دعوة جديدة للمصالحة بين النظام المصري والإخوان

الأحد 25 أغسطس 2019 10:47 م

دعا أستاذ الفلسفة الشهير، "حسن حنفي" إلى مصالحة تاريخية بين النظام المصري و"الإخوان" لوقف شلال الدماء بين الطرفين، معتبرا أن كلا منهما مملوء بالصفحات البيضاء، إضافة إلى بعض الصفحات السوداء، على حد قوله.

وأبدى "حنفي"، في مقال مثير نشره على حسابه بـ"فيسبوك"، عجبه من الإصرار على استمرار العداء بين "الإخوان" والدولة، واستمرار إسالة الدماء جندي وضابط وشرطى أو مدني مخالف في الرأي وهارب من الاعتقال والسجن والتعذيب.

وأضاف "حنفي" أن "الأعجب أن كل طرف لا يذكر للطرف الآخر إلا صفحته السوداء، اغتيالات الإخوان وتعذيب الدولة، وكتاب كل طرف مملوء بالصفحات البيضاء كما هو مملوء ببعض الصفحات السوداء للصراع على السلطة وكأنها المدخل الوحيد للعمل السياسي".

ورأى أن "الإخوان لا يذكرون للدولة إلا الاعتقال والتعذيب بل والإعدام (عبدالقادر عودة)، والدولة لا تذكر للإخوان إلا العنف والخروج على المجتمع بالسلاح".

وأشار إلى أن "لا أحد يقول: عفا الله عما سلف، والتاريخ لا يتوقف عند لحظة من لحظاته، ومن فضائل الذاكرة النسيان، فلو تذكر الإنسان كل صغيرة وكبيرة مر بها لتحولت حياته إلى جحيم كما لاحظ برجسون".

وأشار إلى أنه بعد أن قامت ثورة يوليو/تموز 1952 اصطدم "الإخوان" والدولة من جديد عام 1954 بعد حادث المنشية لمحاولة اغتيال "عبدالناصر"، وحُلَّت الجماعة، وأعدم المفكر القانونى "عبدالقادر عودة" ومن قاموا بتدبير الاغتيال.

واستدرك بأنه "مع ذلك، هناك صفحة بيضاء لا يذكرها أحد، وهي التي تبشر بالأمل في المستقبل بعد قلب الصفحة السوداء".

ومن بين تلك الصفحات التي وصفها بـ"البيضاء" ما ذكره من "تعرف ناصر على الجماعة في حرب 1948 في فلسطين، وإعجابه بشجاعتهم وجرأتهم في مواجهة العدو الإسرائيلي، ثم اشتراكهم معا في حرب الفدائيين بالقناة 1951 بقيادة كمال رفعت من الضباط الأحرار لتطهير البلاد من الاحتلال البريطاني على ضفاف القناة وفي التل الكبير والمعسكر الأحمر على ضفاف النيل مكان مبنى الجامعة العربية وفندق هيلتون الآن".

وأشار إلى أنه "لما قامت الثورة في يوليو/تموز 1952 كان نصف أعضاء مجلس قيادة الثورة من الإخوان مثل عبدالمنعم عبدالرءوف، ورشاد مهنا الذي عُين وصيا على العرش".

وذكر بأن "ناصر اختار سيد قطب ليكون رئيس أول تنظيم سياسي تقيمه الثورة معترفا بقدراته الفكرية والأدبية وما يمثله من تيار اشتراكي إسلامي بعدما كتب العدالة الاجتماعية في الإسلام".

وأنهى "حنفي" مقاله قائلا: "الآن، إذا كانت هناك صفحة سوداء في الذاكرة والتاريخ بين الإخوان والدولة فإن بها صفحات بيضاء، فهل يستمر سيل الدماء أم تبدأ المصالحة؟".

واعتبر أستاذ الفلسفة "أن الجميع تعلم من الماضي، وآن الأوان لبداية حاضر جديد؛ إذ يحل شباب الإخوان الآن محل الشيوخ، يدهم ممدودة للمصالحة بدلا من الشيوخ المكبلين بذكريات الماضي الأسود، وقد سرت الشائعات أن المصالحة قادمة".

ويأتي مقال "حنفي" في ظل رسائل مسربة من داخل معتقلات وسجون النظام المصري تدعو الجماعة للتراجع والتنازل في سبيل الإفراج عن المعتقلين.

وبينما التزم النظام المصري الصمت التام إزاء المبادرة، فإن جماعة "الإخوان المسلمون" شككت في صحة نسبتها إلى المعتقلين، وقالت إنها ربما تكون صنيعة أمنية.

لكن عددا من أهالي المعتقلين عبروا عن تأييدهم لتلك المبادرة واستعدادهم لتبنيها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المصالحة مع النظام المصري جمالعة الإخوان المسلمين

رسالة مسربة تكشف جحيم غرفة التأديب في سجون مصر

معتقلون مصريون يناشدون شيخ الأزهر الوساطة مع النظام

صحف مصرية تدعو لاستئصال من بقي من الإخوان

نائب مرشد الإخوان: لا مصالحة مع السيسي ولا زلنا أقوياء