بكين تزعم الإفراج عن معظم سجناء الإيغور وترفض تحديد عددهم

الأحد 4 أغسطس 2019 01:07 ص

زعم مسؤولان صينيان بارزان، إفراج سلطات بلادهما عن معظم المسلمين المسجونين في معسكرات لإعادة التأهيل بمنطقة شينغيانغ، شمال غربي الصين، غير أنهما امتنعا عن تحديد عدد من تم اعتقالهم في السنوات الأخيرة.

جاء ذلك في تصريحات أدلي بها "شهرت ذاكر"، رئيس منطقة شينغيانغ، ونائبه "الكين تونياز"، خلال لقاء مع صحفيين بالعاصمة الصينية بكين.

وتتهم عشرات الدول ومنظمات حقوقية دولية الصين بارتكاب انتهاكات بحق المسلمين الإيغور، ويشمل ذلك احتجاز الآلاف منهم في معسكرات اعتقال لإخضاعهم لعملية غسيل مخ، بجانب عمليات أخرى ممنهجة لسرقة أعضائهم بعد تنفيذ أحكام للإعدام بحقهم.

ووفق خبراء من الأمم المتحدة وناشطين، فإن ما لا يقل عن مليون شخص من الإيغور المسلمين وأفراد من أقليات مسلمة أخرى احتجزوا في المعسكرات بتلك المنطقة الواقعة في غرب الصين.

وفى المقابل، تصف الصين هذه المعسكرات بأنها مراكز للتدريب المهني للمساعدة في وقف التطرف الديني وتعليم مهارات عمل جديدة.

وردا على سؤال عند عدد المحتجزين في تلك المراكز، أجاب "الكين تونياز" نائب رئيس منطقة شينغيانغ، قائلا إن "العدد متحرك وإن معظمهم نجح في الالتحاق بوظائف".

من جانبه قال "شهرت ذاكر" إن 90% من المحتجزين أطلق سراحهم، مشيرا إلى أنهم تلقوا تدريبا وعادوا بالفعل للمجتمع ولديارهم.

علاقات عامة

وطالما نفت بكين خلال السنوات الماضية وجود معسكرات لإعادة التأهيل، غير أنها أطلقت مؤخرا حملة "علاقات عامة" لاحتواء الانتقادات الدولية لما تسميها بكين "مراكز تعليم مهني".

وحقّقت بكين حتى الآن من خلال تلك الحملة نجاحات عدة في هذا الإطار، من بينها الحصول على تأييد العديد من الدول الإسلامية والعربية لسياساتها تجاه الإيغور.

والشهر الماضي، وجّه سفراء 37 دولة بينها السعودية وسوريا وباكستان وسلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والجزائر رسالة إلى الأمم المتحدة أيّدوا فيها سياسة الصين تجاه الإيغور وغيرهم من الأقليات في إقليم شينجيانغ.

وجاء في الرسالة: "في مواجهة التحدي الخطير المتمثل في الإرهاب والتطرف اتخذت الصين سلسلة من إجراءات مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف من بينها إقامة مراكز التعليم المهني والتدريب".

وأضافت الرسالة أن "الأمن عاد إلى شينجيانغ وأن هناك حفاظا على حقوق الإنسان الأساسية للأشخاص من جميع الجماعات العرقية في الإقليم"، وتابعت: "لم يقع هجوم إرهابي واحد منذ 3 سنوات والناس لديهم إحساس أقوى بالسعادة والإنجاز والأمن".

وجاءت رسالة الـ37 دولة الدعمة للصين؛ ردا على رسالة وجهتا 21 دولة ندّدت فيها بالممارسات الصينية في الإقليم.

وتعتبر تركيا الدولة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة التي وجّهت انتقادات للصين على خلفية هذه المعسكرات.

وفي فبراير/شباط انتقدت الخارجية التركية طريقة معاملة الصين للإيغور ووصفتها بأنها "عار على البشرية" وقالت إن المحتجزين في هذه المراكز والسجون "يتعرّضون للتعذيب ولغسل دماغ سياسي".

لكن بعدما زار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الصين في يوليو/تموز اعتمدت تركيا خطاباً أكثر هدوءاً.

فريق مراقبة

والثلاثاء الماضي قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" إن بلاده سترسل فريق مراقبة إلى منطقة شينغيانغ، وذلك بعد مناقشة وضع الإيغور مع نظيره الصيني.

ومنذ 1949، تسيطر بكين على الإقليم الذي يعد موطن أقلية "الإيغور" التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وتشير إحصائيات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليونا منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.

وفي مارس/آذار الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2018، أشارت فيه إلى أن احتجاز الصين للمسلمين بمراكز الاعتقال، "يهدف إلى محو هوياتهم الدينية والعرقية".

غيّر أن الصين، تدعى دائما أن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات الاعتقال" إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

مسلمي الإيغور إقليم شينجيانغ معسكرات الاعتقال

هجوم على السيسي بعد أنباء تسليم طلبة الإيغور للصين

بكين ترد على إدراج واشنطن 28 منظمة صينية على اللائحة السوداء

عقوبات أمريكية جديدة لمسؤولين صينيين بسبب الإيغور

قصص مروعة.. مليونا إيغوري "فئران تجارب طبية" بمعسكرات الصين

لماذا يصمت العالم الإسلامي على قمع الأويجور بالصين؟