متابعات - الخليج الجديد

قررت مديرية الشؤون الصحية في محافظة الأحساء تغريم تسع ممرضات، مبلغ 90 ألف ريال، إثر امتناعهن عن العمل في قسم الرجال بأحد المستشفيات المخصصة لرعاية العجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.

واعتبرت «صحة الأحساء» امتناع الممرضات عن العمل الذي استمر لأشهر، «مخالفة» لأنظمة وزارة الصحة في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية للمرضى، وأيضا «مخالفة» لأنظمة وزارة الخدمة المدنية المتعلقة بالواجب الوظيفي، غير أن المديرية أتاحت للممرضات «التظلم» على قراراتها أمام ديوان المظالم (المحكمة الإدارية) خلال 60 يوماً من صدور القرارات.

كما قررت «صحة الأحساء» خصم رواتب الممرضات طوال الفترة التي امتنعن فيها عن العمل. بينما عللت الممرضات اللاتي يعملن في مستشفى «حسن العفالق» للرعاية التأهيلية، امتناعهن عن العمل برفضهن لما يحدث من «الكشف عن عورة الرجال» أمامهن، وهو ما يتم أثناء تحميم المرضى، استناداً إلى فتاوى صدرت من عدد من المشايخ، بينهم هيئة كبار العلماء.

كما شكلت  «صحة الأحساء» لجنة تحقيق في الواقعة، مكونة من قياديين بارزين في المديرية، خلصت إلى أن الممرضات التسع «خالفن الأنظمة». وذكرت اللجنة في تقريرها أن «فنيات التمريض أخطأن برفضهن تقديم الخدمة التمريضية المكلفات بها للمرضى، والتي هي من صميم عمل التمريض، خصوصاً المهام التمريضية التي لا تستدعي الاطلاع على العورة، مثل إعطاء الغذاء والدواء وأخذ العلامات الحيوية، مثل النبض والضغط ودرجة الحرارة والتقويم التمريضي للمريض، وتغيير وضعياته على السرير وعمل الغيارات لهم، ووجودهن بالقسم بعد التوقيع بالحضور».

يذكر أن الشيخ «سليمان الدويش» كان قد علق من قبل على إحالة «صحة الأحساء» ممرضات للتحقيق على خلفية رفضهن العمل في قسم تنويم الرجال، إن وزارة الصحة وقعت في خطأين: الأول أنها لم توظف ممرضين ليقوموا بوظيفة تمريض الرجال، والثاني أنها وضعت النساء في أعمال ليست لائقة بهنّ.

وأشار الشيخ الدويش إلى أن فتوى هيئة كبار العلماء أكدت عدم جواز إطلاع الممرضة على عورة الرجال إلا إذا اضطر إليها بأن لم يوجد في المستشفى غيرها من الرجال، ويجب عدم التساهل في هذا الأمر.

وأضاف الشيخ الدويش: «قد يتحجج البعض بأن هذا عمل إنساني وينبغي ألا ينظر في هذا الجانب نظرة جنسية، وهذا تحايل على الشريعة والتفاف على النصوص».