صوت أعضاء "مجلس العموم" البريطاني، الثلاثاء، برفض خطة معدلة قدمتها رئيسة الحكومة "تيريزا ماي" الخاصة بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في 29 مارس/آذار الجاري.

وقبل التصويت، حثت "ماي" النواب على دعم خطتها، محذرة من أن بريطانيا قد لا تخرج من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق إذا صوتوا بالرفض.

وأضافت أنه تم التوصل لضمانات ملزمة قانونيا من الاتحاد الاوروبي لتمرير اتّفاق "بريكست" في البرلمان البريطاني، وتجنب انسحاب فوضوي للندن من التكتل.

لكن في الأخير، صوت 391 نائبا ضد الخطة، بينما دعمها 242 نائبا.

كان رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر" حض النواب البريطانيين على تأييد اتفاق "بريكست" الذي تم إدخال ضمانات قانونية عليه، مشيرا إلى أن "الخيار واضح؛ إما هذا الاتفاق وإما عدم الخروج، فلنضع نهاية منظّمة لانسحاب المملكة المتحدة".

وعمق الرفض البرلماني البريطاني للاتفاق المعدل، أسوأ أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ عقود، قبل 17 يوما فقط على الموعد المقرر لمغادرة الاتحاد الأوروبي.

كان "مجلس العموم" رفض خطة "ماي" الأولى للخروج، في يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن يعود ويدعم الخطة المعدلة في أواخر فبراير/شباط الماضي؛ ما يجعل قراره الأخير برفضها مثيرا للتساؤلات.

وكان مقررا أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/آذار المقبل، عندما تنتهى المهلة الزمنية التى تبلغ عامين لمفاوضات الانسحاب المفروضة بموجب المادة 50.

وبهذا الرفض، تعقدت الأمور في بريطانيا كثيرا، وباتت حكومة "ماي" مهددة بشكل غير مسبوق، ولا يعرف بعد هل تستطيع لندن انتزاع تأجيل جديد من الاتحاد الأوروبي للتفاوض حول الاتفاقية من جديد، وهو ما يرفضه القادة الأوروبيون، أم سيتم إلغاء "بريكست" من الأساس، أو إعادة الاستفتاء عليه.