الولايات المتحدة تتجه لتكثيف نشاطها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في 2016

الأحد 24 يناير 2016 05:01 ص

قام البنتاغون مؤخرا بمراجعة خطط الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لعام 2016، استنادا إلى تقييم حالة القتال والدروس المستفادة من الفشل النسبي لاستراتيجية عام 2015 والتي كان شعارها «العراق أولا». هذا التحول، الذي تم التقليل من شأنه من قبل البيت الأبيض والرئيس «أوباما»، خوفا من نقل أي اعتراف بالفشل، قد تم تأكيده بهدوء من قبل وزير الدفاع الأمريكي «أشتون كارتر» وقائد القوات الأمريكية الجديد في العراق وسوريا، الجنرال «شون ماكفارلاند».

وقد جاء تعيين «ماكفارلاند»، وهو قائد حربي متمرس، في أكتوبر/تشرين الأول 2015 كأول ضابط علم أمريكي مسؤول عن العمليات العسكرية في كل من سوريا والعراق على حد سواء، محملا بالدلالات حول التحول نحو المزيد من العمليات القتالية التقليدية الأرضية ضد معاقل «الدولة الإسلامية». بسبب التعقيدات السياسية في بغداد، بما في ذلك التأثير القوي لإيران على حكومة «العبادي»، فإن هناك قيودا مفروضة على حجم القوة العسكرية الأمريكية التي سوف يتم السماح بها في العراق. مؤخرا، تم رفض عرض تقدمت به الولايات المتحدة لزيادة عدد المستشارين الأمريكيين المرتبطين بوحدات الجيش العراقي وتوفير طائرات هليوكوبتر للدعم الجوي. وقد أكد الجنرال «ماكفارلاند» بشكل واضح أن ذلك الدعم سوف يتم توفيره بمجرد أن تطلب بغداد ذلك.

في كلمة ألقاها أمام الفرقة المجوقلة رقم 101 في فورت كامبل بولاية كنتاكي يوم 13 يناير/كانون الثاني، أعلن وزير الدفاع الأمريكي «أشتون كارتر» أن 1600 مدرب أمريكي إضافي من الفرقة سوف يصلون إلى العراق ليرتفع إجمالي القوة العسكرية الأمريكية إلى أكثر من 5000 آلاف جندي بحلول الربيع. وقد أكد أيضا أن هناك عمليات برية مشتركة خلال عام 2016 سوف تستهدف الموصل والرقة، وأن الولايات المتحدة سوف تتخذ المقعد الخلفي في هذه المعارك خلف الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية، حيث سيعملان معا على شن حملات منسقة تستهدف الموصل من الشمال والجنوب والشرق.

أحد المفاتيح الهامة لحملة عسكرية أكثر كفاءة هو قطع خطوط الإمداد الخاصة بتنظيم «الدولة الإسلامية» والممتدة ما بين الموصل والرقة، وإعادة إنشاء الحدود التقليدية بين سوريا والعراق. منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن قوات البيشمركة العراقية، مصحوبة بدعم وثيق من قبل القوات الجوية الأمريكية والمستشارين العسكريين الأمريكيين قد نجحت في استعادة سنجار، وهي نقطة عبور حيوية بين معقلي «الدولة الإسلامية».

في أواخر ديسمبر/كانون الأول، كان وزير الدفاع الأمريكي «كارتر» في أربيل، حيث التقى بعض القيادات الكردية. وقد تعهد بتوفير الأسلحة والعتاد العسكري وغيرها من المركبات لتجهيز لواءين مقاتلين، يبلغ مجموعها 4400 مقاتلا من القوات الكردية.

أحد العناصر الرئيسية للاستراتيجية الجديدة هو تسريع عمليات التصفية التي تقوم بها فرق العمليات الخاصة المشتركة والتي تم إدراجها على أرض الواقع في كل من العراق وسوريا. قامت هذه الفرق بالفعل بتنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال الممنهج لبعض الشخصيات البارزة من تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل أن تكتمل عملية نشر القوات. ضمن إطار الاستعدادات للهجوم على الموصل في المستقبل، فإن قيادات هذه القوات ينبغي عليها أن تكثف من تواصلها مع زعماء العشائر العربية السنية في المنطقة.

