«رائف بدوي»: جلد المدون السعودي المسجون ”مؤكد“ استمراره بعد تأييد العقوبة

الخميس 11 يونيو 2015 12:06 م

بات استمرار تنفيذ حكم الجلد العلني ضد المدون السعودي المسجون «رائف بدوي» مؤكدا بعد أن أيدت المحكمة العليا في المملكة العربة السعودية العقوبة خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ بحسب ما ذكرته زوجته لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

وتحدثت الزوجة، التي تدعى «إنصاف حيدر»، وسط مخاوف متزايدة بين جماعات حقوق الإنسان أن بدوي سيتم جلده علنا للمرة الثانية في 12 يونيو/ حزيران الجاري. وفي 7 يونيو/حزيران أيدت المحكمة الحكم السابق الصادر بحقه بالسجن عشر سنوات وجلده ألف جلدة، على الرغم من انتقادات دولية بشأن معاملته.

وقالت السيدة «حيدر»، التي تعيش الآن في كيبيك مع أطفالها الثلاثة بعد أن أجبروا على الفرار من المملكة العربية السعودية، إنها كانت على اقتناع أن العقوبة الوحشية الموقعة على زوجها على وشك الاستئناف، وطالبت الأسرة المالكة في البلاد بإطلاق سراحه.

«أنا واثقة من أن عملية الجلد سوف تبدأ مرة أخرى، وربما الجمعة المقبلة ...أنا لا أعرف»، تماما كما ورد في رسالة بالبريد الالكتروني. وأردفت «لقد صدمت بشدة. وإنني أناشد الأمراء محمد بن نايف ومحمد بن سلمان العفو عن زوجي».

وألقي القبض على المدون الليبرالي «رائف بدوي» في يونيو/حزيران 2012 بعد انتقاد رجال دين في المملكة من خلال موقعه الليبرالي على شبكة الانترنت، ووجهت إليه اتهامات بالإساءة إلى الإسلام من خلال القنوات الإلكترونية». لقد خضع رائف للجولة الأولى من 50 جلدة في يناير/كانون الثاني من هذا العام، ولكن منذ ذلك الحين وعقوبته الأسبوعية تؤجل مرارا وتكرارا.

وقد أرسلت قضيته للمراجعة من قبل السلطات السعودية مع تزايد نغمة ونبرة الإدانة العالمية، وعلق أنصاره الآمال على نظر الاستئناف في 7 يونيو/حزيران في أن تخفف العقوبة أو حتى يحصل على عفو كامل، لكن آمالهم تبددت وصدموا. وقبل أيام قليلة من إعلان الحكم، قال «بدوي» لزوجته إنه لا يتوقع إفراجا عنه في المستقبل القريب.

ومن جانبه، قال «ألان هوغارث»، رئيس الشؤون السياسة والحكومية في منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، إنه «بعد تأييد الحكم القاسي من قبل المحكمة العليا نحن الآن قلقون للغاية أن رائف سوف يتم جلده يوم الجمعة. صدمة بالغة أن تعرف أن هناك إنسان سوف يتم جلده كل أسبوع 50 جلدة حتى يكتمل العدد 950 جلدة».

«رائف سجين رأي، ولا ينبغي أن يكون وراء القضبان على الإطلاق، وينبغي ألا يتعرض لأي نوع من العقاب، ناهيك عن جلده. لقد حان الوقت للسلطات السعودية لوضع حد لاضطهاد هذا الرجل».

وقد حكم على «رائف بدوي» بــ 1000 جلدة بتهمة «إهانة الإسلام» على موقعه الليبرالي على شبكة الانترنت. وتحث العفو الدولية أنصارها على الاتصال بالسفارة السعودية في لندن على أمل إقناع السلطات لإنهاء عقوبته، التي وصفت بأنها «قاسية للغاية ومقززة».

ووجهت اتهامات إلى الحكومة بالفشل في وضع ما يكفي من الضغط على المملكة العربية السعودية في هذه القضية من أجل حماية العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة والبلاد، ولكن وزارة الخارجية والكومنولث تصر على أن الوزراء والدبلوماسيين يثيرون تلك القضية «مرارا وتكرارا».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: «نحن قلقون للغاية أن عقوبة رائف بدوي قد أيدتها المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية. لقد أثرنا قضيته على أعلى المستويات في حكومة المملكة العربية السعودية وسنواصل القيام بذلك».

