إس- 400 وإف-35.. مرحلة فارقة في العلاقات التركية الأمريكية

السبت 23 مارس 2019 01:03 ص

قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قد توقف قريبا الاستعدادات الخاصة بتسليم مقاتلات إف-35 لتركيا، فيما ستكون أقوى إشارة من جانب واشنطن حتى الآن على أن أنقرة لا يمكن أن تحوز تلك الطائرات المتطورة ونظام الدفاع الصاروخي إس-400 الروسي معا.

وأوضحت "رويترز" في تقرير لها، أن الولايات المتحدة تقترب من مرحلة فارقة في مواجهة مستمرة منذ سنوات مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي، بعدما فشلت حتى الآن في إقناع الرئيس "رجب طيب أردوغان" بأن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية سيقوض أمن المقاتلات إف-35.

وحسب التقرير، قالت القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي "كاتي ويلبارجر": "إس-400 كمبيوتر وإف-35 كمبيوتر. لا يمكنك توصيل جهاز الكمبيوتر الخاص بك بذلك الذي يخص خصمك وهذا بالأساس ما سنفعله".

وعلى الرغم من عدم اتخاذ قرار في هذا الصدد حتى الآن، فقد أكد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن تدرس وقف الخطوات الجارية حاليا لإعداد تركيا للحصول على مقاتلات إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن.

وقالت "ويلبارجر"، "هناك قرارات تصدر باستمرار بشأن الأشياء التي يجري تسليمها، تحسبا لحيازتهم الطائرات في نهاية المطاف".

وتابعت: "إذن هناك أمور كثيرة سارية يمكن إيقافها لكي نبعث بإشارات إليهم (بأننا جادون)". ولم تخض في تفاصيل تلك الخطوات.

بيد أن مسؤولا أمريكيا آخر، قال إن من تلك التدابير أن تبحث الولايات المتحدة عن مواقع بديلة لمستودع للمحركات في تركيا. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وأضاف المسؤول أن البدائل المحتملة ستكون على الأرجح في غرب أوروبا. وبتركيا مستودع لإصلاح محركات إف-35 بمدينة إسكي شهر في غرب البلاد.

ومن جانبه، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال "جوزيف دانفورد"، إنه يأمل في أن تجد واشنطن وسيلة لحل الخلاف مع تركيا بشأن قرارها شراء منظومة إس-400 الروسية للدفاع الصاروخي، لكنه حذر من أن هذا الخلاف يشكل "مسألة شائكة".

وقال "دانفورد" أمام منتدى أمني في واشنطن: "كل من السلطة التنفيذية والتشريعية لحكومتنا تجد صعوبة في القبول بفكرة وجود منظومة إس- 400 بجانب مقاتلاتنا الأكثر تطورا وهي إف-35".

وأوضح مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "بولنت علي رضا" أنه إذا استبعدت تركيا من برنامج المقاتلات إف-35 فسيشكل ذلك أخطر أزمة في العلاقات بين الحليفتين منذ عقود.

والتوتر بين البلدين يتجاوز بالفعل مقاتلات إف-35 حيث يشمل الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واحتجاز موظفين بالقنصلية الأمريكية.

وقال "علي رضا" إن أزمة المقاتلات إف-35 "أحد أعراض وليس أسباب المشكلة بين البلدين".

وعبر العديد من المسؤولين الأمريكيين عن القلق من احتمال ابتعاد تركيا عن مسار حلف شمال الأطلسي، ويرقبون بقلق تحسن العلاقات بين أنقرة وموسكو.

وأقرت "كاتي" بأن وزارة الدفاع الأمريكية تبحث "على نحو شامل" عن بدائل لموردي أجزاء طائرات إف-35 في ضوء الأزمة مع تركيا، بما في ذلك دول أخرى في حلف شمال الأطلسي.

وقالت "من حصافة التخطيط للبرامج... ضمان استقرار سلسلة الإمداد"، دون أن تتكهن باحتمال استبعاد تركيا من البرنامج.

وتسعى واشنطن لإقناع تركيا بشراء نظام باتريوت الدفاعي الأمريكي الصنع من إنتاج شركة ريثيون بدلا من إس-400.

وقال المتحدث باسم البنتاغون "إيريك باهون" إن العرض الأمريكي يشمل إلى جانب نظام باتريوت الدفاعي "تعاونا كبيرا بين الحكومتين في تطوير نظام متقدم".

وفي الوقت الذي تركت فيه تركيا الباب مفتوحا أمام احتمال شراء نظامي إس-400 وباتريوت معا، حذرتها الولايات المتحدة من أنها ستسحب عرض باتريوت ما لم تغير مسارها.

وقد يثير شراء تركيا نظام إس-400 خلافا مع الكونغرس الأمريكي الذي أوقف بالفعل جميع مبيعات الأسلحة لأنقرة لحين البت في صفقة إس-400.

وقالت تركيا عضو الحلف مرارا إنها ملتزمة بشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي رغم تحذيرات الولايات المتحدة بأنه لا يمكن دمج الصواريخ من طراز إس-400 في نظام الدفاع الجوي التابع للحلف.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا تركيا إس-400 مقاتلات إف 35 البنتاغون

رئيس الأركان الأمريكي: الخلاف مع تركيا حول إس-400 شائك

واشنطن: شراء أنقرة نظام إس- 400 مشكلة أمن قومي للناتو

روسيا: صفقة إس-400 مع تركيا تسير بسلاسة رغم تهديدات أمريكا

أردوغان: لا علاقة لصفقة إس-400 بأمن أمريكا أو الناتو

فورين بوليسي: لماذا لا تثق تركيا بالولايات المتحدة الأمريكية؟