جهادي بريطاني يستقطب الغربيين إلى سوريا على طريقة شركات السياحة

الأربعاء 20 مايو 2015 10:05 ص

أصدر جهادي بريطاني، أسقط عنه الحكم بكفالة، والذي يزعم أنه فر من بريطانيا للانضمام إلى «الدولة الإسلامية» في سوريا، أصدر مؤخرا كتابا إلكترونيا يبدو أنه بمثابة دليل لاستقطاب المقاتلين الغربيين عبر تحويل الأراضي الخاضعة لسيطرة الجماعات المتطرفة إلى منتجعات فخمة.

الرجل يدعى «أبو رميساء»، أما الوثيقة التي ألفها فجاءت تحت عنوان: «دليل موجز للدولة الإسلامية»، والذي أطلقه يوم الاثنين وجرت مشاركته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تقدم الوثيقة المكونة من 46 صفحة وجهة نظر طوباوية حول الحياة في معاقل «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا تحت عناوين فرعية على شاكلة «الغذاء في دولة الخلافة»، «الطقس»، «النقل»، «التكنولوجيا»، «الشعب» و«التعليم».

هناك العديد من المزاعم الغريبة حول شبكات النقل الخاصة بتنظيم «الدولة الإسلامية». «إن التطور الطبيعي لشبكة النقل في الدولة الإسلامية يجب أن يكون القطارات ثم السفن والطائرات»، ويضيف مؤكدا: «كل شيء مطروح على الطاولة من الترام إلى الحوامات وسفن الفضاء zeppelines».

ويقدم الدليل صورة مغايرة بشكل كبير عن حقيقة الحياة في الأرض التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيث يمكن لتدخين سيجارة واحدة أن يعرضك للجلد وفي بعض الحالات القصوى تصل العقوبة للإعدام. بدلا من ذلك، فإنه يذهب إلى أبعد من ذلك في تقديم جوانب مشتركة للحياة الغربية على أنها متوفرة بسهولة هناك، مثل الشوكولاته الشعبية والشاي والقهوة وحتى «كوكتيلات الفواكه»، رغم أنه قد تم بالفعل الكشف عن الواقع الحقيقي للحياة في ظل نظام «الدولة الإسلامية» المزعج في وثائق وأدلة مترجمة من اللغة العربية.

«شارلي وينتر»، الباحث في مجال مكافحة التطرف في مركز أبحاث وليام، تحدث لصحيفة «الإندبندنت» قائلا إن المنشور يفتقد للعلامة التجارية الرسمية (الشعار) لـ«تنظيم الدولة»، ولا يبدو أنه قد تم إنتاجها من قبل الذراع الإعلامي الخاص بالمجموعة. «إنه أمر يبدو أنه تم القيام به بشكل شخصي، وهي ملاحظة جديرة بالانتباه. ما تم تقديمه لا يعبر عن الخط الرسمي للدولة الإسلامية. يبدو كقطعة من رواية أدبية تحاول تحسين صورة الحياة هناك في أعين الجماهير، ولكنه ضعيف من حيث القيمة الدعائية».

وهذه بعض من المقتطفات الأكثر عبثية من هذا الدليل:

الطعام

يتضمن الكتاب الإلكتروني قائمة من «الأطباق والوجبات الخفيفة الشعبية» التي وضعت بهدف تبديد المخاوف بشأن ما يمكن أن يكون متاحا من الأطعمة لأولئك الذين ينضمون المسلحين. وتشمل الأطباق شيش الكباب الشهي، الفلافل (خيار نباتي العظيم) والشوكولاته «سنيكرز، كيت كات، باونتي، تويكس، كيندر سيربرايس، كادبوري» نعم، لدينا كل شيء.

الناس

يشرع الدليل في وصف مجموعات متنوعة من السكان الذين يعيشون في هذه المناطق من خلال مقارنتها بمدن عالمية مثل لندن، «إذا كنت تعتقد أن لندن أو نيويورك هي مدن عالمية، فعليك الانتظار حتى تطأ قدماك في الدولة الإسلامية، سوف تصرخ من فرط المفاجأة والتنوع»، كما جاء في نص الدليل.

ومن الجدير بالذكر أن الوثيقة بأكملها خلت من أي ذكر للمرأة، التي كشفت الوثائق المدونة باللغة العربية أنها من المتوقع أن تتحصل فقط على الأدوار العادية كأمهات وزوجات، دون أي أمل في الحصول على التعليم أو العمل.

حالة الطقس

يقدم الدليل معلومات عن المناخ في سوريا والعراق بلغة لا تختلف مطلقا عن طريقة تقديم الأماكن السياحية من قبل شركات السياحة في الكتيبات الدعائية للعطلات.

ويرتب الأمر على نفس المنوال على طول الوثيقة، وعود بوسائل الراحة وإعادة الارتباط مع الحياة الغربية، وتقديم دولة الخلافة بشكل أقرب ما يكون إلى كونها منتجع سياحي، ومع ذلك،  فإن الفقرة الأخيرة تأخذ موقفا عدائيا وتهديديا أكثر اتساقا مع الطبيعة الحقيقية للمجموعة.

الفقرة الأخيرة

وقال السيد وينتر أن محاولة استخدام هذا الخطاب للتأثير تبدو عبثية واصفا الوثيقة بأنها مسلية للقراءة.

«تبدو كأنها محاولة لاستخدام مهاراته الخطابية باستخدام أدوات هي بالفعل متوفرة لهذا الجمهور بشكل جيد ولكنه يتعامل معها كما لو أنها جددية وثورية».

وأضاف: الجمهور المستهدف بالوثيقة غير واضح، «ربما تستهدف جمهور المراهقين الشباب الذين سوف ينجذب إلى بعض الأشياء المذكورة في ذلك، ولكن انها رسالة ضعيفة جدا»

الناس المتعاطفين مع برامج «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق يتعرضون بالفعل للكثير من المشاهد التي تبدو خيالية للحياة هناك، والتي تأتي في شكل تقارير صور الجهاديين وهم يخرجون للصيد ، والأطفال الذين يمارسون الغناء، و التي تشكل الجزء الأكبر من الدعاية الصادرة عن «الدولة الإسلامية»، ولكنها فقط لا يتم التركيز عليها.

وأضف: «إذا كنت ضمن دائرة المؤيدين للتنظيم أو المتعاطفين معه يمكنك ببساطة التعرض لذلك النوع من الدعايا دون الحاجة إلى قراءة مثل هذا الكتاب. لا يمكن أن نصنف شيء كهذا على أنه نوع من الدعايا الماكرة الجديدة للدولة الإسلامية».

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية دعاية الدولة الإسلامية إعلام الدولة الإسلامية

محلل شؤون دولية: «الدولة الإسلامية» انتصر في معركته الدعائية داخل الولايات المتحدة

«إيمان البُغا» تتصدر مُوقعي بيان «الدولة الإسلامية» لدعم «البغدادي»

ما بين غلافي مجلة القاعدة «إنسباير»

«الدولة الإسلامية» و«القاعدة» يدربان مقاتليهم على كيفية تجنب المراقبة عبر الإنترنت

خبير أمريكي: هناك تقصير حكومي غربي في التعامل مع أيديولوجية «الدولة الإسلامية»

«فورين بوليسي»: المنضمون لـ«الدولة الإسلامية» أكثر من قتلى غارات التحالف