استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

”عاصفة المدرجات“ تضامنا مع «أبو تريكة»

الخميس 21 مايو 2015 03:05 ص

لا يوجد شخص في مصر لم يسمع بإسم «محمد أبو تريكة» - حتى ولو هبط الآن من المريخ. «القاتل المبتسم» و«الساحر» اثنان من الألقاب التي منحها المعجبون للشخص الذي فاز أربع مرات بلقب أفضل لاعب في أفريقيا. عشرات الآلاف من الأولاد يرتدون القمصان التي تحمل الرقم(22)، الذي رآه «أبو تريكة» محفورا على أحد الأبواب في مكة عندما كان بؤدي فريضة الحج.

«أبو تريكة» هو بطل قومي، ساهم بأموال كثيرة لاهداف الخير، وتمويل رحلات الحج لعائلات ضحايا ثورة كانون ثاني/يناير 2011، ومن بينهم عائلات أفراد من الشرطة والجيش، واعتبر من أولئك الذين يحافظون جدا على جودة الرياضة. ولكن «أبو تريكة» لم يعتاد ان يحتفظ بآرائه، عندما يرى أمام عينة أعمال ظالمة.

فعلى سبيل المثال، فقد رفض مصافحة رئيس المجلس العسكري الأعلى، المشير حسين طنطاوي، عند لقاء هذا الاخير بعد الثورة مع لاعبي النادي الأهلي. وفي العام 2012 رفض أيضا الالتقاء بوزير الرياضة، لانه رأى بأفراد الجيش شركاء في المذبحة التي وقعت بملعب بورسعيد، والتي راح ضحيتها حوالي 72 شخصا. وخلال إحدى المباريات التي شارك فيها رفع قميصه وكشف عن تي شيرت مكتوب عليه عبارة «تعاطفا مع غزة»، وبعد حادثة الرسم الكاريكاتوري للنبي «محمد» [صلى الله عليه وسلم]، لبس «أبو تريكة» قميصا مكتوب عليه «نفديك بحياتنا يا محمد».

«أبو تريكة» لا يخفي تمسكه بالدين، ولكنه ينفي بشكل بات انتماءه للاخوان المسلمين، مع أن احد زعماء الحركة أعلن قبل سنتين أن «أبو تريكة» عضو فيها.

معبود الشعب هذا يسعى النظام لهدمه.

في صيف العام 2013 أطاح المشير عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي، وبعد سنة من ذلك أجريت انتخابات رئاسية، أصبح السيسي بعدها رئيسا للبلاد. وفي نهاية العام 2013، خلع «أبو تريكة» حذائه الرياضي، وتوجه إلى مجال الأعمال. ومنذ ذلك الحين بدأ النظام بملاحقة أعضاء الاخوان المسلمين، وتم اعتقال الآلاف من نشطاء الحركة، والمئات منهم حكموا بالإعدام، تم استبداله بالسجن المؤبد، وتم اعتبار الحركة تنظيم خارج القانون واعتبرت تنظيما إرهابيا. وذروة المعركة هو ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي، عندما قصت المحكمة بفرض عقوبة الإعدام على الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي ينتظر حاليا مصادقة المفتي لتنفيذ الحكم.

ملاحقة الإخوان المسلمين شملت أيضا مصادرة الممتلكات - ممتلكات الحركة وممتلكات كبار المسؤولين - وتجميد الحسابات البنكية والتحقيق حول مصادر تمويل الحركة - وكل ذلك تحت إدارة هيئة حكومية خاصة أقيمت لهذا الغرض. وفي داخل هذه الدوامة علق أيضا «أبو تريكة».

ففي نيسان/ أبريل تم ابلاغه من قبل الهيئة الحكومية أنها تعتزم مصادرة شركة السياحة التي يمتلكها، ولتجميد حساباته البنكية ولفحص ممتلكاته. استأنف «أبو تريكة» على القرار، إلا أنه في الأسبوع الماضي رفضت الهيئة هذا الاستئناف وأعلنت قرارها بشكل نهائي بمصادرة ممتلكاته. ووفقا لادعاءات الهيئة، فإن شركة السياحة «أصحاب تورز»، التي يملكها «أبو تريكة» مع شريك آخر، استخدمت كقناة تمويل الإخوان المسلمين. أحد شركائه السابقين أنس محمد القاضي، معتقل بتهمة تنفيذ وتمويل أعمال إرهابية.

