قال زوج إحدى ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجد في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، يوم الأحد، إنه لا يحمل أي كراهية تجاه الجاني الذي قتل 50 شخصا وأصاب عشرات آخرين، مشددا أن العفو هو أفضل سبيل للمضي قدما.

جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الأحد، عن "فريد أحمد" (59 عاما)، زوج السيدة "حسينة أحمد" (44 عاما) التي قتلت بينما كانت تحاول إنقاذ المصلين.

وعندما سئل إذا ما كان يسامح مرتكب المجزرة الأسترالي الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض، أجاب الزوج المكلوم: "بالطبع، أفضل شيء هو العفو، والكرم، والمحبة".

وتابع: "سأقول له بأنني أحبه كشخص، وبأن لديه طاقة لكي يكون شخصا صالحا وقادرا على إنقاذ الناس بدلا من القضاء عليهم".

وقال أيضا: "أصلي له ولا أحمل تجاهه أي ضغينة".

وكانت "حسينة أحمد" (44 عاما) من بين 50 شخصا قتلوا في الهجوم على مسجدين 15 مارس/آذار الجاري بينما كانا يكتظان بالمصلين لأداء صلاة الجمعة.

وعندما بدأ إطلاق النار، ساعدت العديد من الأشخاص على الفرار عبر قاعة النساء والأطفال.

وقال الزوج: "كانت تصرخ تعالوا من هنا! أسرعوا! ونقلت الكثير من الأطفال والنساء إلى حديقة مجاورة آمنة".

تابع: "بعدها عادت إلى المسجد للاطمئنان علي؛ لأنني مقعد على كرسي متحرك، وبينما كانت تقترب من الباب قتلها الجاني.. لقد كانت مهتمة بإنقاذ المصلين أكثر من اهتمامها بإنقاذ حياتها".

أضاف الزوج، الذي يقضي حياته على كرسي متحرك بعدما صدمه سائق مخمور في عام 1998، أنه يعتقد أنه نجا من رصاصات الجاني لأن الأخير كان يركز على أهداف أخرى.

وأوضح: "هذا الرجل كان يطلق النار على الشخص الواحد مرتين وربما مرات.. وربما أعطانا هذه الوقت الكافي للخروج من المسجد.. حتى الموتى كان الجاني يطلق النار عليهم مرة أخرى".

وأضاف أنه لم يعثر على زوجته عندما غادر المسجد، وعلم بمقتلها بعد أن شاهد صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرف على صورتها بسهولة عندما عرض له أحد الأشخاص صور الضحايا.

وقال "أحمد" إنه إذا كان بمقدوره الجلوس مع القاتل، فسيشجعه على إعادة التفكير في نظرته العامة للحياة.

وأضاف: "سوف أخبره أنه بداخله، لديه إمكانيات كبيرة ليكون شخصا صالحا، وأن يكون الشخص الذي ينقذ الناس والبشرية، بدلا من تدميرها".

وتابع: "أريده أن يبحث عن السلوك الإيجابي، وآمل وأدعو له أن يكون، مدنيا عظيما، وأنا لا أحمل أي ضغينة تجاهه على الإطلاق".