في حين أن تعيين الجنرال «ماكفارلاند» للإشراف على جميع العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا هو أوضح مؤشر يدل على المزيد من الانتباه إلى العمليات القتالية التقليدية، فإن تسمية رئيس القيادة المركزية المعين حديثا، الجنرال «جوزيف فوتيل»، يؤكد أيضا على الدور المحوري لقيادة العمليات الخاصة المشتركة. وفي الوقت الذي كان البنتاغون خلاله يقوم بوضع خطط الحرب في العراق وسوريا لعام 2016، فقد خلصت إدارة «أوباما» إلى أن الحرب ضد «الدولة الإسلامية» ينبغي أن يتم توسيعها لتشمل استهداف جيوب التنظيم على المستوى العالمي.

التحليل الجديد لمجتمع الاستخبارات الأمريكي الناجم عن هجمات باريس وسان بيرناردينو الإرهابية، المنسوبة إلى «الدولة الإسلامية»، قد حذر من انتشار الأنشطة المشابهة في جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا. مؤخرا، ظهرت خلايا محلية لتنظيم «الدولة الإسلامية» في أندونسيا ويعتقد أنها كانت مسؤولة عن التفجيرات الانتحارية الأخيرة في جاكرتا. وفي حين أن هذه العمليات لا تنطوي بالضرورة على إعادة توزيع مقاتلي «الدولة الإسلامية» من العراق وسوريا، فإنها تعكس وجود خلايا جهادية أصلية محلية تابعة للتنظيم. وقد حددت دراسة 20 دولة مرشحة لتوسع مثل هذه العمليات من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية».

في بعض الحالات، فإن هذه الخلايا المحلية للجهاديين يتم إلهامها من قبل «الدولة الإسلامية» لكنها لا تتمتع بعلاقات رسمية مع قيادة التنظيم. وكما يحذر التقرير، فإن هذا يمثل تحديا من نوع خاص، نظرا لأن عمليات الاعتراض التقليدية للاتصالات لن تسهم في الكشف عن هذه العمليات أثناء مرحلة التخطيط.

ومن بين المناطق الجغرافية التي تم تسليط الضوء عليها في هذه الدراسة كل من ليبيا وكشمير وأفغانستان. تم تصنيف كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة كأماكن معرضة أيضا وذلك بسبب احتواء هذه البلاد على جاليات مسلمة كبيرة (سعى أوباما والبيت الأبيض للحفاظ على هذه الدراسة طي الكتمان، خوفا من أن تتسبب في تأجيج الخطاب المعادي للمسلمين من قبل مرشحي الرئاسة الجمهوريين).

يزور وزير الدفاع الأمريكي «كارتر» باريس هذا الأسبوع من أجل مناقشة هذه التحذيرات الاستخباراتية والخطط العسكرية المنقحة مع الحلفاء الرئيسيين في فرنسا، بريطانيا، أستراليا، ألمانيا، إيطاليا وهولندا. أحد أولويات هذه المناقشات هي توسع «الدولة الإسلامية» في أنحاء ليبيا من معقلها في مدينة سرت. سوف يستطلع «كارتر» آراء الحلفاء في إمكانية تشكيل قوة تدخل سريع عسكرية مشتركة، ليتم نشرها في ليبيا، بناء على دعوة من حكومة الوحدة الوطنية التي تم تشكيلها مؤخرا.

ومن شأن هذه القوة المكونة من 5 آلاف جندي أمريكي وأوروبي أن تخضع لقيادة إيطالية. وسف تشمل القوة إمكانية نشر وحدات من القوات الجوية الخاصة البريطانية.

المصدر | سمير التقي وعصام عزيز - ميدل إيست بريفينج

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة التحالف الدولي الدولة الإسلامية العراق سوريا

«ناشيونال إنترست»: البحث عن استراتيجية جديدة لهزيمة «الدولة الإسلامية»

«فاينانشيال تايمز»: السياسة وليست القذائف هي مفتاح هزيمة «الدولة الإسلامية»

انهيار العراق وصعود «الدولة الإسلامية»: صنع في أمريكا؟

«الدولة الإسلامية» ليست لغزا: كيف نفهم تحركات التنظيم الاستراتيجية؟

«ذي ديلي بيست»: نحن لا ندمر «الدولة الإسلامية» .. بل نجعلها أقوى

«الدولة الإسلامية» يتوعد الغرب بهجمات تنسيهم اعتداءات نيويورك وباريس

المخابرات الأمريكية: «الدولة الإسلامية» خسر 6 آلاف من مقاتليه في سوريا والعراق