مصر تحتفي بـ«جولدا مائير» ضمن «نساء رائدات»!

الأربعاء 17 يونيو 2015 09:06 ص

أثار تكريم «القرية الفرعونية» في محافظة الجيزة المصرية، لرئيسة وزراء دولة الإحتلال الإسرائيلي السابقة «جولدا مائير» جدلا واستهجانا واسعا بين نشطاء ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد وضع صورة «مائير» ضمن 100 شخصية نسائية في متحف «نساء رائدات»، اضطرت إدارة القرية إلي حذف الصورة وعقد مؤتمر صحفي اعتذرت فيه للشعب المصري عن «خطأ غير مقصود من القائمين على المتحف لن يتكرر مرة أخرى». 

وطرحت الواقعة تساؤلات عدة حول المسؤول عن وضع الصورة وأسباب تجاهل الحكومة للأمر، بينما اعتبر محللون تكريم واحدة من مؤسسي دولة «إسرائيل» مؤشرا على ارتفاع حالات التطبيع بين الجانبين بعد الانقلاب العسكري على السلطة المنتخبة في مصر، وذلك في وقت تفرض القاهرة فيه حصارا خانقا على قطاع غزة، وتعمل خلاله كذلك على شيطنة حركة المقاومة الإسلامية «حماس».

من جانبهم، دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عدة وسوم على موقع «تويتر»، منها «القرية الفرعونية» و«جولدا مائير»، و«جولدا مائير ليست رائدة».

تطبيع ثقافي

وأكد منسق حركة العدالة والاستقلال المصرية «محمد الشبراوي» أن «تناول الإعلام المصري هذه الواقعة يدلل على انفصام شخصيته وازدواجية معاييره». ودلل على وجهة نظره بالقول إن «كثيرين ممن استوقفتهم صورة جولدا مائير لم تستوقفهم جرائم الكيان الصهيوني تجاه غزة وتعاون النظام المصري مع هذا الكيان عسكريا ومعلوماتيا ومحاصرة للقطاع»، بحسب تعبيره.

وأضاف في تصريحات صحفية أن «النظام المصري الحالي لم يترك مناسبة إلا وأكد فيها على متانة العلاقات مع الكيان الصهيوني وحرصه على أمنه، وبالتالي ليس غريبا أن يقوم موالون لهذا النظام بتكريم غولدا مائير». موضحا أن هذه الواقعة تشير بوضوح إلى «ردة الانقلاب عن العقيدة الإستراتيجية للقاهرة»، حيث تحولت «إسرائيل» من شريك سلام إلى صديق وحليف إستراتيجي، وأصبحت فصائل المقاومة الفلسطينية -وعلى رأسها حماس- حركات إرهابية تهدد الأمن القومي المصري، على حد قوله.

بدوره، أكد الباحث والمحلل السياسي «أسامة نور الدين» أن وضع تلك الصورة ليس بمستغرب فهناك محاولات حثيثة زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة لدمج إسرائيل في المنطقة واعتبارها جزءا أصيلا منها، وإقامة علاقات طبيعية معها. وأضاف: «لقد وصل الأمر بالبعض لأن يعتبر إسرائيل جزءا مهما في مواجهة التحديات التي تواجه الأنظمة العربية، مثل الخطر الإيراني المتزايد».

ورأى أن هذا الطرح يمثل «خطرا فادحا ليس على الأنظمة فقط، إنما على مستقبل القضية الفلسطينية والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». مشددا على ضرورة أن تعي الشعوب العربية خطورة مثل هذه الممارسات التي تستهدف جس النبض تمهيدا للتطبيع الثقافي مع إسرائيل، وإدماجها داخل نسيج وطني واحد، وفق تعبيره. 

وعبر «تويتر»، قال الحقوقي المصري «هيثم أبوخليل» أن «الكيان الصهيوني يشكر مصر عسكرا"وقضاءا" لأحكام الإعدامات والمؤبدات وكذلك الاحتفاء بصورة جولدا مائير بالقاهرة ويقول لكم ..والله ما قصرتم ...!».

كما شارك المعارض المصري «وائل عباس» في التعليق على الواقعة، قائلا: «هو يعني القرية الفرعونية لما شالوا صورة جولدا مائير كده اتغيرت قناعات القائمين عليها ودوائرهم ؟ لا خالص ولا الهوا».

الدكتور «عبدالله معروف» قال حول ذلك عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»: «الساقطون في مصر يكرمون (جولدا مائير) التي حاربت مصر بكل قوة في حرب 1973م..! ويعتبرونها من النساء "الرائدات" في العالم..!» مستنكرا: «أبحث عن ‫مصر‬.. هل رآها منكم أحد..؟!».

بينما أكد «عادل سليمان» رئيس منتدى الحوار الاستراتيجى لدراسات الدفاع والعلاقات المدنية - العسكرية: «صورة جولدا مائير فى متحف نساء رائدات فى القرية الفرعونية بالقاهرة (وليس تل أبيب) .. هكذا يتم تغييب وعى أمة ؟».

يذكر أن المعلق الإسرائيلي «أمير تيفون» وصف عهد «السيسي» بأنه «العصر الذهبي للعلاقات المصرية الصهيونية»، كما عبر المستشرق «إيلي ريخس» عن تجذر الإحساس الصهيوني بأن «السيسي» هو امتداد أكثر تطرفا لمبارك، حيث قال: «عندما يكون هناك السيسي فلا حاجة لمبارك».

وكان «السيسي» قد عبر في حوار سابق مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مدي الثقة المتبادلة بين الجانب المصري والإسرائيلي، وأكد أنه يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «كثيرا»، ويؤكد له له أن تحقيق السلام مع الفلسطينيين سوف يكون «حدثا تاريخيا» له ولإسرائيل وأن مصر مستعدة لتقديم المساعدة في هذا الصدد.

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل غولدا مائير القرية الفرعونية القاهرة التطبيع القضية الفلسطينية الشرق الأوسط

كاتب سعودي يدعو للتطبيع مع (إسرائيل) لمواجهة «المد الصفوي الإيراني»

«عشقي» ينفي تطبيع السعودية مع «إسرائيل» ويؤكد عدم لقائه أي مسؤول رسمي لها

«إسرائيل» و«السيسي»: تعاظم قيمة الكنز الإستراتيجي

«حماس» تستنكر حكم القضاء المصري لعدم اعتباره «إسرائيل» كيانا «إرهابيا»

مصادر إسرائيلية: محور ثلاثي يجمع مصر وقبرص واليونان لمناهضة تركيا

«نتنياهو» يشيد بقرار إعادة سفير مصر إلى «إسرائيل» بعد غياب 3 سنوات

احتفاء إسرائيلي بالسفير المصري السادس منذ توقيع كامب ديفيد