«المونيتور»: كيف يمكن هزيمة «الدولة الإسلامية» بينما يواصل النمو ماديا وعدديا؟

الأربعاء 10 يونيو 2015 02:06 ص

أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن هجمات ضد الشيعة في القطيف والدمام بالمملكة العربية السعودية في 22 و 29 مايو/أيار على التوالي. وحتى الآن، يعتقد أن نحو 35 من الجماعات المسلحة قد بايعت «الدولة الإسلامية» في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أنصار الشريعة في ليبيا والمرابطون في مالي وبوكو حرام في نيجيريا. مع أكثر من 25 ألف مقاتل أجنبي توافدوا إلى أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن، وفقا لحسابات الأمم المتحدة. قياس قوة «الدولة الإسلامية» أثار جدلا بين المحللين والقوى العالمية.

وقال الاستراتيجي العسكري العراقي «هشام الهاشمي»: «ليس من الصعب على الدولة الإسلامية أن تكون موجودة في هذه الدول، لأنه في حالة المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، يذهبون هناك لموسم الحج». وأضاف: «الدولة الإسلامية كانت موفقة في اختيارها لماركتها التجارية»، مؤكدا أن استخدامها لوسائل الاعلام الاجتماعية غير مسبوق.

وقال «مارتن إيوي»، كبير الباحثين في معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا: «هروب الشباب للانضمام إلى الدولة الإسلامية ظاهرة عالمية. إنها لا تقتصر على العالم العربي». كما أشار إلى المتعاطفين مع «الدولة الإسلامية» الذين يختارون البقاء في بلدانهم، وقال: «إنهم يبقون على أمل أن يقوموا بمهمة الذئب الأوحد في بلدانهم عن طريق تنفيذ هجمات مختلفة ضد أهداف متعددة. العديد من هذه الهجمات حدثت مع الناس الذين لم يكن لديهم اتصال مباشر مع الدولة الإسلامية». وأوضح إيوي أن نفوذ الجماعة استفاد من أيديولوجية وممارسات تنظيم القاعدة. وأشار الى أنه بفضل نظام تنظيم القاعدة «فإن هجمات الذئب الأوحد هي مستقبل الإرهاب». مثل هذه العمليات المعزولة تجبر قادة العالم على التركيز على الأمن الداخلي، بالإضافة إلى القتال في العراق.

وقال المحلل الإعلامي السعودي «جمال خاشقجي»: «لقد أعلنت وزارة الداخلية عن أسماء 16 شخصا مشتبه بهم بالتورط في الهجمات الأخيرة». وأضاف أن الحكومة تقدم ما يقرب من 2 مليون دولار للشخص الذي يقدم معلومات تساهم في إلقاء القبض على المتورطين. وتابع «خاشقجي»: «إن الجمهور غاضب جدا. ولا تكسب الدولة الإسلامية أي شعبية هنا». ومع ذلك؛ اعترف أيضا «لدينا مشكلة في المملكة العربية السعودية».

ويتوقع «الهاشمي» أن الأحداث في المملكة العربية السعودية سوف تتطور في الأشهر القادمة لتكشف عن النمط الاستراتيجي للدولة الإسلامية. وقال: «الدولة الإسلامية يبدأ باستهداف الأقليات، ثم قوات الأمن، ثم الأجانب والصحفيين، ثم الأمراء وملك المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال».

كما أشار إلى مصدر قوة «الدولة الإسلامية»، قال «إيوي»: «إنه نموذج أيديولوجي قوي». ويعتقد أن الوقت والظروف متاحة حاليا أمام «الدولة الإسلامية» لإغراء وجذب الشباب وتشجيع الفصائل الصغيرة لتنضم إلى صفوفه. وأضاف «الهاشمي»: «قوة الدولة الإسلامية في قدرته على التوسع». وفي هذا الصدد، كان المال هو القوة الدافعة وراء الوصول المؤثر للدولة الإسلامية، وساهم في استمرار وثبات قوته الصامدة.

وقال «الهاشمي» إن «الدولة الإسلامية وزعت ما يقارب ستة ملايين دولار شهريا على جماعات مثل بوكو حرام وأنصار الشريعة. في سبتمبر/ أيلول 2014، بدأت الولايات المتحدة قصف المنشآت النفطية التي يسيطر عليها التنظيم، لكن الجماعة أثبت أنها لا تزال قادرة على صنع ما يصل إلى مليوني دولار في الأسبوع من وراء المرافق التي تحتلها».

وفي يونيو/حزيران 2014، اعتقلت قوات المخابرات العراقية «أبو حجار»، الذي أشرف على عملية تمويل «الدولة الإسلامية». ووفقا لـ«حجار»، الذي قابله «الهاشمي»  قبل سبتمبر/أيلول ،2014 فإن الجماعة كانت تقوم بتصدير «مليوني دولار في صورة استثمارات دولية إلى ليبيا وإندونيسيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا واليمن، وهو المال الذي ينتشر الآن بين الحلفاء الخارجيين».

وأضاف «إيوي» أن «عددا متزايدا من المجموعات المتعهدة بالولاء للدولة الإسلامية يعد مقلقا للأوضاع في إفريقيا»، ضاربا المثال بجماعة بوكو حرام وجماعات على شاكلتها ليضيف «إن قرار الانضمام إلى التنظيم أو مبايعته هو في الواقع استراتيجي». وبالنسبة لجماعات مسلحة أصغر حجما، فإن الدعم المالي في غاية الأهمية، ويمكن أن يساعد في ضمان بقائهم على قيد الحياة.

