تعتزم اللجنة الخاصة بدفن ضحايا الدمام الأربعة الذين سقطوا خلال تفجير مسجد العنود بالدمام الجمعة الماضية، تعتزم تشييعهم غدا الأربعاء من مدينة في مدينة سيهات، ثم يتم نقل الشهداء إلى مثواهم الأخير في «مقبرة الشهداء» الجديدة بجوار بلدة الجش في محافظة القطيف.

وأوضحت اللجنة بأن مسار التشييع التفصيلي تم رسمه، حيث سيتم تشييعهم في تمام الرابعة عصرا انطلاقا من ساحة الوفاء بجوار مجلس سيهات الأهلي، وصولا إلى بوابة مقبرة سيهات، وبعد الوصول لتلك النقطة والانتهاء من مراسم التشييع سيتم تهيئة سيارات خاصة لنقل جثامين الشهداء إلى المقبرة الجديدة في محافظة القطيف.

وأكد الشيخ «علي الناصر» أن «المقبرة تم ترخيصها ومنحنا الأذن بالدفن فيها، وسيتم افتتاحها بأجساد الشهداء، وهم المرسم الذي ينشر البركات على المقبرة وعلى ما تحويه من المؤمنين».

وأشار إلى أن الحدث تاريخي وكل ما يرتبط به تاريخي، وهو ما جعلهم يطلقون على المقبرة اسم «مقبرة الشهداء»، مضيفا أن «المقبرة للمسلمين وهي خاصة بأبناء الطائفة الشيعية».

من جانبها، قامت الجهات المختصة بجهود كبيرة في التقاط أشلاء الضحايا من موقع الانفجار الذي وصف بـ«الشديد جدا»، وهو ما أخر تشييع الجنازات، وبخاصة أن أحد الضحايا لم يبق له أثر، حيث تشير التقارير إلى أن الانتحاري فجر نفسه وهو فوقه بعد أن أمسكه.

وذكر مسؤول الشؤون القانونية في لجنة التشييع «خالد النزر» أن أشلاء الضحايا تناثرت مسافة تراوح بين 150 و250 متراً من موقع الجريمة. وقال إن العدد النهائي للمصابين بلغ 3 أشخاص غادروا المستشفى في حال مستقرة، وإن 19 سيارة تضررت جراء التفجير، علاوة على أضرار مادية متفرقة.

تعازي ملكية

من جهة أخري، ونقل أمير المنطقة الشرقية «سعود بن نايف بن عبدالعزيز» تعازي خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وولي ولي العهد، أمس إلى ذوي الضحايا الأربعة، «عبدالجليل جمعة طاهر الأربش، ومحمد جمعة طاهر الأربش، وهادي راضي سليمان الهاشم، ومحمد حسن علي العيسى» وذلك في مجلس العزاء بحي العنود.

وقال الأمير مخاطبا أسرهم: «هذه الحادثة لن تزيدنا إلا لحمة وتماسكاً، ولن تؤثر في حياتنا شيئاً، ولحمة هذا الصف ونسيجه الذي تكّون منذ مئات السنين بشكل طبيعي لن تؤثر فيه مثل هذه الحوادث الجبانة. ولم ولن تكون هناك تفرقة بين أحد من أفراد هذا الوطن، فالجميع يعيش على قلب رجل واحد، ويد وحدة تحت مظلة قيادتنا الحكيمة».

وأضاف: «هذه الزمرة التي قامت بالجريمة النكراء مجموعة من الأشرار الذين باعوا دينهم ووطنهم، وباعوا كل ثوابتهم بأرخص الأثمان، واستباحوا الدم الحرام، في اليوم الحرام، والمكان الحرام، ولم يفرقوا بين عابد، من رجل أو امرأة أو طفل، بل على العكس من ذلك فديدنهم الجريمة، وقد رأينا منهم العجائب في جميع مناطق العالم، ولا نستغرب منهم ما حدث».

من ناحية أخرى، أكد مسؤول اللجنة الإعلامية في لجنة تشييع ضحايا تفجير القديح «ميثم طحنون» أمس أن «أسر القتلى والمصابين تسلموا مبالغ مالية أمر خادم الحرمين الشريفين بصرفها لهم، مواساة ومساعدة لهم في مصابهم».