تدريس علاقات الشذوذ الجنسي يثير قلق العرب في بريطانيا

السبت 10 أغسطس 2019 12:00 م

أثار قرار حكومي حول منهج جديد لتدريس "العلاقات" بشكل إلزامي في كل مدارس بريطانيا الابتدائية اعتبارا من سبتمبر/أيلول 2020، قلقا بين الأسر العربية في بريطانيا. 

ورغم أنه يتم تدريس "الثقافة الجنسية" لطلاب المدارس الابتدائية إن وافق أهاليهم، وتستمر بعد ذلك في المرحلة الإعدادية، إلا أن بعض الأهالي اعتبروا القرار الجديد الذي يتضمن تدريس علاقات الشذوذ الجنسي، "مبالغة" في التركيز على تدريس هذه المواضيع في المدارس.

"زهر" (اسم مستعار لصبي بريطاني من أصل سوري)، شرح لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كيف وقعت أمه ورقة لتسمح له بحضور الدرس الذي استمر نحو 4 ساعات، فصلت فيه البنات عن الصبيان في قاعتين مختلفتين، لدراسة مواضيع تتعلق بالثقافة الجنسية، في إطار الوضع القائم حاليا.

وقال: "كنا خجلانين فقط قبل الدرس. المعلمة طلبت منا عدم إخبار الطلاب الذين منعتهم عوائلهم من حضور الدرس عن أي شي تعلمناه احتراما لقرار الأهل".

وتعرض الورقة الأولى رسوما لجسم الإنسان تظهر تنوع أشكال الجسد، أما البقية فعن الدورة الشهرية، وآلية الحمل والولادة. في ورقة الحمل، مثلا، تبدأ الرسوم الكرتونية ببويضة تتزين وتضع العطر وهي تتهيأ لقدوم الحيوانات المنوية.

  • لهذا يرفضون

وكحال الأمهات الإنجليزيات اللاتي اعترض بعضهن على المنهج الجديد، في حين رأته أخريات أمرا عاديا، تعددت مواقف الأمهات البريطانيات من أصول عربية لتتنوع تجاربهن.

"سراب" (اسم مستعار لأم بريطانية من أصل فلسطيني في الـ32 من عمرها) علقت على القرار الجديد قائلة: "لم أعد أعرف إن كان لي حق تكفله الدولة هنا أم لا، فأنا كأم بريطانية لا أرغب بهذا الموضوع في هذا العمر".

وأضافت: "قد أرغب به عندما يصبح الطفل واعيا وقادرا على التمييز"، رافضة الكشف عن هويتها الحقيقة؛ فمثل هذه المواضيع حساسة في المجتمع البريطاني، خاصة أنها قد ترتبط بمواضيع رهاب الشذوذ الجنسي وخطاب الكراهية.

وتابعت : "من حقنا أن نعترض، وأعرف أن من حقهم (الشواذ جنسيا) أن يطالبوا بفرض تدريس المقرر. نحن لا نجبرهم على أن يكونوا مسلمين، لكن عندما أُجبر طفلا على تعلم أفكار عن الشذوذ الجنسي بعمر مبكر وهو ليس بسن الإدراك فيعتقد أن بإمكانه تجريب ذلك".

ولفتت إلى أنها قررت ألا ترسل ابنتها إلى المدرسة حال تطبيق القرار، قائلة: "سيشكل هذا ضغطا نفسيا علي؛ لأن قرار التعليم المنزلي يعني أن أفتح مدرسة في البيت. في حال عدلوا عن هذا القرار فسنوفر جهدا كبيرا ماديا ومعنويا، وسأطمئن على ابنتي التي ستتعلم كل شيء".

وأشارت إلى أنها لا تريد أن تنشأ ابنتها كأقاربها الصغار في غزة؛ فهناك لا يتطرق الأهالي ولا المدرسة لمواضيع مثل الشذوذ، أما هي فتريد أن تجيب على أسئلة ابنتها بما يناسب عمرها.

  • كل شي مكشوف

من جانبها، قالت "عربية العلوي" (42 عاما)، وهي مربية أطفال تقيم في لندن منذ 13 عاما بعد أن غادرت تونس، إنها بداية شعرت "بالصدمة" عندما سمعت عن القرار الجديد، خاصة أن لديها ابنة بعمر 5 سنوات، لكنها ناقشت الأمر مع بعض الأصدقاء، وقرأت عنه وفكرت به؛ فتوصلت إلى أن ابنتها "ستأخذ المعلومة من الخارج بما في ذلك المدرسة بكل الأحوال، وهي كأم دورها أن تؤطر تلك المعلومات في البيت".

"نحن في لندن، كل شي مكشوف"، أضافت "عربية"، وهي تسرد مواقف مرت بها مع ابنتها عندما كانتا في القطار، وقبالتهما رجلان يتبادلان القبل، وعندما مرتا صدفة في مركز لندن أثناء مسيرة للشواذ، ومواقف مشابهة.

وتابعت: "التربية الإسلامية شيء خاص بنا؛ نحتفل بعيدي الأضحى والفطر. وأخبر ابنتي أننا لا نأكل لحم الخنزير ولا نشرب الكحول. لا مشكلة لدي في الحديث مع ابنتي عن العلاقات الإنسانية المختلفة؛ فإن سألتني لا أكذب عليها، أكون واقعية وأقول لها مثلا إن الله لا يحب هذا الأمر، لكن علينا أن نكون طيبين مع الجميع".

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

الثقافة الجنسية الشذوذ الجنسي

حملة أمريكية لإلغاء تجريم الشذوذ الجنسي في 71 دولة

«التعليم» المصرية تحقق في صورة الشذوذ الجنسي بالمناهج

أردوغان يدافع عن مسؤول هاجم المثلية الجنسية

اعترفت بممارسة عنصرية ضدهم.. الاستخبارات البريطانية تعتذر للمثليين