السعودية استقبلت وفد مراسلون بلا حدود بعد مقتل خاشقجي

الأربعاء 10 يوليو 2019 10:28 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن وفدا من منظمة "مراسلون بلا حدود" زار المملكة بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، على نحو غير معلن، مشيرة إلى أن الوفد التقي عددا من المسؤولين البارزين في المملكة.

وذكرت الصحيفة أن السعودية وفى محاولة نادرة، للتعامل مع منتقدي سجلها في حقوق الإنسان، استقبلت، بصورة غير معلنة، وفدا خلال هذا الربيع من منظمة "مراسلون بلا حدود"، حسبما صرح الأمين العام للمنظمة "كريستوف ديلوار"، الثلاثاء.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن "ديلوار" الذي تحدث علنا لأول مرة عن الزيارة، قوله إن وفد المنظمة المكون من 4 أشخاص، زار المملكة في شهر أبريل/نيسان والتقي بكبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك النائب العام ووزير العدل.

ووفق الأمين العام للمنظمة، فقد طالب الوفد بتحقيق شامل في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، كما ضغط من أجل الإفراج الفوري غير المشروط عن ما لا يقل عن 30 صحفيا مسجونين ظلما في المملكة.

وأوضح " ديلوار" أن الدعوة كانت هي الأولي التي تقدم للمنظمة من قبل السعودية، مشيرا إلى أن مستوى التواصل الذي منحته السعودية للوفد كان نادرا للغاية.

وذكرت الصحيفة أن المنظمة حافظت على سرية الزيارة، ولم تتحدث عن تفاصيلها على أمل أن تقوم السلطات السعودية بإطلاق سراح بعض الصحفيين على الأقل، ربما خلال شهر رمضان، لكن لم يحدث شيء.

وقال "ديلوار" لقد جاء شهر رمضان وولى، ومضت أسابيع بعده ولم يتم إطلاق سراح أية صحفيين "كنا بحاجة لأخذ إجراء" في إشارة إلى قرار الإعلان عن زيارة المنظمة للمملكة.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين السعوديين كثيرا ما أبدوا انزعاجهم من أساليب التشهير العام التي تستخدمها الجماعات الحقوقية الدولية لانتقاد سجل حقوق الإنسان في المملكة، زاعمين أن مثل هذه الحملات تأتي بنتائج عكسية.  

لكن، وفقا لمحللين، فإن تواصل "مراسلون بلا حدود" غير المعلن مع الحكومة السعودية يؤشر بتكتيكات بديلة قد تكون عديمة الجدوى كذلك، في وقت كانت فيه السلطات بقيادة ولي العهد "محمد بن سلمان"، تلاحق من تتصور أنهم منشقون، بجانب فرض قيود شديدة وغير مسبوقة على حرية الرأي والتعبير.

وبحسب "واشنطن بوست" لم يستجب المكتب الإعلامي الحكومي السعودي على الفور لطلب التعليق حول زيارة "مراسلون بلا حدود".

وفى غضون ذلك، أعلنت المغنية الأمريكية "نيكي ميناج"، عن إلغائها حفلها المقرر في السعودية بعد أن واجهت ضغوطا علنية من جماعات حقوق الإنسان.

وقالت "ميناج" في بيان نشرته وكالة "أسوشيتد برس": "أعتقد أنه من المهم لي أن أوضح دعمي لحقوق المرأة ومجتمع المثليين وحرية التعبير".

وشملت قائمة السجناء العاملين في مجال الإعلام التي قدمتها "مراسلون بلا حدود" إلى المسؤولين السعوديين، صحفيين عاملين ومواطنين صحفيين، أحدهم هو "مروان المريسي"، وهو صحفي يمني، وقد اتصل بعائلته بعد فترة وجيزة من زيارة وفد المنظمة للسعودية، وذلك بعد شهور من اختفائه، وربما يكون هذا هو الإنجاز الوحيد للزيارة.

وذكرت الصحيفة أن امرأة واحدة في القائمة تم إطلاق سراحها مؤقتا بعد لقاء الوفد بالمسؤولين السعوديين، وهي "هتون الفاسي"، ولكنها في الوقت ذاته كانت مدافعة بارزة عن حقوق المرأة وكانت عنوانا رئيسيا لحملة أكبر من قبل جماعات حقوق الإنسان التي تطالب بالإفراج عنها.

وكان من بين الصحفيين الآخرين المدرجين بالقائمة "رائف بدوي"، الذي حكم عليه بالسجن والجلد في عام 2012 بتهمة إهانة الإسلام، و"نذير الماجد"، وهو مؤلف وصحفي مسجون منذ عام 2017.

وقال "ديلوار"، إن المفاوضات بشأن الزيارة بدأت بعد أسابيع قليلة من مقتل "خاشقي"، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وأضاف أنه حاول إقناع الحكومة السعودية بالتعامل مع منتقديها، مضيفا أنه اتصل بالسفير السعودي في باريس للتوضيح له بأن السعودية من الممكن أن تنفق الكثير من المال (مليارات) على شركات العلاقات العامة، لأن صورتها الدولية أصبحت مرعبة.

وذكر الأمين العام للمنظمة، أنه بعد مرور أشهر، وتحديديا في نهاية مارس/آذار، قدمت الحكومة السعودية دعوة إلى المنظمة، ووعدت بالتواصل مع مسؤولين رفيعي المستوي، بالتوازي مع وزير العدل والمدعي العام، التقي الوفد بـ"عادل الجبير" وزير الدولة للشؤون الخارجية، ورئيس لجنة حقوق الإنسان الحكومية.

وأضاف "ديلوار"، إنه بمجرد وصولهم إلى السعودية، طلب الوفد زيارة الصحفيين المسجونين، لكن الطلب قوبل بالرفض، مشيرا إلى أن المنظمة لم تدافع عن الصحفيين بعينهم ولكن تحدثت عنهم كمجموعة، خوفا من أن يؤدي التركيز على حالات محددة لإخضاعها للانتقام فيما يعد.

ووفق "ربيكا فنسنت"، عضو آخر في الوفد الذي زار المملكة، اشتكى المسؤولون السعوديون من أن "مراسلون بلا حدود" والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام الأخرى كانت متحيزة ضد المملكة وتتلق معلومات غير موثقة عنها من الخارج.

كما اشتكى المسؤولون من تصنيف السعودية عام 2019 في مؤشر حرية الصحافة في منظمة "مراسلون بلا حدود"، حيث حظيت بالمرتبة 172 من بين 180 دولة.

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

منظمة مراسلون بلا حدود الحكومة السعودية مقتل جمال خاشقجي

مراسلون بلا حدود: مساومة السعودية بشأن خاشقجي تعني الترخيص بالقتل

مراسلون بلا حدود تطالب بتحقيق دولي مستقل حول خاشقجي

مراسلون بلا حدود: مقتل خاشقجي مرعب

كالامارد: قتل خاشقجي جريمة ارتكبت على مستوى دولة

هانت يدعو إلى ثمن دبلوماسي إزاء جرائم كاغتيال خاشقجي