«فاينانشيال تايمز»: السياسة وليست القذائف هي مفتاح هزيمة «الدولة الإسلامية»

الخميس 8 أكتوبر 2015 04:10 ص

هدف معظم القادة في الشرق الأوسط، فضلا عن الهدف من دخول القوى الأجنبية  المتسلسل في دوامة هذا الصراع، هو الوهم بأنها يمكن أن تطلق العنان للعنف ومن ثم السيطرة عليه لتشكيل غاياتهم السياسية.

«باراك أوباما»، الذي قضى فترة رئاسته في محاولة للبقاء خارجا وتخليص القوات الأمريكية من المنطقة، قد انضم لهذه الصفوف، وهذا الأسبوع نشر  تفاصيل حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد من  تصف نفسها بـ«الدولة الإسلامية» من العراق إلى عمق سوريا.

هناك جدل طويل حول جدوى بدء حرب إقليمية جديدة طويلة ومضنية في مواجهة قوة لن تحترم أي حدود، وهي فكرة «الدولة الإسلامية» في العراق والشام التي أعلنت الخلافة في يونيو/حزيران من العام الماضي. فهل لدى «أوباما» خطة قابلة للتطبيق للتعامل مع هذا التجمع الحاشد من الشموليين في قلب الشرق الأوسط؟

البرلمان البريطاني يجادل أيضا حول ما إذا كانت القوات البريطانية يجب أن تدخل الصراع ، وقد سأل نفس السؤال قبل عام عندما قام بالتصويت على إجراءات عقابية ضد النظام السوري لاستخدامه الغاز ضد شعبه. و أيدت النواب في ذلك الوقت  اتخاذ إجراءات ضد «داعش» في العراق، ولكن ليس  في سوريا.

تهديد «داعش» أكبر من تهديد تنظيم القاعدة، وهي التي نتجت عنها. وهم صنف من الجهاديين الانتقاميين الذين لا حدود لعنفهم المتعمد، الذي يتم تغذيته لدى السوريين السنة، الذين غرقوا في الدم عن طريق نظام «بشار الأسد» وكذا الأقلية السنية في العراق، المحرومين بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، والتي جلبت زعماء الطوائف من الأغلبية الشيعية إلى السلطة.

أنصار «داعش» قاموا باستغلال الصراع على مستوى المنطقة بين السنة والشيعة لتسريع دوامة العنف وانتشاره في الدول المجاورة الهشة مثل لبنان والأردن، وحتى تركيا والمملكة العربية السعودية. وأظهر بيان للمجموعة هذا الأسبوع السخرية من مخططات و رسوم الولايات المتحدة وحلفائها لمعاقلها.

«داعش»، علاوة على ذلك، هي أول جماعة جهادية حديثة تقود حركة جماهيرية بنجاح. عبر مظالم السنة في العراق وسوريا، تحاول «داعش» إثارة العداوات وإعطاء هوية لنسبة عالية من العرب الذين تم استبعادهم من قبل أنظمة منغلقة وفاسدة. وقلب روايتها هو أن العالم العربي هو مجموعة من الدول الفاشلة والمتعفنة.

وكذلك تتغلغل عبر عمل عسكري قوي، لذلك، أي فرصة للنجاح ضد «داعش» تحتاج إلى إيجاد صيغ سياسية لإبعاد الطائفية وتقديم بصيص أمل لتبديد اليأس.

عسكريا، يمكن للضربات الجوية والصاروخية على الأكثر احتواء «داعش»، والتي تعيد تجميع صفوفها في معاقلها في شرق سوريا وغرب العراق. وكذلك هناك حاجة لوجود المقاتلين السنة المحليين على الأرض، للإقناع أن هناك بديل حقيقي للجهاديين.

في العراق، الهدف هو إعادة تجنيد القبائل السنية التي حاربت تنظيم القاعدة في 2006  و 2009 إلا أن التهميش والاضطهاد من قبل الحكومة المدعومة من إيران والولايات المتحدة، والذي بدأه «نوري المالكي»، مزق عملية تقاسم السلطة في البلاد بعد سحب «أوباما» القوات الأميركية في عام 2011.

والفكرة هنا هي إنشاء وحدات سنية محلية لمراقبة المناطق السنية، مرتبطة بالحرس الوطني كما تتواجد ميليشيات شيعية في المناطق الشيعية.

خطة سورية تبدو أكثر غموضا، تركز ظاهريا على تدريب 5000 مقاتل جديد للجيش السوري الحر، لإعادة بناء صفوف المتمردين الممزقة بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب على جبهتين.

 «نظام الأسد» يكثف باستمرار هجماته على المتمردين خصوصا عمليات الطعن في الظهر التي يتلقونها من النظام في كل مرة ينشغلون فيها بمواجهة «تنظيم داعش».

 في الواقع، هناك احتمال ضئيل لتجميع قوة لتحقيق تقدم ضد «داعش» وإنقاذ ما تبقى من سورية ما لم تتم إزالة «زمرة الأسد»، وترك العناصر الوطنية للنظام للتعاون مع هؤلاء المتمردين الذين على استعداد لمحاربة التطرف الجهادي ومحاولة الانتقال من تحت الأنقاض.

في البلدان التي تمزقها شقاقات عرقية وطائفية، هناك حاجة ماسة للمؤسسات الاتحادية ذات المصداقية. والسلطة المحلية الغير مؤسسية فقط يمكن أن تخلق وكلاء للطائفية والقبلية والحل هو في التقاسم العادل للموارد مثل النفط والغاز الذي يوفر فرصة للالتصاق بالحكومة المركزية والمفوضة معا.

الانفراج بين المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية ضروري لوأد الطائفية. السعوديون وحلفاؤم يحتاجون إلى نظرة فاحصة إلى التعصب الوهابي في المملكة الذي لا يزال ينفث بها، وهو مطابق لرسالة «داعش» تجاه الشيعة.

إيران، بالطبع، تثير العداء ضد السنة من خلال محاولة للحفاظ على محور شيعي لها من طهران إلى بغداد ومن دمشق إلى بيروت. لكن المملكة العربية السعودية، القوة العربية السنية، لا تقدم جهودا لاحتواء الشيعة، ناهيك عن فكرة المواطنة التي تحتضن جميع الأقليات.

من المهم لـ«أوباما» تشكيل تحالف عربي سني يضم الجميع بما في ذلك السعودية. ولكن إعادة تمكين السنة بطريقة تقوي ضعفهم في العراق وسوريا هو أمر حتمي.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران سوريا الدولة الإسلامية بشار الأسد

«أتلانتيك كاونسل»: «الدولة الإسلامية» يوسع الحرب الطائفية لزعزعة استقرار الخليج

«المونيتور»: كيف يمكن هزيمة «الدولة الإسلامية» بينما يواصل النمو ماديا وعدديا؟

التايمز: لقاء سري بين السعودية وإيران في سلطنة عمان بسبب «داعش»

«سي إن إن»: «أوباما» يرى إزاحة «الأسد» ضرورية لهزيمة «الدولة الاسلامية»

«المونيتور»: «الدولة الإسلامية» تقرب بين السعودية وإيران ولكن تقدم العلاقات بطيء

«ناشيونال إنترست»: البحث عن استراتيجية جديدة لهزيمة «الدولة الإسلامية»

«داعش» باقٍ... «داعش» لم يعد مشكلة!

وثيقة مسربة تكشف كيف يبني «الدولة الإسلامية» مملكته في سوريا والعراق

لماذا يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى توسيع عملياته في الغرب؟

الولايات المتحدة تتجه لتكثيف نشاطها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في 2016