«أبو تريكة» لم يفهم بالضبط من أين جاءته هذه الضربة. ووفقا لأقواله، إنه ليس فقط لا ينتمي للاخوان المسلمين، بل إن القاضي ليس شريكا له منذ ثلاث سنوات، وأنه بالتأكيد لا يدعم الإرهاب. لكن أقواله لم تصل إلى مسامع النظام.

انتشر الخبر كالنار في الهشيم وبدأت حركة احتجاج ضخمة على شبكات التواصل الاجتماعي. مئات الآلاف من المعجبين أعربوا عن دعم «أبو تريكة»، وادعوا أن الحكومة تحاول أن تحاسب هذا البطل القومي بسبب تصرفاته في فترة الثورة وما أعقبها، وليس بسبب اتهام حقيقي حول تورطه بتمويل نشاطات الإخوان المسلمين. «أبو تريكة - خط أحمر» و«أبو تريكة ليس مجرما» هي اثنان فقط من عشرات الحسابات التي تم إنشاؤها على تويتر الأسبوع الماضي وجمعت آلاف المتابعين.

أنصار النظام سارعوا للرد على هذه الحرب ودشنوا هم أيضا حسابات على تويتر والفيسبوك، تحدثوا من خلالها عن دعم «أبو تريكة» للإخوان المسلمين، وعن إساءته لنظام السيسي وعن ميوله الدينية. إلى شعلة الاحتجاج المتقدة هذه أضافت المحكمة، الأسبوع الماضي الزيت على النار، عندما قررت أن جماعات الالتراس من مشجعي فريق الأهلي، فريق «أبو تريكة»، هو منظمة إرهابية وحظرت نشاطاته.

الألتراس، هو تجمع المشجعين المتعصبين لفرق كرة القدم، وكانت تشكل هدفا مشبوها للنظام منذ سنوات، الذي تخوف من تورطها في أعمال سياسية. ففي السابق استخدمت نوادي التشجيع هذه كأداة في ايدي النظام الذي جندها من أجل تنظيم مظاهرات التأييد. لكن في ثورة العام 2011 قاتلوا ضد أجهزة الأمن، وهم الآن يعتبرون مخزنا لداعمي الإخوان المسلمين.

الآن بقي أن ننتظر الخطوة القادمة للنظام في المعركة ضد «أبو تريكة»، فتحطيم صورة معبود الجماهير ليس بالأمر البسيط، وهو من الممكن أن يكون كلعبة «البومرينغ» المرتدة، تحديدا في الوقت الذي يستعد فيه نظام السيسي للانتخابات البرلمانية. 

  كلمات مفتاحية

مصر محمد أبوتريكة السيسي الإخوان المسلمون الألتراس

«المونيتور»: هل يصبح «أبو تريكة» أيقونة ثورة قادمة في مصر؟

لجنة التحفظ على أموال «الإخوان» ترفض تظلم «أبو تريكة».. و«الماجيكو» يرد: ربح البيع

خليجيون يتضامنون مع «أبوتريكة»: «هل بقي شريف في مصر لم يتم ظلمه»؟!

التحفظ على أموال لأبوتريكة يشعل ”انتفاضة إلكترونية“ بمصر

«أبو تريكة» ردا على التحفظ على أمواله: «لن أترك البلد وسأعمل علي رقيها»

«أبو تريكة» يشارك في مباراة خيرية بالمدينة المنورة لدعم أيتام العالم

«أبو تريكة» يعرض سيارته للبيع بعد التحفظ على أمواله من قبل السلطات المصرية

«أبو تريكة»: أوصيت أن يدفن معي تي شيرت (تعاطفا مع غزة)