استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«حزب الله» يغير وجهه .. حرب الوجود لـ«نصر الله»

الجمعة 29 مايو 2015 04:05 ص

أصبحت مدينة عرسال في شرق لبنان، على الحدود السورية، في السنة الأخيرة سجنا لنحو 40 ألف مواطن لبناني وعدد آخر كهذا من اللاجئين السوريين الذين فروا إليها من المعارك في بلادهم.

هذه المدينة الشهيرة بصناعة السجاد محوطة الآن من كل جوانبها بالقوات العسكرية. في الغرب يطل عليها جيش لبنان، أما في الشرق، فتتواجد قوات الميليشيات السورية، بما فيها «جبهة النصرة» المتفرعة عن القاعدة وقوات داعش. عرسال، التي معظم سكانها من السنة كانت على مدى المعارك في سوريا مركزا لوجستيا هاما للثوار، ولا سيما  للجيش السوري الحر، الذي أقام فيها مستشفى طوارىء لجرحاه. كما كانت عرسال المنطقة اللبنانية الوحيدة التي اصطدم فيها الجيش اللبناني بقوات الثوار السوريين، في أغسطس/آب الماضي. وبعد معارك عنيدة أسر فيها نحو 25 جنديا لبنانيا، انسحبت الميليشيات الى اطراف المدينة، ولكنها لا تزال تحاصرها. وفي الأيام الأخيرة أصبحت عرسال مركزا لخلاف حاد داخل لبنان، بين حزب الله والجيش اللبناني وسكان المدينة.

هدد زعيم حزب الله، حسن نصرالله هذا الاسبوع من انه إذا لم يحرر الجيش اللبناني عرسال، فإن منظمته ستفعل ذلك.  وتحذر كتلة المستقبل بقيادة «سعد الحريري»، خصم «نصرالله»، وبعض من أعضاء الحكومة، «نصرالله» من العمل في عرسال وذلك لان الدفاع عن الاراضي اللبنانية هو من مسؤولية الجيش. ولكن هذا ليس خلافا على الصلاحيات بل تعبير عن الخوف من آثار دخول حزب الله الى المدينة على الوضع في لبنان.

إن احتلال حزب الله لمدينة سنية من شأنه ان يشعل من جديد حربا طائفية داخل لبنان المنشق بين المؤيدين لتدخل حزب الله في الحرب في سوريا وبين من يتهمون المنظمة باستيراد الحرب الى داخل الاراضي اللبنانية. والتعبير عن هذا الخلاف هو تراشق الكلام القاسي بين وزير العدل أشرف الريفي، رجل كتلة المستقبل، وبين مندوب حزب الله محمد رعد، والذي اقتبسته بتوسع وسائل الاعلام اللبنانية.

«نحن نعرف جيدا الجرائم التي ارتكبها حزبه، داخل لبنان او خارجه»، اتهم الريفي «رعد»، «انا واثق انك ستحاسب على كل جريمة ارتكبتها وتلك التي سترتكبها». اما رعد فلم يصمت. «الريفي يريد أن يدمر ما يسميه الدولة التي اقامها حزب الله بينما في نفس الوقت اقام دولته الصغيرة في مدينة طرابلس». طرابلس، التي جاء منها الريفي، هي مدينة سنية في معظمها مع تجمع كبير من اللاجئين السنة والمواطنين المعارضين لحزب الله.

إن الضغوط اللبنانية الداخلية التي يتعرض لها حزب الله تضاف الى الخسائر التي يصاب بها في المعارك في جبال القلمون، على الحدود السورية اللبنانية، من جانب جيش الفتح الذي تتجمع فيه مجموعة من الميليشيات بما فيها جبهة النصرة. وحسب تقارير تصل من ايران، فثمة هناك عدم رضى من الشكل الذي يدير فيه نصرالله المعركة العسكرية ومن انه لا يمكنه أن يخرج من مخبئه لزيارة القوات التي تقاتل ورفع معنوياتها. وحسب تلك التقارير، فقد طرحت فكرة استبداله بقائد آخر وتعيينه «موجه أعلى» لحزب الله ولكن دون صلاحيات قيادة في الميدان. بل ان ايران جمدت سلسلة تعيينات اراد نصرالله القيام بها في القيادة في جنوب لبنان وفي منطقة بعلبك في شرق لبنان الى أن يتفق على التعيينات الجديدة في قيادة المنظمة.