وأوضح «إيوي» أنه «عندما انضمت مجموعة  بوكو حرام إلى تنظيم القاعدة كانوا يحصلون على أموال»، مضيفا: «إنهم اعتادوا أيضا على تلقي التدريب، وتلقي الدعم الاستراتيجي. لقد رأينا مسلحين بوكو حرام يقاتلون في العراق. وهذا يعني أن تحالفهم عميق جدا». «لقد تخلوا عن استقلالهم عندما اعلنوا توحد قواهم مع قيادة الدولة الإسلامية ... يمكنهم الحفاظ على بعض من الهيكل والأدوات أو الأيديولوجية، ولكنهم تخلوا عن قيادتهم للمجموعة».

الحرب ضد «الدولة الإسلامية» أمر مثير للقلق أيضًا في لبنان، إنه بلد غالبا ما يُنسى، ولكنه في الخطوط الأمامية للأزمة السورية. وقال «خاشقجي»: «يرتبط لبنان بسوريا. إذا سارت الأمور بشكل سيء في سوريا، تسوء الأمور في لبنان». ووضع الكثير من اللوم على حزب الله، حيث يؤكد «خاشقجي»: «لقد جر لبنان أكثر وأكثر إلى هذه الحرب الطائفية». وفي إبريل/نيسان، بدأت شحنات أسلحة للجيش اللبناني تصل من خلال صفقة أسلحة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا تبلغ قيمتها نحو 3 مليارات دولار. وحثت الرياض أيضا اللبنانيين على انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن، للمساعدة على ضمان استقرار البلاد. وقد مر عام ولم يسم السياسيون اللبنانيون خليفة لـ«ميشال سليمان»، الذي انتهت ولايته في مايو/أيار 2014.

وفي الوقت الذي تنتشر فيه مخالب «الدولة الإسلامية» على الصعيد العالمي، فإن البعض بدأ يتساءل كيف يمكن أن تُهزم. ويرى «الهاشمي» أنه إذا سقط الزعيم «أبو بكر البغدادي» في العراق، فإن الفصائل المسلحة من إفريقيا وأماكن أخرى ببساطة ستعود إلى ممارسة أنشطتها في بلدانهم. ويرى «إيوي» الأمور بشكل مختلف، مؤكدا: «إذا كانت الجماعات ملتزمة، فإنه عندما يتم إزاحة القيادة الحالية للتنظيم، فيمكن لهذه الجماعات إعادة تنظيم أنفسهم بسهولة» ويعتقد أيضا أن الدول التي تتحدي الجماعات المتمردة المسلحة سوف «تُضعف» من وصولها إلى إفريقيا، لكنه من غير المؤكد ما إذا كان يمكنهم إلحاق الهزيمة بها.

وقال «خاشقجي»: «أعتقد أن ما سيساعد في هزيمة الدولة الإسلامية هو مواجهة إسلاميين آخرين لها وتصديهم لتحركاتها، وهذا ما كان يحدث في سوريا». ويعتقد «خاشقجي» أن بعض هذه القوى هي الفصائل المعتدلة التي يمكنها هزيمة «الدولة الإسلامية»، وفي الوقت ذاته لن تصل إلى مرحلة تحولها لنسخة أخرى من جماعة متطرفة.

ووفقا لـ«إيوي»؛ فإن حكومة جنوب إفريقيا تقدم الدعم إلى المركز الإسلامي في جنوب إفريقيا للمساعدة في التثقيف والتواصل مع المجتمعات الإسلامية لمواجهة انتشار الأيديولوجيات المتطرفة، مثل تلك التي اعتمدتها «الدولة الإسلامية»، وفي أوروبا والولايات المتحدة، كان المسؤولون الحكوميون يشعرون بالقلق إزاء الدفاع عن ترابهم المحلي وتثقيف الجمهور. وفي الوقت الذي تفكر فيه القوى العالمية بشأن الاستراتيجيات الثقافية والعسكرية ضد التطرف الديني، يبدو أنه ليس هناك أي حلول بسيطة واضحة لوقف هذا التأثير المتزايد.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية العراق سوريا لبنان بوكو حرام السعودية

استطلاع «إسرائيلي»: السعوديون يرون إيران العدو الأكبر تليها «الدولة الإسلامية»

تنظيم «الدولة الإسلامية» بالعراق: تغلغل في شروخات النظام السياسي

تفجيرات «الدولة الإسلامية» في السعودية: من وماذا ولماذا؟

كيف تغير انتصارات «الدولة الإسلامية» شكل الحرب الدائرة في سوريا؟

«الدولة الإسلامية» يتعامل بطريقة واحدة في العراق وسوريا ويستعمل «استراتيجية الكماشة»

«واشنطن بوست»: لماذا يصعب قمع ”التمرد الجهادي“؟

تنظيم «الدولة الإسلامية» يعلن تأسيس «ولاية حماه» ويتمدد نحو اليمن والجزائر!

«ناشيونال إنترست»: ثلاث أساطير ضخمة (وخطيرة) بشأن «الدولة الإسلامية»

«فاينانشيال تايمز»: السياسة وليست القذائف هي مفتاح هزيمة «الدولة الإسلامية»

قوات برية أميركية لدحر «داعش»