اعتبر عضو اللجنة التنفيذية للهيئة الطرابلسية "حسام باش إمام" أن الهزيمة القاصمة التي تعرض لها اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" في مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس) الاستراتيجية ومفتاح السيطرة على العاصمة، وضعته في مأزق يصعب الخروج منه كما أحرجت حلفائه السعودية والإمارات ومصر.

وقال "باش إمام" إن قوات حفتر شنت في 4 أبريل/نيسان الماضي، هجوما عبثيا، احتلت خلاله مدينة غريان الجبلية، واتخذتها قاعدة للعدوان، كما تحالفت مع قبيلة ترهونة القريبة من طرابلس، لشن هجوم من جنوب طرابلس، تم التصدي ورد العدوان وإبعاده عن المدينة من قبل قوات حكومة الوفاق.

وأشار السياسي الليبي إلى أنه منذ ذلك التاريخ بدأت القوات المهاجمة بالتراجع رويدا رويدا تحت هجمات من القوات المدافعة عن طرابلس (التابعة لحكومة الوفاق)،

وذكر أنه وفى محاولة منه للانتقام، وإثبات عدم خطأ دول مثل السعودية والإمارات ومصر المراهنة عليه، سارع "حفتر" باللجوء لاستخدام السلاح الجوي، وقصف مركز إيواء للهجرة غير الشرعية، وقتل حوالي 33 شخصا وجرح أكثر من 70 ضحية من جنسيات أفريقية متعددة.

وأضاف أن هذه كانت مجزرة بأتم معنى الكلمة وجريمة حرب غير مسبوقة سقط على إثرها مدنيون أبرياء من جنسيات أفريقية مختلفة.

وأكد السياسي الليبي أن هذه المجزرة التي ارتكبها "حفتر" ستكون لها تداعيات كبيرة، حيث ستحرج العواصم العربية المؤيدة له كالرياض والقاهرة وابوظبي، ولاسيما الأخيرة التي أرسلت أسلحة أمريكية (صواريخ جوفلين الأمريكية) التي سقطت في أيدي قوات حكومة الوفاق بعد تحرير مدينة غريان.

ولفت أنه في السياق ذاته طالب الكونغرس الأمريكي بفتح تحقيق بتورط الإمارات في تزويد "حفتر" بسلاح أمريكي بدون إذن الحكومة الأمريكية، فيما تحاول الإدارة الأمريكية تدارك الأمر.

 وأشار "باش إمام" أن "حفتر" أدرك منذ فشل هجومه الأول أنه لن يستطيع ان يدخل إلى طرابلس، لاسيما في ظل تأييد قوي من أهالي مدينة طرابلس ومدن رئيسية في الغرب الليبي مثل مصراتة التي ساهمت بقوات كبيرة بجيش حكومة الوفاق، ومدينة الزاوية وأغلب المدن الساحلية الكبيرة في الغرب الليبي مثل الخمس زليتن زوارة وغريان بعد تحررها.

وبحسب السياسي الليبي يبقي أهم مأزق وقع فيه "حفتر"، هو جريمة الحرب التي ارتكبها بحق مدنيين عزل من المهاجرين الأفارقة وهو ما سيجعله ملاحقا من العدالة الدولية.