تقدير إسرائيلي: السعودية والإمارات أخفقتا في وقف الربيع العربي

الاثنين 6 مايو 2019 04:05 ص

"الصراع على المستقبل في العالم العربي، الذي تفجر عام 2011 لم يحسم بعد".. قدم "جيمس دوسري"، الباحث بمركز بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية"، هذه الخلاصة في تقدير موقف استراتيجي بشأن الانتفاضتين الشعبيتين في الجزائر والسودان.

واعتبر "دوسري" أن الموارد الكبيرة والجهود الهائلة التي استثمرتها السعودية والإمارات في دعم النظم القديمة والنخب العسكرية لم تفلح في وقف التحولات التي بدأت مع اندلاع الثورات العربية في عام 2011.

وأضاف أن الهبات الشعبية المطالبة بالتحول الديموقراطي اكتسبت وعيا جديدا يقضي بعدم الثقة كليا بالمؤسسات العسكرية، مشيرا إلى أن مظاهرات السودان دللت على ذلك برفض التنازل عن التظاهر في الشارع حتى تتم الاستجابة لمطالبهم بالكامل، وبرفض ترديد شعار "الشعب والجيش يد واحدة".

وذكر أن انتفاضتي السودان والجزائر "دخلتا حاليا الدائرة الحرجة، على اعتبار أن القيادات العسكرية في البلدين باتت تخشى أن تتم محاسبتها على سنين طويلة من الفساد وسوء إدارة الموارد العامة والقمع".

وأوضح أن النجاح الأولي للانتفاضتين، والمتمثل في التخلص من رأس النظام، أفضى إلى المرحلة الصعبة من المواجهة بين الشارع والقيادات العسكرية في البلدين، والتي ترتبط بعلاقات وثيقة بكل من السعودية والإمارات.

وأشار إلى أن ما يدلل على طابع العلاقة بين الرياض وأبوظبي بالقيادات العسكرية في السودان أن رئيس المجلس العسكري "عبدالفتاح البرهان" أثنى على "العلاقات الخاصة" التي تربط العسكر بكل من السعودية والإمارات.

ضبط سعودي

وبحسب المركز، التابع لجامعة "بارإيلان" الإسرائيلية، فإن نظام الحكم السعودي يضبط تدخله في الشأن السوداني لضمان عدم نجاح عملية التحول الديمقراطي التي تفضي إلى تحول هذه الدولة إلى رمز لسيادة الإرادة الشعبية ولهزيمة الاستبداد.

وباتت القيادات العسكرية في كل من الجزائر والسودان تعي أن قواعد اللعبة التي اعتادت عليها لم تعد قادرة على توفير النتائج المطلوبة، بحسب "دوسري" الذي أشار إلى أن "المتظاهرين والقيادات العسكرية عاجزون عن إدارة الأمور في المنعطف الذي علقوا فيه حاليا".

وبحسب التقدير الإسرائيلي، فإن لدى العسكر وداعميهم رغبة كبيرة في إفشال أي مسار يقود إلى سيادة الإرادة الشعبية في العالم العربي، مشددا على أن الدعم الذي يحظى به الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" في ليبيا من بعض الدول الخليجية ونظام "عبدالفتاح السيسي" في مصر يدلل على طابع الصراع القائم في العالم العربي.

فعلى الرغم من الانقلاب الذي قاده "عبدالفتاح السيسي" في مصر، والذي أحبط التحولات التي جاءت بها ثورة 25 يناير، إلا أن الرغبة في التغيير بمصر لا تزال قوية، بحسب التقدير، الذي أورد أن النظام المصري "عاجز عن قمع النقد الواسع ضد تمرير التعديلات الدستورية، التي تضمن إطالة حكم الرئيس".

وشدد "دوسري" على أن عملية التحول السياسي التي تشق طريقها في العالم العربي لا تزال في بدايتها، لافتا إلى أن تواصل "الحرب الأهلية المدمرة" في سوريا لم يؤثر على الدافعية التي تحرك الشعوب نحو التغيير.

وخلص الباحث الإسرائيلي إلى استنتاج مفاده أن مصير المواجهة بين قوى التغيير في العالم العربي والنظم القديمة والعسكر المدعومين من السعودية والإمارات يتوقف على قدرة الطرفين على الصمود، مشيرا إلى أن المتظاهرين في العالم العربي باتوا يعون أن الرهان على العسكر يمثل وصفة للهزيمة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فايننشال تايمز: ترامب وبوتين يقودان محور الاستبداد السني الشيعي

حصاد 2019.. موجة الثورات العربية الثانية قيد التشكل

وزير سعودي سابق يوضح كيف تعاملت المملكة مع ثورات الربيع العربي.. ماذا قال؟