الى جانب هذا الخلاف اندلع خلاف داخلي بين «نصرالله» وبين نائبه «نعيم قاسم» الذي يرى نفسه مرشحا لخلافة نصر الله – وهذا ايضا على خلفية التعيينات في المنظمة. من الصعب حصر عدد قتلى المنظمة في المعارك في سوريا: تتراوح التقديرات بين بضع مئات ونحو 3 الاف قتيل ونحو 4 الاف جريح. يبدو أن الارقام الكبرى اقرب الى الحقيقة، وذلك لان نصرالله يحاول مؤخرا تجنيد مقاتلين من كل من يتيسر. وهكذا، مثلا، فقد أقام في الاونة الاخيرة كتيبة مسيحية في المنظمة، يمولها ويسلحها؛ ويحاول تجنيد فلسطينيين من مخيمات اللاجئين للحرب في سوريا، مقابل 400 دولار في الشهر، وشباب شيعة ليسوا اعضاء في المنظمة.

وفي نفس الوقت تروي التقارير عن ضعف الانضباط في صفوف مقاتلي حزب الله، عن سرقة السلاح من مخازن المنظمة وبيعه، عن تحويل مكثف للاموال الى بنوك في اوروبا وعن نية المنظمة استيضاح مصير المساعدة المالية الهائلة التي حولت الى المنظمة. في خطاب القاه نصرالله هذا الاسبوع، بمناسبة يوم تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، أوضح بأن «التهديد علينا هو تهديد وجودي. امامنا ثلاثة خيارات. توسيع القتال والقتال اكثر مما قاتلنا في السنوات الاربعة الماضية؛ الاستسلام والذبح؛ او التوزع في دول العالم مهانين وننتقل من نكبة الى نكبة». ومع انه قال انه لا يدعو حاليا الى التجنيد العام، ولكن مثل هذه الدعوة كفيلة بان تأتي قريبا.

لا تؤثر اقوال نصرالله اليائسة على قسم كبير من اللبنانيين، بمن فيهم الكثير من الشيعة، الذين يخشون من أن تدخل حزب الله في سوريا سيجعل لبنان ميدان معركة. ما أغضب الشيعة ممن لا يؤيدونه كان ايضا الاهانة التي وجهها للزعماء الشيعة الذين يعارضون التدخل في سوريا. فقد وصف هؤلاء على لسانه بانهم «شيعة السفارة الامريكية» و«الخونة»، التلميح بانهم يخدمون المصلحة الامريكية وليس المصلحة الوطنية. بعد وقت قصير من خطاب نصرالله فتح حساب تويتر شعبي ساخر تحت عنوان «إلى الامام نحو التجنيد العام»، غرد فيه مئات اللبنانيين عن نفورهم من دعوة نصرالله. وفي رسم نشر في الحساب يشبه نصرالله بعازف ناي يسير نحو البحر وفي اعقابه جراد في شكل جنوده، في الطريق الى موتهم غرقا.

