشفت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية أمس الاثنين عن إن رئيس النظام السوري «بشار الأسد» يحتجز رئيس المخابرات السورية «علي مملوك» بعد عزله من منصبه، لشبهة مشاركته في انقلاب عليه ولاتصاله بـ«رفعت الأسد» وتركيا، وخلافه مع «بشار» حول طبيعة التدخلات الإيرانية في سوريا.

وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان: «رئيس جواسيس الأسد محتجز بتهمة القيام بانقلاب»، إن نظام «الأسد» وضع رئيس الاستخبارات تحت الإقامة الجبرية بعد الشك في احتمالات سعيه للقيام بانقلاب ضد النظام، معتبرة أن هذا مؤشر على أن «الأسد» يخسر المعركة، وعلامة على حالة الرعب التي تصيب حكومة دمشق في الوقت الحالي الذي يشهد تقدم للثوار المعارضين.

وقالت الصحيفة البريطانية إن «علي مملوك» كان واحدا من الشخصيات التي لا تزال لديها اتصالات مع «الأسد»، وأنه متهم بإجراء اتصالات مع جماعات المعارضة المسلحة والسياسية التي تقيم في المنفى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر داخل القصر الجمهوري قولها «إن الأسد يكافح من أجل الحفاظ على نظامه والدائرة المغلقة، التي بدأت تتقاتل فيما بينها».

وأشارت إلي أنه حتى قبل اعتقال «مملوك»، ظهر أن شبكة الأجهزة الأمنية، التي اعتمد عليها النظام لمدة أربعة عقود، باتت تعاني من حالة فوضى، حيث مات مدير الأمن السياسي «رستم غزالي» في ظروف غامضة، وعزل مدير الأمن العسكري «رفيق شحادة».

وقالت الصحيفة إن «شحادة» اتهم بضرب «رستم غزالي» ضربا مبرحا، ما أدى إلى نقله إلى المستشفى، حيث دخل في غيبوبة ثم مات في ظروف لم تتضح بعد، وتم عزل «شحادة» لاحقا.

إيران سبب الخلافات

وتنوه «ديلي تليجراف» إلي أن سبب الخلافات داخل أركان النظام السوري هو دور إيران في أحداث سوريا، فطهران هي الحليف الوحيد للنظام في المنطقة، إضافة إلى روسيا، ولكن المسؤولون في الحلقة المقربة من النظام يخشون من تحول السلطة إلى الإيرانيين (الذين يقودون المعارك في سوريا بحسب تقارير للمعارضة).

ويعتقد أن المسؤولين الإيرانيين قد سيطروا على مؤسسات عديدة في الداخل من البنك المركزي إلى القيادة الميدانية في المعارك.

ومع أن الدور الإيراني مهم في تماسك النظام، الذي يواجه انتفاضة وثورة مسلحة طوال السنوات الأربع الماضية، كما تقول الصحيفة، إلا أن تراجع دمشق في وجه تقدم المعارضة في الشمال، وخسارة النظام السيطرة على مدينتي إدلب وجسر الشغور لصالح تحالف المعارضة، جعل رئيس المخابرات «مملوك» للاتصال بالحكومات المعادية للنظام والمسؤولين السابقين في نظام «الأسد الذين انشقوا، بحسب «تليجراف».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز له معرفة بخطط النظام، قوله: «كان مملوك يتصل بالمخابرات التركية من خلال وسطاء، كما استخدم مملوك رجل أعمال من حلب وسيطا للاتصال بعم بشار الأسد رفعت الأسد، الذي يعيش في المنفى منذ خلافه مع شقيقه حافظ الأسد في الثمانينيات من القرن الماضي».

وقد حاول كاتبا التقرير الاتصال بـ«رفعت الأسد»، ولكنه رفض التعليق على تلك التقارير، ولكنه أخبر مصدرا طلب عدم ذكر اسمه بأن هناك اهتماما كبيرا بين الضباط السوريين لعودة رفعت من جديد إلى سوريا.

وتنقل الصحيفة عن مصدر مقرب قوله إن معظم المستشارين في القصر الرئاسي هم من الإيرانيين، وأن الجنرال «مملوك»، لم يكن رضيا عن تخلي سوريا عن سيادتها لإيران، وآمن بضرورة التغيير.

وتقول إن هذا هو موقف «رستم غزالي» أيضا الذي قتل، فهو مثل «مملوك" من عائلة سنية، وكان يعارض السلطة التي باتت تتمتع بها إيران.

«غزالي» كان معارضا بشدة لإيران

ونقل تقرير «ديلي تليجراف» عن «عصام الريس» المتحدث باسم الجبهة الجنوبية، التي تقاتل قرب بلدة غزالي في درعا، قوله «إن المعلومات التي حصلت عليها جماعته تقول إن غزالي كان معارضا بشدة لإيران، وكان يشتكي من الطريقة المهينة التي يتعرض لها هو وزملاؤه، فيما تتم معاملة الإيرانيين مثل الأسياد».

وأضاف «الريس» للصحيفة: «قام شحادة باعتقال عدد من أقارب غزالي؛ لأنهم رفضوا القتال تحت إمرة الإيرانيين، وعندما ذهب (غزالي) إلى دائرة المخابرات للدفاع والإفراج عنهم قام رجال شحادة بضربه، وأن غزالي عانى من إصابة بالغة في الدماغ، حيث قضى أسابيع في المستشفى قبل أن يعلن النظام عن وفاته رسميا في 24 أبريل/نيسان».

وتقول «ديلي تليجراف» إن نظام «الأسد» يعتمد عسكريا واقتصاديا على إيران وفي الشهر الماضي قام مسؤول كبير في النظام بزيارة طهران وكان اللقاء مع المسؤولين الإيرانيين متوترا ومشحونا، حيث كشف مصدر مطلع أن ممثلي النظام قالوا للإيرانيين إنهم يفقدون السيطرة على سوريا، واقترحوا أثناء الحديث التوصل إلى صفقة مع المعارضة.

وتنقل عن «تشارلز ليستر» من «معهد بروكينغز» قوله إن «الإيرانيين غاضبون، ولا يريدون فقدان السيطرة بعد كل هذا الدعم الذي قدموه، وعلى ما يبدو فإن إيران هي التي تقود الآن، وهذا نابع من خوفها على النظام وسقوطه، فهي تحاول بناء جدار صلب حوله».

  كلمات مفتاحية

سوريا نظام الأسد رستم غزالي إيران

«فاينانشيال تايمز»: «رستم غزالة» حمل أسرار النظام السوري معه إلى القبر

إعلام «الأسد» ينفي تدهور صحة اللواء «علي مملوك» ويؤكد: «فبركة إعلامية»

«الحريري»: «رستم غزالة» اتصل بنا مؤخرا وأراد الظهور لإعلان «أمر ما» .. لكنه قتل

جدل حول وفاة رئيس الأمن السياسي السابق في جيش النظام السوري