أحمد قايد صالح.. رجل بوتفليقة المخلص الذي يدعو لعزله

الثلاثاء 26 مارس 2019 06:03 ص

نحو ربع قرن، عرف فيها بأنه رجل الرئيس الجزائري؛ "عبدالعزيز بوتفليقة" المخلص، وذراعه اليمنى للتخلص من خصومه، إلا أن هذا لم يمنع قائد الجيش الجزائري؛ "أحمد قايد صالح" من المطالبة، اليوم الثلاثاء، بعزل "بوتفليقة" وإعلان شغور منصبه.

فمن هو الرجل الذي يقترب عمره من الثمانين عاما، قضى خلالها 10 سنوات قائدا للقوات البرية في الجيش الجزائري، وسط عاصفة ما عرف بـ"العشرية السوداء"، جعلته يتمسك حتى اليوم بأن معركته الأهم هي "الحرب على الإرهاب"؟

ولد رئيس أركان الجيش الجزائري؛ "أحمد قايد صالح"، في 13 يناير/كانون الثاني عام 1940، بمنطقة عين ياقوت في محافظة باتنة (400 كم شرقي العاصمة). بدأ مسيرته العسكرية جنديا في صفوف جيش التحرير الوطني ضدّ فرنسا عام 1957.

وبحكم هوسه بالمدفعية عيّن من طرف قيادة الثورة الجزائرية قائد كتيبة في الفيالق 29 و21 و39 لجيش التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية.

بعد الاستقلال، أجرى "قايد صالح" دورات تكوينية في الجزائر، ثم في الاتحاد السوفيتي سابقًا لمدة عامين، من سنة 1969-1971، تخرّج منها بشهادة عسكرية من أكاديمية "فيستريل"، ليبدأ رحلة الترقي في المناصب العسكرية داخل الجيش، إلى أن تولى قيادة القوات البرية عام 1994.

ظل "قايد صالح" لمدة 10 سنوات، عرفت بالعشرية السوداء، وكان للقوات البرية دور كبير خلالها في مواجهة العناصر المسلحة، إثر المواجهات التي اندلعت عقب انقلاب الجيش على نتائج انتخابات أسفرت عن فوز "جبهة الإنقاذ الإسلامية".

ورغم استسلام آلاف المسلحين الذين التحقوا بالجماعات المسلحة في التسعينات، وتسليم أسلحتهم وتراجع أعمال العنف في الجزائر إلى حدّ كبيرٍ، لم يتوقف"قايد صالح" عن ترديد أن معركته مع ما يسمى الإرهاب لن تتوقف "حتى تسليم آخر إرهابي لنفسه".

 

مع الرئيس

 

وبعد تولي "بوتفليقة" سنة 1999، ومحاولته لإنهاء عهد جنرالات التسعينات، تمّت ترقية "قايد صالح" قائدًا لأركان الجيش الوطني الشعبي خلفًا، للفريق "محمد العماري" – أحد مهندسي انقلاب الجيش سنة 1992 – يوم 3 أغسطس /آب  2004، ثم قلده رتبة فريق في 5 يوليو/ تموز 2006، فنائبا لوزير الدفاع الوطني الجزائري خلفًا لـ"عبدالمالك قنايزية" في  11 سبتمبر/أيلول 2013 نائبًا، وأعطيت له بعض صلاحيات قيادة المخابرات العسكرية.

ومنذ عام 2004، لا يخلو خطاب لـ"قايد صالح"، من تأكيده أنه يتلقى توجيهاته من "عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني".

وحصل "قايد صالح" على عدة أوسمة، بينها وسام جيش التحرير الوطني، إضافة إلى وسام الجيش الوطني الشعبي، ووسام الاستحقاق العسكري، فضلًا عن وسام الشرف.

ومنذ اعتلال الوضع الصحي لـ "بوتفليقة" في 28 أبريل/نيسان 2013، تحول "قايد صالح" إلى "شخصية محورية" في البلاد، خاصة مع الجدل الذي ثار حول حقيقة علاقته مع "سعيد بوتفليقة" شقيق الرئيس ومستشاره الخاص. حيث تشير تقارير إلى الصراع الخفي بينهما، على خلفية اتهام "السعيد" بأنه يهيمن على قرارات الرئيس الجزائري.

"فليعلم الجميع أنه لا وصاية على الجيش؛ فهو يتلقى توجيهاته من لدن المجاهد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني"، وبهذه الكلمات، رد "قايد صالح" العام الماضي، على دعوات للجيش الجزائري بالتدخل لإنهاء ترشح "بوتفليقة" لعهدة خامسة.

ولكن يبدو أن الحراك الذي تشهده الجزائر مؤخرا، وأسفر عن تراجع "بوتفليقة" عن الترشح للعهدة الخامسة، وتمديد ولايته الرابعة، مع تأكد تدهور وضعه الصحي، ما دفع الجزائريين للاستمرار في احتجاجاتهم مطالبينه بالتنحي، قد خلخل روابط امتدت بين "بوتفليقة" و "قايد صالح" لنحو ربع قرن، ودفعت الأخير إلى المطالبة بعزله.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الجزائر بوتفليقة رئيس أركان الجيش أمير دي زاد وفاء عزل

رئيس الأركان الجزائري يطالب بإعلان شغور منصب الرئاسة

مهندس إصلاحات الجزائر يرفض خلافة بوتفليقة

أكبر حزب إسلامي بالجزائر يعلن مبادرة لحل أزمة الفراغ الدستوري