بالنسبة لـ«نصرالله» هذه بالفعل حرب وجودية. فاذا سقط الاسد، ستنتقل سوريا الى سيطرة ميليشيات الثوار والتوقع هو ان في هذه الحالة ستقع في سوريا حرب أهلية متعددة الاطراف، مثل الحرب التي اندلعت في افغانستان بعد انتهاء الاحتلال السوفييتي. ولكن حتى ولو بالمعجزة وجد حل سياسي للنظام في سوريا، فلا خلاف في أنه سينصب نظاما جديدا يحاسب كل من تعاون مع الاسد، مثلما حصل في العراق بعد سقوط صدام حسين، وحزب الله سيبقى في حينه منقطعا دون ظهر عسكري ولوجستي. هذا هو التوقع الذي تخافه ايران. وفي قيادتها يجري الان جدا في مسألة استمرار الدعم للاسد. علنيا، ايران لم تغير سياستها وهي ستواصل منح النظام السوري المزيد من خطوط الائتمان التي تبقيه فوق سطح الماء. ولكن الاتفاق النووي مع ايران قد يحدث تغييرا في هذه السياسة، باتجاه انقاذ مكانتها ونفوذها في سوريا. ايران كفيلة بان تتنازل عن الاسد كي تضمن الا يتنكر لها كل نظام يقوم في سوريا والا يقطعها عن سوريا وعن لبنان.

كما أن إيران تفحص بتخوف الحلف الجديد بين السعودية وتركيا والذي يستهدف إسقاط «الأسد» الى جانب الصراع ضد داعش. هذا الحلف يبث منذ الان ريح اسناد قوية في اوساط الثوار، الذين ابدوا في الايام الاخيرة قدرة عسكرية مثيرة للانطباع في عدة جبهات. ايران، التي بعثت بالمدربين وبالمال الى الميليشيات الشيعية العاملة في العراق ضد داعش، وهكذا نصبت نفسها كحليف غير رسمي للولايات المتحدة والدول الاوروبية سيتعين عليها بعد التوقيع على الاتفاق ان تتخذ قرارات استراتيجية دراماتيكية. وهذه كفيلة بان تأتي على حساب حزب الله، اذا لم تنجح المنظمة في أن تثبت في الزمن القريب القادم بانها قادرة على أن تساعد الاسد في السيطرة على دولته أو على الاقل ان يقضي على الثوار في المناطق التي احتلوها. وهذا بالضبط ما خشاه سكان عرسال وباقي مواطني لبنان.

  كلمات مفتاحية

حزب الله حرب الوجود نصر الله طهران قيادة نصرالله سوريا استبدال نصر الله لبنان

«الجولاني»: معركة الحسم في دمشق و«حزب الله» سيزول مع سقوط «الأسد»

«نصر الله»: متواجدون في أماكن كثيرة في سوريا ومستعدون لتعزيز انتشارنا دعما لـ«الأسد»

250 قتيلا لـ«حزب الله» في القلمون بينهم 9 قادة و«نصر الله» طلب تدخل الجيش اللبناني

«ديبكا»: «القلمون» معركة حياة أو موت لـ«بشار» و«نصر الله» و«سليماني»

تململ داخل الشيعة اللبنانيين بعد هجوم «نصر الله» الجديد على السعودية

«هآرتس»: إيران تدرس استبدال «نصر الله» وسحب صلاحياته الميدانية

رئيس الموساد السابق: «حزب الله» يساهم يوميا في تعزيز أمن (إسرائيل)

حزب الشعوب الديمقراطي يشيد بوقوف «حزب الله» في وجه «الإمبريالية»

شيعة لبنانيون ينظمون وقفة لرفض تدخل «حزب الله» في سوريا

منشد «حزب الله» اللبناني «علي بركات» لـ«نصر الله»: «زهقنا وملينا»

لقاء «ظريف» ينفي ضمنيا سفر «نصرالله» إلى إيران للعلاج من السرطان

«نصر الله» يتهم السعودية بـ«استباحة» دماء اليمنيين و«قمع» البحرينيين

«ميدل إيست بريفنغ»: انهيار داخل «حزب الله» لتورطه في دعم «الأسد»

أول أمين عام لـ«حزب الله»: خيارات الحزب تشوه حال ومستقبل الشيعة في لبنان

مصادر: ‏⁧المحكمة الدولية تضم «⁧‫نصر الله‬⁩» لمتهمي قضية «الحريري»