كشفت صحيفة "هيرالد" النيوزيلندية، اليوم الأحد، تفاصيل جديدة عن عملية إلقاء القبض على الإرهابي الأسترالي "برينتون تارانت" منفذ الهجوم على مسجدين بأسلحة نارية بمدينة كرايست تشرش، الذي راح ضحيته 50 قتيلا.

وذكرت الصحيفة أن ضابطي الشرطة اللذين وثقت عدسات الكاميرات لحظة اعتقالهما للجاني وسحبه من سيارته في أعقاب تنفيذه جريمته، كانا قادمين مباشرة من دورة تدريبية حول كيفية التعامل مع المجرمين المسلحين.

وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على تفاصيل حصرية حول كيفية خروج الضابطين إلى الشوارع بعد علمهما بالحادث، وأن هناك مسلحا طليقا في المدينة، وبعد ذلك توقيفه.

الضابطان اللذان وافقت الصحيفة على عدم ذكر أسمائهما، كلاهما مقرا عمله ببلدتين صغيرتين خارج مدينة كرايست تشريش التي جري فيها الحادث.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالشرطة قوله إن الضابطين، سافرا إلى كرايست تشرش لحضور دورة تدريبية، بمستشفى الأميرة مارغريت في ضاحية Cashmere.

وأضاف أن التدريب جرى في طابق مهجور بالمستشفى، وكان يتمحور حول تطهير غرفة والتعامل مع الجناة في حوادث مسلحة، مشيرا إلى أنهما كانا يتدربان في الواقع عندما جاء الاتصال بوجود مجرم مسلح طليق في كرايست تشرش.

وتابع: "كان لديهما سيارات عملهما وبحوزتهما أسلحتهما.. لقد نفذا عملهما بنفسيهما، واستقلا سيارة واحدة، وقررا أن يجوبا أنحاء المدينة، وخمنا ما سيقوم به الجاني، وما يدور بخلده".

وأشار المسؤول الشرطي إلى أنهما بدلا من القيادة عبر حي الأعمال التجارية المركزي، قاما بالتوجه في شارع Brougham، لأنهما خمنا أنه إذا كان يعتزم التوجه إلى مسجد لينوود (المسجد الثاني) فهذا هو الطريق الذي سوف يسلكه.

وذكر أنه بعد لحظات رصدا سيارة مشبوهة، ورأيا شخص يلائم وصف الجاني قادما نحوهما.

ولفت المسؤول إلى أن سيارة الجاني كانت تتمايل في السير بين الحارات بينما تضيء إشارات التحذير (الخطر)، وقد تأكد الضابطان أنها سيارة الجاني.

وقال إنهما بينما كانا يحاولان اللحاق بالجاني ناقشا تكتيكات متابعته وتوقيفه، وقيما عملية المطاردة، حيث كان بإمكان المسلح الإفلات منهما وإطلاق النار على المارة الأبرياء في الشارع.

وأضاف أنه كان عليهما أيضا أن يأخذا في الاعتبار إذا ما كانت ملاحقته ستودي إلى حدوث تصادم قد يكون مميتا، وربما يشمل إصابة عدد من المارة.

وأوضح أنه في نهاية المطاف قررا شل حركة السيارة، من خلال الاصطدام بها بشكل محسوب، حيث صدماها من الجانب الذي كان يقود منه المسلح.

وأكد المسؤول أن المسلح لم يسلم نفسه طواعية للضابطين.

وعلى جانب آخر، ذكرت الصحيفة أنه تأكد حتى الآن وفاة 50 شخصا جراء الحادث، تتراوح أعمارهم ما بين عامين إلى 60 عاما.

وبينت أنه لايزال هناك 34 مصابا في مستشفى كرايست تشريش، 12 منهم في حالة حرجة ويخضعون لرعاية صحية مكثفة، و7 يجرون عمليات جراحية، بينما سيحتاج العديد من المصابين إلى جراحات متعددة.

وأضافت أنه لا تزال هناك فتاة تبلغ من العمر 4 أعوام في حالة حرجة وترقد في مستشفى ستاربشيب في أوكلاند.