لماذا تسعى السعودية لاستضافة أشهر نجوم الفن؟

الأربعاء 17 يوليو 2019 12:53 ص

لماذا تريد السعودية استضافة أشهر نجوم الفن على أراضيها؟.. تحت هذا العنوان تحدثت "بي بي سي" عما وصفته بـ"أمر غير مألوف" في المملكة، البلد الذي لم يعرف استضافة مثل هذه المهرجانات الصاخبة من قبل.

وقالت إن "ماريا كاري"، كانت سباقة إلى الغناء هناك في يناير/كانون الثاني، وبعدها وافقت "نيكي ميناج"، على إقامة حفل في مدينة جدة، ثم غيرت رأيها "دعما لحقوق النساء والشواذ والمتحولين جنسيا".

وجاء الآن دور فرقة "بي تي أس" الكورية الجنوبية، فأعلنت إقامة حفل في الرياض في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقال ولي العهد، "محمد بن سلمان" إنه يريد إصلاحات اجتماعية واقتصادية في بلاده، في إطار خطته المستقبلية "رؤية 2030"، من أجل إبراز وجه السعودية العصري.

وكانت السعودية على مر عقود تعتمد إيرادات النفط في ميزانيتها، لكن الاضطرابات التي تشهدها السوق الدولية، تجعل الاعتماد على النفط وحده مجازفة كبيرة.

وخلصت "بي بي سي" إلى أنه "من أجل الإصلاحات الاقتصادية واستقطاب الاستثمار الأجنبي تسعى السعودية إلى إقناع العالم بأنها بلد منفتح اقتصاديا".

وأضافت أن فرقة شهيرة مثل "بي تي أس" يمكن أن تساعد السعودية في تحقيق هذا الهدف.

ومن بين ما تسعى السعودية إلى تطويره وتنميته هو صناعة الترفيه.

فالكثير من السعوديين يسافرون إلى الخارج لحضور الحفلات ومشاهدة الأفلام السينمائية.

ومن أجل ضمان أن ينفق هؤلاء أموالهم في البلاد، قررت الحكومة فتح دور سينما جديدة ومراكز تجارية، ودعوة المشاهير من الفنانين لإقامة حفلات في المدن السعودية.

وتقول "ياسمين"، المقيمة في السعودية وعمرها 24 عاما، إنهم "يريدون أن يؤسسوا لتواصل ثقافي مع العالم في البلاد. فالسعودية يقيم فيها ناس من كل بلدان العالم، وهم يسعون إلى إرضاء جميع الأذواق".

ومن بين الإصلاحات الاجتماعية التي أقرتها السعودية هو رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، والسماح لها بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب.

  • من الذين أقاموا حفلات في السعودية؟

في ديسمبر/ كانون الأول، أقام مغني الراب الأمريكي "نيللي" حفلا في جدة، لكنه أثار جدلا لأن الحضور كان محصورا على الرجال.

وعلى هامش جائزة سباق "فورمولا اي" للسيارات الكهربائية عام 2018، أقام العديد من الفنانين العالميين حفلات في السعودية من بينهم "جيسون ديرولو" و"أنريكي إغليسياس" و"ديفيد غيتا" وغيرهم.

وفي يناير/كانون الثاني، أقامت "ماريا كاري" حفلا ظهرت فيه مع "شون بول" و"دي جي تييستو".

ورغم الجدل الذي أثاره حضورها، فإنها قالت إن تلك فرصة للعمل من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين في السعودية.

وقال مدير أعمالها إن "ماريا كاري"، باعتبارها أول فنانة عالمية تقيم حفلا في السعودية، تقدر الأهمية الثقافية لهذا الحدث، وستواصل الجهود العالمية من أجل المساواة بين الجميع.

ولا يقتصر الأمر على المشاهير في مجال الموسيقى.

  • هل تغير الواقع؟

حسب "ياسمين" فإن الأمور "لم تعد صارمة مثلما كانت".

فالناس في الأماكن العامة مثل المقاهي والمطاعم يجلسون معا، ولم يعد هناك فاصل بين النساء والرجال.

لكن منظمة "هيومان رايتس ووتش" تشكك في حجم التغيير، وتقول إن "النساء على الرغم من الترخيص لهن بقيادة السياراة، فإن الكثير من العراقيل لا تزال في طريقهن".

وتضيف أن السلطات السعودية اعتقلت عددا من الناشطات البارزات في مجال حقوق المرأة قبيل رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات، واتهمتن بإقامة "اتصالات مشبوهة" مع جهات أجنبية.

ولا تزال المرأة بحاجة إلى إذن من ولي الأمر في أمور الحياة العادية مثل السفر أو استخراج جواز السفر أو الاستفادة من الرعاية الصحية أو حتى العمل.

وتتعرض السعودية لانتقادات أيضا بخصوص حقوق الشواذ والمتحولين جنسيا.

فالسعودية ليس فيها قوانين مكتوبة بخصوص الهوية الجنسية.

وقد تباينت آراء الناس ومواقفهم من الحفل الذي أعلنت فرقة "بي تي أس" إقامته في الرياض.

يرى البعض أن تبقى السياسة بعيدة عن قرار "بي تي أس" إقامة حفل في السعودية، ويقول آخرون إنه ينبغي أن تقاطع الفرقة السعودية بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.

واختتمت "بي بي سي" تقريرها بالقول: "ننتظر ما إذا كانت الفرقة الكورية الجنوبية ستحذو حذو نيكي ميناج وتلغي حفلها، أم أنها ستمضي في قرارها بإقامة الحفل بعد نحو شهرين".

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

هيئة الترفيه بالسعودية ماريا كاري محمدبن سلمان انفتاح

العفو الدولية: إلغاء نيكي ميناج حفلها رسالة تذكير للسلطات السعودية

نيكي ميناج تتخذ قرارا محرجا للسلطات السعودية

مشاركة نيكي ميناج بموسم جدة الترفيهي تثير غضب سعوديين

السعودية: نعيش عصرا جديدا من الانفتاح على الثقافة والسينما

ليبراليون يشنون حملة ضد داعية انتقد انفتاح «بن سلمان»