أردوغان: لا فرق بين إرهابي نيوزيلندا وتنظيم الدولة

الأربعاء 20 مارس 2019 07:03 ص

فقد 50 بريئا أرواحهم في الهجمات الإرهابية التي وقعت الأسبوع الماضي في كريست تشرش، العشرات من المسلمين الآخرين الذين تجمعوا في المساجد المحلية لأداء صلاة الجمعة نجوا من الهجوم بإصابات.

كانت هناك العديد من التلميحات التاريخية على أسلحة الجريمة وفي البيان الذي نشره الإرهابي المشتبه به على الإنترنت، وكان عدد المرات التي ذكر فيها كلا من تركيا وشخصي، غريبا وجديرا بالنظر فيه بمزيد من التعمق.

في أعقاب هجوم نيوزيلندا، وجدت السلطات التركية أن "برينتون هاريسون تارانت"، المسلح المزعوم، زار تركيا مرتين في عام 2016، وأمضى بعض الوقت في أنحاء مختلفة من البلد، وعلاوة على ذلك تأكدنا أن "تارانت" سافر إلى عدد من الأماكن الأخرى، بما في ذلك المغرب و(إسرائيل) وكرواتيا.

وتواصل الاستخبارات التركية ووكالات إنفاذ القانون، بالتعاون مع نيوزيلندا وآخرين، جهودها لتسليط الضوء على ما حدث، ومنع حدوث هجمات في المستقبل.

حاول مرتكب مذبحة كريست تشرش المزعوم، إضفاء الشرعية على وجهات نظره المنحرفة، من خلال تشويه تاريخ العالم والعقيدة المسيحية، والسعي لزرع بذور الكراهية بين البشر.

وأنا بوصفي زعيما تركيا أكدت مرارا وتكرارا أن الإرهاب لا دين له، أو لغة أو عرق، وأرفض بشكل قاطع أي محاولة للربط بين الهجمات الإرهابية في الأسبوع الماضي مع تعاليم أو أخلاق أو ثوابت المسيحية، وإذا كان هناك ثمة شيء، فما حدث في نيوزيلندا كان المنتج السام للجهل والكراهية.

هذه ليست المرة الأولى، التي يشهد فيه الشعب التركي تشويها صارخا للتاريخ على أيدي الإرهابيين، واستعراض التاريخ من خلال الأيديولوجية المتطرفة، فهناك تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسمي نفسه بذلك، وهو منظمة إرهابية قتلت الآلاف في السنوات الأخيرة وغالبيتهم من المدنيين المسلمين، وقد دعوا أيضا لاستعادة إسطنبول، يشبهون إلى حد كبير مهاجم كريست تشرش، الذي تعهد في بيانه بجعل المدينة تعود مرة أخرى للمسيحية، وقال إنها ستتحرر من مآذنها.

وعلى نحو مماثل تعهد "الدولة الإسلامية" بتدمير جمهورية تركيا، وكان ذلك أحد الأسباب التي دفعت القوات التركية إلى شن حملة صارمة على المجموعات الإرهابية في سوريا.

وفي هذا الصدد، يتعين علينا التأكيد أنه لا فرق على الإطلاق بين القاتل الذي قتل أبرياء في نيوزيلندا وبين من قاموا بأعمال إرهابية في تركيا وفرنسا وإندونيسيا وأماكن أخرى.  

بعد الهجمات التي شنها تنظيم "الدولة"، لم يكن هناك ثمة نقص من قبل السياسيين الغربيين والمعلقين في إلقاء اللوم فيما يتعلق بمعظم الأعمال المؤسفة الإرهابية، على الإسلام والمسلمين، أشخاص آراؤهم متسقة إلى حد كبير مع السيناتور الأسترالي، "فريزر أنينغ".

في الوقت ذاته، اعترضنا على ربط عقيدتنا بالإرهاب، وتعهدنا بعدم السماح بأي محاولة من قبل الإرهابيين لاختطاف ديننا.

لسوء الحظ، قوبلت الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب، والممارسات التي تتعارض مع القيم الليبرالية، بالصمت في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم الغربي.

لا يمكننا السماح بتحمل ذلك مرة أخرى، وإذا كان العالم يريد منع وقوع هجمات مستقبلية مشابهة للتي حدثت في نيوزيلندا، فيجب أن يبدأ بالتأكيد أن ما حدث كان نتاج حملة تشويه منسقة.

غني عن القول، إن الشعب التركي لن يتخلى عن وطنه القديم لأن الإرهابيين يطالبون بذلك، ولن ندع القتلة المخبولين يستهدفون أي مجتمع ديني أو أمة أو جماعة.

فالأتراك ورثة الإمبراطورية العثمانية التي كانت أحد أعضاء أسرة الأمم الأوروبية لسنوات، انضمت تركيا إلى التحالف ضد الإرهاب مباشرة بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/أيلول 2001، وانضمت إلى حلف الناتو قبل أكثر من 60 عاما، ونحن نعتبر أن هدفنا الاستراتيجي هو أن نصبح عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي، وعلى نفس المنوال سنواصل التعاون مع أصدقائنا وحلفائنا في الحرب ضد جميع الجماعات الإرهابية.

في أعقاب مذبحة كريست تشرش، تقع على الغرب مسؤوليات معينة، يجب أن ترفض المجتمعات والحكومات الغربية تطبيع العنصرية، وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا التي تزايدت في السنوات الأخيرة، ومن الأهمية التأكيد أن هذه الأيدولوجيات المنحرفة مثلها مثل معاداة السامية، تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.

وعلاوة على ذلك، يجب أن نسلط الضوء على جميع جوانب ما حدث ونفهم بشكل كامل، كيف أصبح الإرهابي متطرفا وما هي روابطه بالجماعات الإرهابية، لمنع وقوع أي مآس في المستقبل.

وأخيرا، يجب على جميع القادة الغربيين أن يتعلموا من شجاعة وقيادة وصدق رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أردرن" لاحتضان المسلمين الذين يعيشون في بلدانهم.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

تركيا الرئيس التركي مذبحة المسجدين نيوزيلندا الإرهابي الاسترالي إرهاب الدولة العثمانية

قصص من مجزرة نيوزيلندا.. أحلام ساجدين طواها كابوس الإرهاب

تفاصيل جديدة حول عملية إلقاء القبض على سفاح نيوزيلندا

زوج إحدى ضحايا مجزرة نيوزيلندا يسامح الجاني ويدعو له

تركيا ونيوزيلندا: هجوم المسجدين عمل إرهابي صارخ

وزير خارجية نيوزيلندا يشارك باجتماع التعاون الإسلامي بتركيا

شرطة نيوزيلندا تنتهي من تحديد هويات ضحايا مذبحة المسجدين

بالفيديو.. صاحب صورة رافع السبابة بمذبحة نيوزيلندا ليس سعوديا

جنازة رسمية وشعبية لشهداء نيوزيلندا.. دقيقتان صمت ورفع الأذان

دول إسلامية تبحث في إسطنبول تداعيات هجوم نيوزيلندا

شاهد.. مذيعات نيوزيلنديات بالحجاب تضامنا مع ضحايا المذبحة

أردوغان يدعم حملة مرحبا أخي تضامنا مع ضحايا مذبحة نيوزيلندا

أردوغان عن مقتل البغدادي: نقطة تحول في الحرب على الإرهاب