«إن موقف الحكومة البريطانية بشأن حقوق الإنسان هي مسألة قومية. لن نتردد أبدا في إعلان وجهات نظرنا بكل صراحة من خلال تقرير المراجعة العالمية الدورية للأمم المتحدة وحقوق الإنسان والديمقراطية السنوي لوزارة الخارجية والكومنولث».

ونشرت السيدة «حيدر» الشهر الماضي نداء عاطفي للسلطات السعودية بمناسبة مرور عام على الحكم الصادر بحق زوجها. وقالت إنه سجن فقط لمجرد إنه «رجل فكر يترجم ما يجول في خاطره إلى الكتابة»، واتهمت الدولة بمعاملة زوجها «وكأنه مجرم» لمجرد أنه نطق بما يجول في خاطره.

وقال «ديفيد ميفام»، مدير هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة، هناك غضب دولي بسبب قسوة العقوبة المفروضة على «رائف بدوي»، والتي توقفت في يناير/كانون الثاني ويبدو أنها قد تُستأنف هذا الاسبوع. هناك حاجة لمعارضة دولية متضافرة وضغط على السعوديين، لوقف هذه العقوبة القاسية والإفراج عنه فورا.

العقاب البدني لـ«بدوي» حتى الآن

قد تم جلد «رائف بدوي» علنا مرة واحدة فقط حتى الآن منذ إصدار الحكم، وخضع في تلك المرة لــ 50 جلدة من ضابط أمن سعودي في ساحة خارج مسجد في جدة يوم 9 يناير/ كانون الثاني. ويمكن لأي شخص مشاهدة تنفيذ الحكم ضد «رائف» في جولته الأولى على موقع يوتيوب؛ حيث قام شخص بتصويره ورفعه على الموقع الشهير.

وتظهر لقطات الفيديو «رائف» بينما يتعرض للضرب بعصا، ويشاهده حشد من عدة مئات من الأشخاص الذين يهتفون «الله أكبر». وعندما تقترب الكاميرا من «بدوي» أثناء تنفيذ الحكم، يبدو أنه لا يصرخ، كما أنه عقب الجلد سار دون مساعدة من أحد.

«رفع رائف رأسه نحو السماء، ليغلق عينيه ويقوس ظهره»؛ على حد وصف شاهد عيان لمنظمة العفو الدولية في ذلك الوقت. «لقد كان صامتا، ولكن يمكن أن نقول أنه عند النظر إلى وجهه وعينيه فقد كان يتألم ألما حقيقيا».

وتحدث «بدوي» في رسالته الأولى من السجن، التي نشرتها صحيفة دير شبيجل الألمانية في شهر مارس/أذار، عن مشاعره وإحساسه خلال الجلد. وكان قد كتب «لقد حدثت كل هذه المعاناة القاسية لي لأنني عبرت عن رأيي».

وتم تأجيل الجولة الثانية من جلد المدون على أسس طبية، ومنذ ذلك الحين وهو ينجو من المزيد من العقاب، ولكنه لا يزال في السجن. وقالت مجموعة «التحرر من التعذيب» إنه بالإضافة إلى خطر العدوى من الجروح المفتوحة، فإن ضحايا الجلد يمكن أن يتعرضوا لضرر نفسي، حيث يعانون من «مشاعر الخوف والقلق والذل والعار».

  كلمات مفتاحية

السعودية رائف بدوي الجلد جلد رائف بدوي

الاتحاد الأوروبي يدعو السعودية إلى وقف جلد المدون «رائف بدوي»

إندبندنت: زوجة «رائف بدوي» تناشد ولي العهد الإفراج عنه

«تركي الفيصل» تعليقا على جلد «رائف بدوي»: لسنا الوحيدين ولنتذكر «أبوغريب وغوانتانامو»

«إنصاف حيدر» لـ«الغارديان»: تم الضغط علي وعلى أهلي لتطليقي من «رائف بدوي»

«ذا ديلي بيست»: لماذا يجب أن نكون «كلنا رائف بدوي»؟

السعودية تستنكر الانتقادات الدولية حول قضية «رائف بدوي» وتؤكد «نزاهة» قضائها

زوجة «رائف بدوي»: السلطات السعودية أعطت الضوء الأخضر لاستئناف جلده

«الجبير»: «رائف بدوي» مصيره في المحاكم و«النمر» كان إرهابيا