كان لدي إمام مسجد النور بمدينة "كرايست تشرش" في نيوزيلندا، دقائق ليلقي خطبة الجمعة على نحو 200 من المصلين عندما قام بعضهم بالقفز والصراخ، بعد ما بدا أنه صوت ثلاث طلقات نارية.
وبعد سماع الصوت تساءل الإمام إذا ما كان هذا الصوت نتيجة للعب بعض الشباب، أو ضوضاء مبعثها نظام الصوت بالمسجد.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة هيرالد النيوزيلندية، مع إمام مسجد النور والتي تعد المقابلة الأولي له بعد نجاته من الموت على يد منفذ هجوم المسجدين الجمعة الماضية، والذي أودي بحياة 50 شهيد وعشرات المصابين.
وأضاف إمام المسجد أنه بعد إطلاق رصاصة أخري، صاح رجل جزائري "نعم إطلاق نار" قبل أن يحطم النافدة وفر هاربا من خلالها، ثم تواصل إطلاق الرصاص بكثافة، فيما خفض رأسه واختبأ، من المسلح الذي وصفه بأنه شخص ضئيل الجسد يرتدي خوذة ونظارات وملابس عسكرية ويطلق النار بشكل عشوائي.
وقد ركض المصلين باتجاه الفتحة الكبيرة التي كانت موجودة في زجاج النافذة، وبفضل هذا الفتحة قتل عدد قليل في الجانب الأيمن من المسجد، بينما في الجانب الأيسر، سقط المصلون فوق بعضهم، وتراكموا في مكان واحد، وقف الجاني واستهدفهم بسهوله، وفقا لـ"فودة".
وانتقل المسلح بطريقة ممنهجة عبر المسجد لقتل المصلين، وقال فودت" كلما كان يسمع الجاني صوت يصدر من أي مكان كان يطلق النار نحوه.. وظل يراقب الناس بهدوء ثم يطلق الرصاص عليهم مرة تلو الأخرى.. لم نتمكن حتى من التنفس من الدخان والرصاص الذي كان يتطاير في كل مكان".
وأضاف إمام المسجد "عندما كان ينفذ الرصاص من المسلح، لم نكن متأكدين مما إذا كان غادر المسجد لأنه الصمت كان يخيم على المكان.. كنا نظن أنه كان مختبئا، أو منتظرا ... ولم نتمكن من رؤيته والحمد الله لم يعرف مكان وجودنا".
وتابع "فودة" أن المسلح الإرهابي" عاد مرة أخري، وقام بإطلاق الرصاص. واستهدف الأشخاص الذين خرجوا من مخبأهم لظنهم أنه لن يعود مرة أخري.
وذكر أن القاتل أمطر أكوام الجثث الملقاة على الأرض بالرصاص، مشيرا إلى الكثير من المصلين المصليين اختبأوا في موقف السيارات التابع للمسجد، فيما قفز أخرون من فوق أسوار المسجد.
وقد شاهد المسلح شخصا يحاول الاتصال برقم 111 وأطلق عليه الرصاص، حسبما قال الإمام خلال المقابلة.
وذكر "فودة" أنه اختبأ مع بعض المصلين في الغرفة الرئيسية للمسجد، طوال فترة عملية إطلاق النيران التي خلفت 50 قتيلا.
وقال الإمام إن المسلح لم يعلم أن النساء يختبئون في غرفة منفصلة، لإنقاذ حياتهن. وبعض النساء اللائي حاولن الفرار تعرضن لإطلاق الرصاص من جانب المسلح.
وأكد أنه "لا يصدق أنه لايزال على قيد الحياة بعد الحادث".
وعندما غادر المسلح في النهاية مسجد النور، عاد مرة أخري إلى سيارته، متوجها إلى مسجد "لينوود"، حيث قتل هناك سبعة من المصلين.
وقال "عبداللطيف"، إمام مسجد "لينوود" الذي نجا من الهجوم أن المسجد كان به حوالي 80 مصليا، مشيرا إلى أن الجاني بدأ بإطلاق الرصاص من الخارج، على رجل وزوجته، بينما كان الإمام داخل المسجد.
وأضاف، إمام مسجد لينوود، عندما رأيت القتلى في الخارج، أخبرت إخوانا المسلمين في الداخل من خفض رؤوسهم، والركوع على الأرض، لكن لم يستمع لي أحد، حتى أطلق الجاني صوب رأس أحد الموجدين في المسجد أثناء من خلال النافذة، وأرداه قتيلا، وهنا أدرك الجميع ما أقول ورموا أنفسهم على الأرض.
ووصف إماما المسجدين الجاني بأنه مجرم يستحق أقصي عقوبة يسمح بها القانون النيوزيلندي.